بلاغ إزعاج عام ينتهي بـ«مدثر كمال» جثة هامدة داخل «قسم الامتداد»


مقتل الشاب مدثر كمال داخل أحد قسم شرطة امتداد الدرجة الثالثة، يزيد من حالة الحنق على أداء الشرطة السودانية.

التغيير: أمل محمد الحسن

في تطورات قصة الشاب مدثر كمال (29) عاماً؛ الذي دخل قسم شرطة امتداد الدرجة الثالثة بقدميه، ولكنه خرج منه جثة هامدة، يوم الثلاثاء الماضي الموافق 11 أكتوبر؛ رفضت أسرته استلام جثمانه من المشرحة إلا بعد استلام تقرير الطب العدلي النهائي.

ولم يقض الفقيد خلاف 24 ساعة في قسم الشرطة، انتهت بصعود روحه في ملابسات غامضة لم يتم الكشف عنها حتى الآن.

موقف الشرطة

بررت الشرطة إلقاء القبض على القتيل مدثر كمال بأنه يواجه إجراءات جنائية في مواجهته؛ فيما قطع أبن عمه (عوض محمد) بوجود مشاكل بين المغدور وبعض عناصر المباحث بقسم الامتداد.

“لا نعلم سببا لهذه المشاكل، ومنزل الفقيد يقع قريبا من القسم.

وقال عوض لـ(التغيير) إن أحد أفراد المباحث ألقى القبض على أبنهم في شارع الستين؛ مشيرا إلى أنه خارج منطقة الاختصاص بالنسبة لقسم الامتداد.

وقالت الشرطة في بيان صدر الجمعة الماضية إنها اتخذت وبصورة فورية كافة الإجراءات الجنائية اللازمة؛ مشددة على التزامها الحياد الكامل بتسليم الإجراءات للنيابة لتولي التحري والمتابعة.

وقطعت الشرطة بأنها ستواجه أي تجاوزات فردية إعمالاً لمبدأ تطبيق القانون واجب على الكافة.

أسرة القتيل: شرطة الصحافة رفضت تسلم أبننا جراء علامات التعذيب البادية عليه

قصة الاعتقال

“اتصلت والدة الفقيد عليه لتخبره بتعرض منزلهم للسرقة فخرج متأخراً من منطقة أبو آدم لتوصيل بعض الأصدقاء للفة جوبا قبل الذهاب لمنزله، إلّا أنّ السيارة توقفت بسبب نفاد البنزين، وفق أخته (ملاذ).

وأضافت في حديثها مع (التغيير) بأن أخيها قام بإيقاف سائق موتر ليطلب إمداده ببعض البنزين نسبة لتأخر الوقت (حوالي الرابعة فجرا).

وتابعت: تفاجأ مدثر بأن سائق الموتر يسأله هل أنت مدثر كمال؟ وعندما أجاب بنعم قام بوضع الأصفاد في يديه واقتاده لقسم الامتداد، فيما هرب مرافقوه.

“لم يقوموا بايداعه داخل الحراسة، قاموا باخذه لمكاتب المباحث فوراً”.

وأكدت شقيقة القتيل طرد شقيق القتيل أكثر من مرة من أمام القسم عندما كان يسأل عنه.

“أخذ له وجبة الإفطار حوالي الـ 11صباحا. لكنهم أخذوا الطعام منه ومنعوه من الدخول. ورغم ذلك عاد مرة أخرى عصراً وتم منعه وطرده مرة أخرى من أمام القسم”.

من متهم لقتيل

تنوه شقيقة القتيل، إلى أن أفراد القسم عازتهم الجرأة الكافية للذهاب لمنزل القتيل لإخطار أهله بأن أبنهم قد فارق الحياة؛ وقاموا بالاتصال على أحد أصدقائه يسكن في حي العشرة وأخبروه انه توفي وفاة بصورة طبيعية داخل القسم.

وعندما هرع أهله للقسم لرؤية ابنهم أخبرهم ضابط برتبة ملازم أنّ ابنهم توفي جراء جرعة مخدرات زائدة.

