الدولة.. ودور الجامعات
الدولة.. ودور الجامعات
يسعدني أن أشير إلي ما كتبه السيد جلال الدين الحمامصي, في الأهرام أخيرا, تحت عنوان: العلم في أجازة.
وأنه يسعدني أيضا أن أقرر بأنه رأي له اعتباره واحترامه من ناحية أنه لا يجب إطلاقا أن تتعطل الدراسة في الجامعة بسبب استخدام المدن الجامعية لاقامة الحجاج خلال فترة الحجر الصحي.. ولا يجب إطلاقا أن تتخد الحكومة قرارا من هذا النوع في ظل أي سبب من الأسباب, مهما كانت ومهما تعددت.
وبمجرد عتاب سيادته علي مديري الجامعات, في أنه كان يجب عليهم أن يتمسكوا بأن تكون المدن الجديدة للجامعيين. فهذا حق لهم وواجب عليهم.
ولكني أرغب في الإشارة إلي أن هذا القرار لم يتخذ عفوا, فقد سبقه أخذ ورد, ومناقشة.. بدليل أن المجلس الأعلي للجامعات كان قد اتخذ قرارا ـ قبل أسبوعين من هذا التاريخ ـ حدد فيه أجازة السنة بأن تكون في المدة من 20 يناير إلي 5 فبراير.. ثم عدل هذا القرار, علي أن تكون الأجازة في المدة من 24 يناير إلي 19 فبراير.. وأصبحت الأجازة بذلك 25 يوما بدلا من أسبوعين.
أما من حيث عدد الأيام التي يقضيها الطلبة في الدراسة, وما يقابلها من اجازات فهي متناسبة, ولم تخرج علي الحد المألوف والمعتاد في بلاد العالم التي سبقتنا.. فرذا أخلنا نظام التعليم الجامعي في انجلترا مثلا, لوجدنا أن أيام الدراسة وما يتخللها من اجازات, هي كالآتي:
عدد أيام الدراسة [18 أسبوعا] 126يوما.
عدد أيام الأجازات (14 أسبوعا] 98 يوما.
وعندنا في مصر كالآتي:
عدد أيام الدراسة 125 يوما
عدد أيام الأجازات 71 يوما.
تجد من هذه المقارنة أن عدد الأيام الدراسة في الجامعة المصرية بالرغم من الطول النسبي لأجازة نصف السنةفي هذا العام, لا تقل عن مثيلتها في انجلترا.
وليست العبرة بطول الأجازة, بل العبرة بما يحمله الطالب من دراسات نظرية, وما تحتاجه من تطبيقات عملية معملية خلال أيام الدراسة الفعلية من العام الجامعي. وعند هذه النقطة أجدني مسوقا إلي طرح سؤال آخر هو غاية في الأهمية..
هل وفرت الدولة للجامعات ما تستطيع به أن تحقق هذا الرجاء؟
ولهذا السؤال أبعاد أحددها وأعددها علي النحو التالي:
1ـ أعضاء هيئة التدريس, وما وفرته الدولة لهم من استقرار يتناسب مع المركز الطليعي لهم في هذا لميدان, ويعصمهم من الهجرة إلي الخارج, ويغري المغتربين منهم بالعودة إلي أرض الوطن.
2ـ النسبة بين أعضاء هيئة التدريس والتضخم المستمر في أعداد الطلبة سنة بعد أخري.
3ـ المباني اللازمة لاستيعاب هذه الأعداد الضخمة والمتزايدة من الطلبة, بما يحقق أكبر فائدة من العمل الجامعي.
4ـ المعامل وما يلزمها من أجهزة ومعدات حتي تتاح الفرصة الحقة للمارسة العملية التطبيقية للطلبة, وإجراء البحوث لاعضاء هيئة التدريس.
5ـ المكتبات وما يجب أن يتوفر فيها من كتب ودوريات, تمكن من متابعة كل بلاد العالم في أبحاثهم أولا بأول حتي تزايل الغفلة التي عشناها, وحتي نلاحق العالم ونشترك معه.
6ـ الكليات الإقليمية وتطويرها.
إنني أدعو كل المتحمسين للتعليم الجامعي وكل المتحمسين لدولة العلم والإيمان, أن يتبنوامعي هذا السؤال بكل أبعاده, فهو السؤال الأولي بالبحث والدراسة.