أشاد عدد من الإعلاميين والخبراء والمختصين فى مجال مكافحة الإدمان، بإطلاق شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، حملة ضخمة للتوعية بمخاطر تعاطى المخدرات، مؤكدين أن الخطوة تسهم فى الدفاع عن المجتمع، ومواجهة الظواهر المهددة لسلامته. 

وأكدوا أن تلك الحملة ستسهم فى توعية الأجيال الجديدة بمخاطر التعاطى بشكل فعال وحقيقى، إلى جانب كيفية تقديم وسائل العلاج وكيفية التعامل مع من يتم اكتشاف تعاطيهم المخدرات بوسائل علمية.

فى السطور التالية، يتحدث هؤلاء الخبراء باستفاضة لـ«الدستور»، حول الآثار الإيجابية المتوقعة لتلك الحملة، وغيرها من التفاصيل.

ليلى عبدالمجيد: تحمى الأمن القومى وتعى أهمية العمق الاستراتيجى للشعب المصرى 

أشادت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، بالحملات التوعوية التى تطلقها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وآخرها حملة التوعية ضد مخاطر المخدرات، ووصفت الحملة بالمهمة والقوية فى إطار ما يحدث على أرض الواقع من محاولات لتغييب العقول. 

وقالت إن هذه الحملة ستكون الأقوى والأعمق بين كل الحملات التى تم تدشينها لمحاربة المخدرات، فى ظل الدور الأساسى الذى تلعبه «المتحدة» على جميع المستويات، مضيفة: «نحمد الله على وجود عقول مستنيرة تفكر فى أهمية العمق الاستراتيجى للشعب المصرى وحمايته ضد المخاطر المختلفة».

وأضافت: «أى شعب يتعرض للمخاطر يحتاج لقوى تتصدى لهذه المخاطر، ومن هنا تأتى أهمية الإعلام ودوره الكبير فى التوعية بالمخاطر المختلفة التى تحيط بأبناء الوطن، ومن ضمنها تعاطى المخدرات، الذى يؤدى لتغييب العقول، فى ظل دوره المهم فى التصدى لمخاطر المخدرات وتصحيح السلوكيات، من خلال الوسائل السمعية والبصرية المختلفة». 

وتابعت: «لا أشك فى أن (المتحدة) ستسهم فى القضاء على تلك الظاهرة، وغيرها من الظواهر السلبية بالمجتمع المصرى، فى ظل وجود خطة واضحة لدى القائمين عليها للتغيير نحو الأفضل، عبر برامجهم وحملاتهم المختلفة، التى تحمى الأجيال الجديدة من الأفكار المدمرة، وتقاوم العبث بعقول الشباب ومحاولات الإضرار بالأمن القومى». 

وناشدت جميع الجهات المعنية بالتكاتف مع الشركة المتحدة لتنفيذ تلك المبادرة التى تأتى ضمن سلسلة من المبادرات والحملات الناجحة التى أطلقتها الشركة، نظرًا لتأثيرها الإيجابى المتوقع على الشباب.

صفوت العالم: تتصدى لانتشار السموم وترسخ القيم والعادات الراقية

ثمن الخبير الإعلامى الدكتور صفوت العالم جهود الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مشيرًا إلى سعادته بإطلاق مبادرة التوعية بمخاطر تعاطى المخدرات، مؤكدًا أن ظاهرة التعاطى لا يقتصر خطرها على المتعاطى فقط، وإنما يمتد لنشر الجريمة والإرهاب فى المجتمع. 

وقال: «من أدوار الإعلام أن يتصدى للظواهر السلبية ويعمل على تصحيح سلوكيات المجتمع، ويجب على الجميع أن يتبنى تلك الحملة، للوصول لمجتمع خال من هذه السموم، عبر توعية الأجيال الشابة بكم المخاطر والضياع الذى يتسبب به التعاطى، مع ترسيخ القيم والمفاهيم والعادات الراقية». 

وأضاف: «المبادرات التى أطلقتها المتحدة خلال الفترة الأخيرة أثرت بشكل إيجابى على المواطنين، ونأمل أن تلقى المبادرة المقبلة صدى كبيرًا فى الشارع وأن تنجح فى تغيير السلوكيات والعادات الخاطئة التى تؤثر على النشء». 

وأكد على دور الأعمال الفنية والبرامج والدراما، وحتى الإعلانات، فى التصدى للعادات المجتمعية السيئة ونشر الوعى، لافتًا إلى أهمية الدور الذى تلعبه «المتحدة» فى هذا الإطار، نظرًا لاستعانتها بكوادر ذات فكر مستنير، تدرك أهمية الإعلام وقيمته.

عمرو عثمان: تسهم فى حماية الأجيال الجديدة

أشاد صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى بالحملة، حيث تستهدف مواجهة الظواهر المهددة لسلامة المجتمع، مؤكدًا أنها خطوة جيدة، وستسهم فى حماية الشباب والأجيال الجديدة من الوقوع فى براثن الإدمان.

وقال الدكتور عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى، ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، إن الحملة التى أطلقتها الشركة لها أهمية كبيرة فى الوقت الراهن، للتوعية بأضرار تعاطى المخدرات وحماية الشباب من الوقوع فى براثن الإدمان.

ولفت إلى أن الصندوق يثمن دور «المتحدة» ودور الإعلام فى الدفاع عن المجتمع، ومواجهة الظواهر المهددة لسلامته، خاصة مشكلة تعاطى المخدرات، مضيفًا أن الصندوق لديه ٣٢ ألف متطوع على مستوى محافظات الجمهورية، ينفذون البرامج التوعوية المختلفة، لحماية الشباب من الوقوع فى براثن الإدمان.