“سأله والدي هل أنت طبيب؟ هل قمت بفحصه”

وعلمت أسرة القتيل أن أفراد قسم الامتداد حاولوا تسليمه لقسم الصحافة إلا أن الأخير رفض بسبب آثار التعذيب الواضحة، مطالبين زملائهم بأسعافه، وفقاً لإفادات ملاذ.

ويبدو أن هذه المحاولة تمت قبل وقت قصير من مفارقته للحياة.

ونفى أبن عم الفقيد أن تكون هناك أي محاولات لإنقاذ حياته “اخبرونا بأنهم حاولوا إنقاذه وإدخاله مستشفى إبراهيم مالك؛ فيما تأكدنا من داخل المستشفى من عدم دخوله مطلقا إليها”.

آثار تعذيب

بعد وصول أسرة القتيل مدثر لمشرحة أمبدة وجدوا آثار دماء على أنفه وآثاره ضرب كما وجدوه مجردا من ملابسه والتي قالوا لهم إن الشرطة أخذتها وحرزتها (طبقاً لإفادة ذويه).

وشهد التشريح الذي تم عصر الاربعاء،  5 من أفراد أسرة القتيل بينهم طبيبة إلى جانب 3 من محاميي الطوارئ؛ فيما قام بالتشريح مدير مشرحة أمبدة د. محمد أحمد الشيخ إلى جانب طبيب عدلي آخر.

ورفضت أسرة القتيل استلام الجثمان بعد أن اكتشفوا أنه تم أخذ عينات من المعدة والدم والبول لتحويلها للأدلة الجنائية.

واحتشد أمام المشرحة مجموعة محتجين من أهل الفقيد وأصدقائه وحادبين على العدالة.

ووفق ابن عم القتيل كانت هذه توصية محامو الطوارئ. “كان والد القتيل وعمه يصران على ضرورة دفنه وستر الجثمان، لكن بادرة أخذ العينات جعلت المحامين يشكوا في نوايا الشرطة في انها تريد أن تعزو سبب الوفاة لجرعة مخدرات كما أخبر الضابط والد القتيل في القسم ليلة الحادثة”.

واستبعد عوض أن يكون القتيل توفي جراء جرعة مخدرات عازيا تأكده للمعلومة التي قالها مدير مشرحة أمبدة أثناء التشريح مفادها أن الشريان التاجي كان مفتوحاً،  شارحا الأمر بأنه حال كان سبب الوفاة جرعة مخدرات فإنها تتسبب في غلقه.

ووفق بيان لمحامي الطوارئ فإن الإجراء مخالف للقانون؛ إذ تم طلب أخذ العينات من رئيس القسم برتبة رائد؛ والإجراء الصحيح هو أن تطلب النيابة ذلك الفحص.

تقرير السموم

تأخرت نتيجة تقرير السموم والتي كان من المفترض أن تصدر بعد 48 ساعة، ومر أسبوع كامل منذ وفاة مدثر كمال داخل قسم امتداد الدرجة الثالثة، ومازال جثمانه في مشرحة أمبدة في انتظار نتيجة تقرير السموم الذي طلبته الشرطة واستجابت له المشرحة.

وأكد محامو الطوارئ في بيان صدر بتاريخ 13 أكتوبر اعتراف أطباء التشريح بوجود آثار عنف وتعذيب ونزيف من الأنف في جثمان الفقيد؛ ما يؤكد أنه قتل تحت التعذيب داخل حراسة الامتداد.

وكانت أسرة الفقيد طالبت المشرحة بتقرير أوليّ؛ والذي صدر يوم الخميس الماضي إلا أنهم رفضوا استلامه لأنه يحمل توقيع طبيب واحد، وفق ما أكد أبن عم الفقيد.

وما تزال أسباب الاعتقال والقتل غامضة حتى على أسرته التي كانت تتوقع أن يخرج أبنها في ذات اليوم.

وحالياً، الجميع في انتظار التقرير النهائي؛ وتشييع جثمان الفقيد، وفي انتظار معرفة الجاني وأسباب القتل، لكن الأمر المؤكد أن حادثة مقتل مدثر كمال داخل الحراسة تضرب أسفيناً جديداً في العلاقة المتوترة بين الشعب والشرطة الموسومة بالعنف ضد المتظاهرين السلميين والمحتجزين.

تاريخ الخبر: 2022-10-18 15:23:02
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية