أكد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أهمية العمل سويةً من أجل الوقوف على جميع الأبعاد المتعلقة بمشروع مركز الغاز الدولي في تركيا، الذي تحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي لجاوش أوغلو الجمعة، مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على هامش اجتماع اللجنة الاستراتيجية التركية القطرية رفيعة المستوى.

وأشار جاوش أوغلو إلى أنّ المشروع بحاجة إلى العمل بما فيها الاستثمارات قائلاً : "تبقى مسألة عرضٍ وطلب، كم عدد الدول الأوروبية- نتحدث عن جنوب شرق أوروبا وأوروبا الغربية- الجاهزة للتزود بالغاز من هذا المشروع؟ يجب العمل سوية من أجل الوقوف على كل الأبعاد"

ومن جانب آخر أشار إلى أنّ الرئيس رجب طيب أردوغان والشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيترأسان الاجتماع الثامن للجنة الاستراتيجية التركية القطرية رفيعة المستوى، التي من المنتظر أن تشهد توقيع 12 اتفاقية في مجالات التجارة والإعلام والاتصالات والثقافة والمساعدات الإنسانية وغيرها، واحدة منها بيان مشترك للدولتين.

وشكر جاوش أوغلو الجانب القطري لمده يد العون لتركيا في الحرائق التي شهدتها غاباتها الصيف الماضي.

وأكد تطور العلاقات بين البلدين ووصول حجم التجارة في الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري إلى نحو 1.2 مليار دولار، متوقعاً تجاوز المليارين حتى نهاية العام.

إلغاء شروط بيع "F-16" لتركيا من مشروع قانون أمريكي

وفي معرض رده على سؤال حول إلغاء الشروط الخاصة ببيع طائرات "F-16" إلى تركيا في نسخة مجلس الشيوخ الأمريكي من مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA) لعام 2023، قال جاوش أوغلو إن المباحثات التقنية مع الجانب الأمريكي في هذا الخصوص تسير بإيجابية.

وأضاف أن أنقرة أكدت لواشنطن أن شراء مقاتلات "F-16" بشكل مشروط، سيكون أمراً بلا معنى.

وتابع: "كانت هناك مطالب من الإدارة الأمريكية حول إسهامنا نحن أيضاً في دعم جهودها لدى مجلس الشيوخ (فيما يخص إلغاء البيع المشروط للمقاتلات)."

وأفاد بأن الإدارة الأمريكية والكونغرس يريان أن تزويد تركيا بمقاتلات "F-16" لن يكون لصالح أنقرة فقط، بل لصالح حلف شمال الأطلسي "ناتو" أيضاً.

وشدد على أن إلغاء البيع المشروط لمقاتلات "F-16" لتركيا، في نسخة مجلس الشيوخ خطوة غير كافية، مؤكداً ضرورة ربط تلك الخطوة بنتيجة في أقرب وقت.

وأشار إلى مواصلة تركيا مباحثاتها أيضاً مع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي المعارضين لبيع مقاتلات "F-16" لأنقرة، معرباً عن أمله في أن يجري التوصل إلى نتيجة إيجابية دون أي عراقيل.

الحرب الروسية الأوكرانية

وفي معرض رده على سؤال صحفي حول وجود جهود تركية للوساطة بين روسيا والغرب، قال جاوش أوغلو إنه لم تكن لبلاده أي مساعي في هذا الخصوص.

وأضاف أن تركيا نجحت فيما مضى بتأمين عقد لقاءات بين مسؤولين روس وأوكرانيين، مستشهداً على ذلك بلقاء وزيري خارجية البلدين في أنطاليا، ولقاءات الوفود الروسية والأوكرانية في إسطنبول خلال الأشهر الماضية.

وأشار إلى تطور مجريات الحرب في أوكرانيا وتقلص فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مبيناً أنه لا احتمال يلوح في الأفق لإجراء لقاء في المستقبل القريب، بين زعيمي روسيا وأوكرانيا.

وأردف: "لكن نأمل أن يجري ذلك، سنواصل جهودنا في هذا الشأن".

وأفاد جاوش أوغلو بأن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أكد في لقاءاته مع الزعماء الغربيين على هامش اجتماع المجتمع السياسي الأوروبي، بالعاصمة التشيكية براغ، ضرورة عدم قطع قنوات الاتصال بين الغرب وروسيا.

وأوضح أنه سيأتي يوم ويجري التوصل فيه إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، مؤكداً أن تركيا ستواصل دوماً الإسهام في الوصول إلى تلك المرحلة.

التطبيع مع أرمينيا

وفي معرض رده على سؤال حول وجود التطبيع بين تركيا وأرمينيا، قال جاوش أوغلو إنه ليست هناك أية معاهدة سلام من المقرر توقيعها بين أنقرة ويريفان، أو تحضيرات من أجل ذلك.

وأضاف أنهم يتباحثون مع الجانب الأرميني في الوقت الراهن، خطوات تعزيز الثقة المتبادلة وما يمكن القيام به في هذا الإطار.

وأشار إلى عقد ممثلي تركيا وأرمينيا حتى الآن 4 لقاءات خارج البلدين، فيما شهد لقاؤهما الأخير الاتفاق على عقد اللقاءات التالية على أراضيهما.

وأكد أن تركيا صادقة في التطبيع مع أرمينيا.


TRT عربي - وكالات