فاز مشروع الزراعة المتجددة كأحد حلول مواجهة التغيرات المناخية في فئة المشروعات غير الهادفة للربح وحصل على المركز الأول في هذه الفئة على مستوى محافظة القليوبية ضمن مسابقة المشروعات القومية الخضراء الذكية.

وقالت سلمى سامى زلط، المدير التنفيذي لمؤسسة الطبيعة والعلم،  والمسئولة عن المشروع، إن فكرة المشروع هى إعادة تدوير المخلفات الزراعية والمساهمة فى التقليل من حرق المتبقيات الزراعية بشكل فردى أو بسبب الاشتعال الذاتي للأكوام المتكدسة ببعض المزارع بجمعية أحمد عرابي الزراعية ومقلب القمامة بمدينة العبور، وتم ذلك من خلال مساندة المزارعين العاملين داخل المزارع بالاتفاق مع صاحب المزرعة بإمدادهم باليد العاملة للمساعدة فى عمليات التقليم، ورفع المخلفات والتى وصلت إلى 500 طن، ثم القيام بفرز المتبقيات بين أوراق جافة، أفرع بأحجامها المختلفة وتحويل المناسب منها بعد فرمه إلى كمبوست «ماد عضوي خالي من الكيماويات ومسببات الأمراض تمامًا»، ثم تطور المشروع وتم إنشاء ورشة نجارة نظراً لتوافر مخلفات خشبية من جذوع أشجار بأقطار سميكة يمكن أن تدخل في تصنيع قطع أثاث وأباجورات ومصنوعات خشبية يدوية عديدة، وتم تدريب فريق من العمالة غير المنتظمة على أعمال النجارة والصناعات البسيطة.

وأضافت سلمى زلط لـ«الوطن»: «عملت المؤسسة بشكل متوازٍ على الزيارات المنزلية لتوعية زوجات وأسر المزارعين، وتم عقد 18 ورشة عمل نظرية وعملية لتوعية الأطفال بالحضانات ودور الأيتام والنوادي الرياضية ومع أسر المزارعين داخل مزارعهم وتم تنفيذ برامج توعية وتعليم المشاركين مبادئ الزراعة النظيفة وإعادة تدوير المخلفات فى إنتاج سماد عضوي ومنتجات تعود بالفائدة على أفراد المجتمع».

 مواجهة تحديات التنوع البيولوجى

وأشارت إلى أن مؤسسة الطبيعة والعلم حصلت على المركز الأول من فئة «المبادرات غير الهادفة للربح» على مستوى محافظة القليوبية، وذلك ضمن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء والذكية، وذلك بعد اجتيازها المرحلة الأولى والتي كانت على مستوى المحافظة عن مشروعها المقدم «الزراعة المتجددة في مواجهة تحديات التنوع البيولوجى، والتغيرات المناخية، ومساندة المجتمعات المحلية»، ويرتكز المشروع في أساسه على تشجيع فكرة الزراعة المتجددة والتى ترتكز على الحفاظ على الحيوانات والكائنات الدقيقة المفيدة والمصاحبة للزراعة مثل النحل البري والفراشات والتي تعمل على تلقيح النباتات وأيضا اللافقاريات الأرضية مثل الديدان والخنافس وقمل الخشب وغيرها من الكائنات الأرضية والتي تساعد في فتح مسام وتفتيت التربة مما يساهم في سريان مياه الري بسهولة داخل التربة بما يسمح بانتشار جذور النباتات وأيضا يساهم في تثبيت الكربون الهوائي في التربة مما يقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الهواء.

 تنويع زراعة المحاصيل  الزراعية 

وتابعت، تركز الزراعة المتجددة على تنويع المحاصيل الزراعية من محصول رئيسي وعدد من المحاصيل المصاحبة له بدلًا من زراعة المحصول الواحد، والحفاظ على سطح التربة من خلال وجود كثافة نباتية تسمح بالحفاظ على رطوبة التربة وتقليل تعرضها لأشعة الشمس القوية والتى تؤدى إلى جفاف التربة وفقدان مكوناتها المائية والميكروبيولوجية المفيدة، وكذلك التقليل من حرث وتقليب التربة حتى لا ينبعث الكربون المختزن بالتربة مما يساعد في التغيرات المناخية وأيضا يساهم عدم التقليب في الحفاظ على الكائنات الدقيقة من بكتيريا وفطريات داخل التربة وعدم فقدها، أيضا ينصح بالحفاظ على جذور النباتات التى تم جمع محصولها وترك تلك الجذور في التربة بعد الجمع حتى تحتفظ التربة بجميع مكوناتها الكيميائية والبيولوجية كما هي.

واستطردت، ينصح بقيام الحيوانات الداجنة «دجاج – بط – حمام – أرانب – أغنام وماعز – أبقار وجاموس» بالرعي داخل الأرض بشكل منظم وممنهج والذي يساهم بشكل كبير فى تخصيب التربة ومدها بالمواد النتيروجينية والكربونية والعناصر اللازمة لصحة التربة والاكثار من الكائنات الدقيقة المفيدة للتربة والزراعة.

وأكدت إن فكرة الزراعة المتجددة  وتدوير المخلفات الزراعية هى من أهم السبل التي ينصح بها العلماء للمحافظة على الأنواع الحيوانية والحشرية المفيدة وكذلك الكائنات الدقيقة والتى تساهم جميعها في تخصيب التربة وامتصاص غازات الاحتباس الحراري وبخاصة غاز ثاني أوكسيد الكربون وتخزينه بالتربة لخدمة تلك الكائنات وبالتالي يساهم في مواجهة والتقليل من التغيرات المناخية والتي يعاني منها العالم حاليا.

وأشارت إلى إن هذا النوع من الزراعة المتجددة  مارسها الفلاح المصري القديم وظل يمارسها طوال حياته، الإ أن ادخال المبيدات الحشرية والمخصبات الكيميائية وتدهور الأراضي الزراعية قد حد من استمرار الطرق والوسائل التقليدية التى مارسها الفلاح المصرى والتي نأمل أن نحييها ونمارسها بمنظور علمي وبمساندة المتخصصين من الخبراء الزراعيين والبيولوجيين.