ظل مهسا يلاحق الحكم الديني
ظل مهسا يلاحق الحكم الديني
هن.. كلمة السر ومفتاح الحياة, نعم المرأة هي كلمة السر في أ ي حراك اجتماعي أو سياسي في كافة المجتمعات, شاهدنا ذلك في مصر وفي الدول العربية, وعلي صعيد الشرق الأوسط نشاهده الآن في إيران, بعد أن أصبح اسممهسا أميني هو المحرك للنساء الإيرانيات في احتجاجهن ضد النظام
الإيراني,الذي يقوض حرية النساء, ويخضعهن لقيود مشددة باسم السلطة الدينية العليا التي تحكم البلاد هناك, فالمرأة تعلم جيدا أنها الضحية الأولي للحكم الديني في أي مكان.
ظل مهسا يلاحق النظام الإيراني,بعد أن أردتها القوات الشرطية الإيرانية قتيلة, إنها فتاة ابنة 22 عاما,ألقت شرطةالأخلاق والآداب الإيرانية القبض عليها قبل ثلاثة أسابيع في طهران بتهمة عدم الالتزام بقوانين الحجاب الإلزامي السارية هناك, وهي قوانين تنطوي علي التمييز ضد النساء, وبعد ساعات من القبض علي مهسا, دخلت في غيبوبة وتوفيت بعد ثلاثة أيام في المستشفي يوم16 سبتمبر2022, وتحججت الشرطة بأن مهسا أميني لم تكن ترتدي الحجاب بصورة لائقة,بل وزعمت الشرطة أنهم قد احتجزوها لتلقينها جلسة أخلاقية,إلا أنه بعد مرور ساعتين فقط نقلت مهسا إلي المستشفي في حالة خطرة, لكن الصحفي سجاد خداكرمي صرح لمنظمات حقوق الإنسان بأن أحد المعتقلين الذين كانوا موجودين في سيارة دورية,شرطة الأخلاق أخبره بأن مهسا ضربت في السيارة.
وعند الوصول إلي المعتقل كانت حالتها سيئة للغاية, وحينما وصل الخبر إلي والدها اتهم الشرطة الإيرانية مباشرة بقتل ابنته, دم مهسا أشعل الاحتجاجات الإيرانية, خرجت النساء إلي شوارع إيران, خلعن الحجاب احتجاجا علي قتل الفتاة, توسع الغضب ليشمل عدة قضايا بينها القيود المفروضة علي الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة, فضلا عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون, والقواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام, فالنظام الإيراني يتسم بأنه ثيوقراطيالحكم الديني فيه يتم انتخاب رئيس الجمهورية وأعضاء برلمانمجلس الشوري الإسلاميوأعضاءمجلس خبراء القيادةالذي ينتخب المرشد الأعلي لإيران, أنه حكم المرشد, إذ يضع الدستور الإيراني الولي الفقيهأو حسب ما تداوله إعلامياالمرشد الأعلي علي رأس هرم النظام السياسي للدولة الإيرانية رغم عدم وجود أية آثار لهذا العنوان في الدستور الإيراني,كما أن مجلس الشوري الإسلامي في إيران هو الجهة المخولة دستوريا بسن القوانين والتشريعات وتعد رئاسة الجمهورية الجهة المنفذة لتلك القوانين.
وجد النظام الإيراني نفسه في مأزق مع الشعب, فقام بالتصعيد العسكري
الإيراني في العراق موجها ضربة صاروخية إلي مدينة أربيل في كردستان في 28 سبتمبر الماضي, في استباق لأي تصعيد مسلح في الداخل, ملوحا بتهديد الوجود الأمريكي في العراق وتحديدا في كردستان, وذلك ردا علي دعم واشنطن للاحتجاجات بعد أن اتهمت واشنطن إيران بـسوء المعاملة والعنف ضد النساء الإيرانيات في محاولة لتخويف الجماعات المسلحة الكردية الإيرانية الموجودة في شمال العراق من عواقب الانخراط في الاحتجاجات الداخلية عبر تقديم دعم عسكري للمحتجين, ولاسيما في المناطق الكردية التي كانت نقطة الانطلاق الرئيسية للاحتجاجات الحالية بعد وفاة الفتاة الكردية مهسا أميني, في محاولة تقليص قدرة تلك الجماعات بالفعل علي المشاركة في الاحتجاجات وتوسيع نطاقها.
يخشي النظام الإيراني أن تتحول إلي احتجاجات مسلحة ضده, خاصة أن الهدف الأساسي للجماعات الكردية المسلحة يتمثل في إسقاط هذا النظام. حينما تابعت قصة مهسا, وانتفاضة فتيات ونساء إيران, وهلع الحكم الديني من الإطالة به علي يد أضعف حلقة في سلسلة الضحايا وهي المرأة, حمدت الله علي نعمة 30 يونيو التي أطاحت بالإخوان, وأنقذت نساء مصر من شبهة الحكم الديني, والنفق المظلم الذي اقتلعنا منه قبل الزفير الأخير فحفظ لنا كرامة النساء مصونة, رادعا الأفكار المنحرفة التي تظهر بين الحين والآخر بسبب تشبع بعض الأدمغة بالهوس الديني.