مروة مختار تفسر أسباب غياب الأكاديميين عن المشهد الثقافي
مروة مختار تفسر أسباب غياب الأكاديميين عن المشهد الثقافي
فسّرت الناقدة والأكاديمية مروة مختار، أسباب غياب الأكاديميين عن المشهد الثقافي، ودورهم تجاه قضايا المجتمع.
وقالت في تصريح لـ«الدستور»، إن الجامعة تمثيل مصغر لواقع المجتمع المصري/ العربي بشرائحه المتباينة، ومن ثم فالأكاديمي انعكاس لهذه الشرائح، وعلاقته بالمشهد الثقافي لا تولد فجأة كي نصفها بشكل عام بالحضور أو الغياب، السؤال هو كيف يكون الحضور شكلًا ومضمونًا.
وكشفت عن أن حضور الأكاديمي من وجهة نظري بشكل شبه يومي ضيفًا أو مشاركًا في الفعاليات الثقافية فى كل مكان هو نوع من الغياب، يشبه تمامًا حضوره مروجًا لا ناقدًا لأي عمل فكري أو إبداعي في فعالية ثقافية هنا أو هناك.
وأكدت “مختار” على أن “غياب الأكاديمي هو غياب صوته المشارك والفارق في قضايا مجتمعه الراهنة ومداخلته المختلفة عن سابقتها في أي فعالية ثقافية”.
وأرجعت مختار، أسباب العزوف الكامل إلى أنه أما العزوف الكامل ففي ظني يعود لأسباب كثيرة، منها أن منهم من كان مشاركًا فاعلًا من سنوات لكنه لم يتحمل مايحدث من بعض البشر داخل أروقة الساحة الثقافية الواسعة، ومنهم من يشارك بحرص شديد وخطوات محسوبة تكاد توازي عدم المشاركة تفرغًا لمشروعه العلمي وإيمانًا منه أنه الأبقى أثرًا، وبعضهم يتخير بعناية ما يعود عليه بالنفع محليًا أو عربيًا وإن قل، وبعضهم من يأس من المشهد بشكل عام وقرر عدم المشاركة والاكتفاء بالتدريس الجامعي وكل مايتعلق بالحياة الأكاديمية.
وتابعت مختار، "هناك من قرر المشاركة بالفعل لكنه لم يفرق فى خطابه بين متلقٍ متخصص ومتلقٍ عام فعزف عن القراءة له ومتابعته الأنماط متنوعة وكثيرة وكل له أسبابه.
وأشارت مختار إلى أن الأكاديميون الفاعلون ثقافيًا المؤمنين بدورهم تجاه قضايا مجتمعهم الذين يحاولون أن يوازنوا بين علمية خطابهم ووصوله إلى القارىء العام، وإيمانهم بدورههم نحو مجتمعاتهم هم قليلون وكثير منهم تحولوا للإشارة عما يجول بصدورهم وعقولهم إلى الترجمة وتركوا اختيارات الترجمة تعبر عما يجيش بأرواحهم، وبعضهم اتجه إلى كتابة الرواية، ومنهم من اكتفى بصفحته في الفضاء الأزرق.
وأكدت مختار، على أنه: “لم يغب الأكاديمي بشكل كامل عن المشهد الثقافي لكن اختلفت أشكال ظهوره مع الوضع فى الاعتبار أن المشاركة تتطلب رأيًا واضحًا ومواقف معلنة قد تسبب حرمانه من أشياء كثيرة”.