وبحسب مقال لـ «حسين حقاني»، أدى الانسحاب الأمريكي من أفغانستان إلى تضاؤل ​​الاهتمام الأمريكي بباكستان.

علاقات متواضعة

يقول الكاتب: "كما يشير تقرير حديث كتبه العديد من الدبلوماسيين السابقين والخبراء الباكستانيين، بمن فيهم أنا، فإن اختيار الولايات المتحدة لا ينبغي أن يكون بين تقديم كميات كبيرة من المساعدات الأمنية والاقتصادية لباكستان أو عدم القيام بذلك مطلقا".

ولفت إلى أن الحفاظ على علاقة متواضعة على أساس المصالح المتبادلة سيكون منطقيًا للغاية ويمكن الولايات المتحدة من الاحتفاظ بنفوذها الدبلوماسي، وأضاف: "تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان معروف جيدًا، بدأ البلدان كحليفين في الخمسينيات من القرن الماضي قبل وصفهما بالعداء على مدى العقد الماضي".

وأردف: "توترت علاقة دافئة في السابق بسبب دعم باكستان لطالبان في أفغانستان ووجود أعداد كبيرة من المسلحين المتطرفين على أراضيها، كان الأمريكيون مستائين بشكل خاص من إسلام آباد منذ عام 2011، بعد العثور على مؤسس القاعدة أسامة بن لادن وقتله هناك".

اختلاف وجهات النظر

بحسب الكاتب، "تصر باكستان على أنها تتصرف ببساطة فيما يعتبره قادتها مصلحتها الوطنية، وفي بعض الأحيان يؤدي ذلك إلى اختلاف وجهات النظر مع الولايات المتحدة"، ويتابع قائلا: "بدأ المسؤولون الأمريكيون يدركون أن تجاهل باكستان أو محاولة عزلها ليس خيارًا ذكيًا في السياسة، تقيم الولايات المتحدة علاقات مع مجموعة من الدول التي تختلف معها. لماذا يجب أن تكون باكستان مختلفة؟".

وقال: "بعد فجوة استمرت بضع سنوات، بدأت باكستان والولايات المتحدة في إعادة التواصل، على الرغم من أن باكستان لم تعد تبرز بشكل حاسم في الخطط العالمية للولايات المتحدة، كما توضح استراتيجية الأمن القومي لإدارة بايدن"، واستطرد: "خلال الأسابيع القليلة الماضية، التقى وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ورئيس أركان الجيش الجنرال قمر جافيد باجوا والتقى بوزير الدفاع لويد أوستن".

اعتراف بالأهمية

الكاتب يواصل قائلا: "تعكس هذه الاجتماعات اعترافا بأن باكستان، بكل تعقيداتها، لا يمكن إهمالها، إنها خامس دولة في العالم من حيث عدد السكان، وهي الدولة ذات الأغلبية المسلمة الوحيدة المسلحة بأسلحة نووية".

وأضاف: "انسحبت الولايات المتحدة من باكستان من قبل، في التسعينيات بسبب برنامج باكستان النووي. لكن لم ينجح ذلك بشكل جيد بالنسبة للمصالح الأمريكية لأن ذلك لم يؤدي إلا إلى تقوية العناصر الأكثر راديكالية في المجتمع الباكستاني".

ومضى يقول: "لكن من الصحيح أيضًا أن اعتبارات حقبة الحرب الباردة التي جمعت بين باكستان والولايات المتحدة لم تعد قابلة للتطبيق، لدى البلدين وجهات نظر مختلفة تمامًا حول الهند والصين وأفغانستان".

وأكد في الختام على أن العلاقات الوثيقة بين الصين وباكستان يجب أن تكون سببًا لاهتمام أمريكي أكبر بإسلام آباد.