وأشار إلى إنشاء «بيوت تطوع» داخل العديد من الجامعات المصرية، كمقرات دائمة للصندوق بالتعاون مع الجامعات، بهدف استثمار طاقات الطلاب فى التوعية من أضرار الإدمان وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن المخدرات، كونها تساعد على التركيز أو تنشيط الذاكرة وغيرهما من المعتقدات الخاطئة.

وقال إنه يتم توفير جميع الخدمات العلاجية لأى مريض إدمان، من خلال الخط الساخن «١٦٠٢٣» للصندوق، مضيفًا أن عدد المراكز العلاجية التابعة للصندوق أو الشريكة مع الخط الساخن، تبلغ ٢٨ مركزًا علاجيًا فى ١٧ محافظة حتى الآن، بعدما كانت لا تتجاوز ١٢ مركزًا فى ٧ محافظات عام ٢٠١٤، ما يؤكد حرص الدولة على توفير الخدمات لمرضى الإدمان مجانًا وفى سرية تامة.                                     

اللواء مجدى السمرى: تتزامن مع جهود الداخلية لمكافحة المخدرات

شدد اللواء مجدى السمرى، مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات سابقًا، على أن الحملة التى أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مهمة للغاية، لأنها تتزامن مع الحملة المكبرة التى تشنها أجهزة وقطاعات ومكاتب وزارة الداخلية لمكافحة المخدرات.

وأضاف أن المخدرات مشكلة عالمية وليست مقصورة على مصر، وهى مشكلة ثقافية وتربوية بالأساس، ومطلوب من كل الأجهزة التكاتف لمكافحتها، وإنقاذ الشباب من مخاطرها، إضافة إلى حماية الاقتصاد الوطنى من آثارها السلبية.

وتابع: «مصر دولة مستهلكة للمخدرات ولا تنتجها، وعلى جميع الجهات أن تتكاتف لتوعية الشباب، وهذا التكاتف يندرج تحت باب مكافحة الطلب على المخدرات، من خلال تكثيف المواد الإعلامية التى تسلط الضوء على مخاطرها على الصحة».

وحذر «السمرى» من غياب الرقابة الأبوية على استخدام الأطفال والشباب للإنترنت، حيث تنتشر مقاطع الفيديو والمنشورات التى تشرح كيفية تصنيع المخدرات المُخلّقة، مثل الإستروكس والشابو.

ماجى الحلوانى: تصحح مفاهيم وسلوكيات خاطئة

ثمنت الدكتورة ماجى الحلوانى، عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، الحملة التى أطلقتها «المتحدة» للتوعية بمخاطر تعاطى المخدرات، مؤكدة أنها جاءت فى توقيت مهم، لتصحيح بعض المفاهيم والسلوكيات التى يعانى منها المجتمع، خاصة الشباب. وقالت: «حملة التوعية بمخاطر المخدرات مهمة جدًا فى هذا التوقيت، وأتوقع أن يكون لها دور أساسى فى تغيير بعض السلوكيات فى المجتمع، وزيادة وعى الشباب».

وأشارت إلى أن إطلاق مثل هذه المبادرات وتبنيها من وسائل الإعلام يأتى فى إطار الدور الذى يجب أن تلعبه هذه الوسائل لتحسين سلوك المواطنين، والإسهام فى التوعية ضد مخاطر المخدرات وغيرها من الظواهر السلبية.

وأضافت: «أتمنى أن يتم تفعيل تلك الحملة فى أقرب وقت، وأن تتبناها جميع الجهات المعنية لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرة، وأن تعكس الأعمال الفنية والدرامية الأهداف التى دشنت فى إطارها حملة التوعية بمخاطر المخدرات، ليكون لها تأثير حقيقى فى الشارع».

جمال فرويز: يجب توسيع نشرها على «السوشيال ميديا» 

قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن الحملة التى أطلقتها الشركة خطوة انتظرها الجميع منذ وقت طويل، للحفاظ على الشباب والفتيات والأطفال من هذا الخطر الكبير.

وذكر «فرويز» أن أهم ما نريده فى الوقت الحالى من الشركة هو نشر هذه الحملة ليس فقط فى الإعلانات بالتليفزيون، بل على الهواتف المحمولة، مضيفًا: نحن نحتاج إلى أن تكون الحملة عبر «السوشيال ميديا» بشكل أكبر وأوسع.

وتابع أنه يجب أن تكون هذه الإعلانات عبر المنصات الرقمية وفى الشوارع، وأن تكون جزءًا أساسيًا عبر الأعمال الفنية التى تُقدّم ويهتم بها الشباب، وأن يكون المحتوى بأكمله خاصًا بها، مع التركيز على الجوانب السلبية الخاصة بالمخدرات، والتأثير السلبى الذى يسيطر على متعاطيها.

طه أبوحسين: علينا التكاتف من خلال تدعيم التربية المنزلية

أوضح الدكتور طه أبوحسين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أنه على الرغم من مكافحة العالم مشكلة المخدرات والإدمان، لا يستطيع الكثير من الدول أن يوقفها تمامًا وأن يتصدى لها بشكل كامل. وأضاف: «السيطرة الكاملة غير واردة وغير ممكنة، ولكن تتخذ إجراءات للحد منها ومواجهتها؛ فعنصر المخدرات موجود فى المجتمعات ولا بد ألا يقتلنا اليأس، لأن النسب الموجودة فى مصر مقاربة للنسب العالمية وليست أعلى». وأشاد بحملة الشركة المتحدة لمواجهة المخدرات، مثمنًا كل جهد يقام لمواجهة هذه الظاهرة، مؤكدًا أن الدولة المصرية بكل أطرافها وأجهزتها تؤدى الدور الأمثل فى هذا الملف، وأن ما ينقصنا هو التكاتف من خلال التربية المنزلية والحملات التوعوية وغيرهما.