ركن نقاش

انتبهوا: السودان قارة في وطن تحت التشييد والدمج!!

عيسى إبراهيم

** مادبو (في فيديو متداول في الأسافير) يقول: برضو سمعنا- نحن من الله خلقنا- زول هدّدنا مافي (أصوات عالية من التكبيرات والتهليلات) المهدية ما هدّدتنا يا جماعة والله واقسم بالله لولا شعبنا في الخرطوم وأهلنا في الخرطوم (ودمنا) في الخرطوم وسودانا في الخرطوم والله الخرطوم دي نطيها (نطويها) في خمسة دقايق..

** ما الذي يجعل مادبو يُنذر الخرطوم بهذه اللهجة العنيفة وبهذه الكلمات التي تحمل في طياتها هذا القدر من الكراهية والعنصرية وكأنه ليس من الارومة السودانية، ماذا فعلت الخرطوم حتى شحنته بهذه الروح العدائية المتجافية عن الوطنية وروح التسامح الذي جبل عليه السودانيون، هل هو زعيم قبيلة أم قائد مليشيا عسكرية قبلية مدجّجة بالسلاح وحاملة لدوافع الغزو والقهر والقتل والإبادة.

نحن نعلم يقيناً أن ما فعلته الإنقاذ وكيزانها في بلادنا من العار ما لا تمحوه السنون الطوال حيث أشاعت العنف بعد أن نزلت من الطائفية السياسية إلى القبلية البغيضة وسلّحت القبائل وأشعلت بينها الفتن والاقتتال.

هل هناك دولة في السودان (نحن نعيش في ظل اللادولة واللا شرطة واللا جيش وطني واللا نيابة عامة واللا قضاء وطني بل قضاء مؤدلج ومسيس حتى النخاع ولو كنا نملك ما نفقده من هذه المكونات- دولة وشرطة ونيابة وقضاء- لتم التحقيق مع هذا المادبو حتى يستقيم الجميع على الجادة)..

المرجو إذن أن نصل إلى الحكومة المدنية لتحتكر العنف ولتصلح خراب الجيش والشرطة وليقوم جهاز استخباراتي داخلياً وخارجياً معتمداً على الكفاءات الشرطية المؤهلة وإبعاد العسكر من الاستخبارات وإصلاح النيابة العامة والقضائية وإصلاح الاقتصاد بإبعاد يد العسكر منه.. ألا هل بلغت اللهم فأشهد..

البرهان والانفلات الأمني:

** “أكد البرهان على موقف القوات المسلحة الثابت تجاه قضايا استقرار وأمن البلاد في ظل التحديات الحالية” (اجتماع القائد التنويري بالضباط برتبة اللواء فما فوق الاحد 16 اكتوبر 2022).. هل نقول “اسمع جعجعة ولا أرى طحينا” إذ أين هو هذا الأمن في ظل هذه الانفلاتات من أولئك الذين يحملون السواطير والسكاكين ويجوبون الطرقات يروعون المواطنين ويستولون على ممتلكاتهم عنوة واقتداراً مع غياب الأمن الرسمي.. وأين الأمن مع تصريحات مادبو باجتياح الخرطوم بلا مساءلة أو ملاحقة؟!!..

يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور:

** جبريل إبراهيم (في فيديو متداول في الأسافير) يقول: “نحن نمهد الطريق لانتخاب حركة العدل والمساواة الإسلامية ومشروع الحركة هو حكم السودان كما بعد فترة ودا الهدف ودا الفهم عشان كدا يا جماعة ما تركنو للفترة الانتقالية نحن لو ما جهزنا حالنا من الآن مشروعنا ما بيتنفذ….. نحن مشروعنا كبير رؤيتنا كبيرة وبنعاين لي قدام نحن دايرين نحكم السودان دا كلو… اعتبروا نفسكم بديتو الحملة الانتخابية ونجهز.. ما تركنو للشي الحصل نحن دايرين نحكم السودان دا كلو – صيحات هستيرية الله أكبر الله أكبر- وإن شاء الله الحي فينا بيحكم”..

إذن يا فكي جبريل لا مانع لدينا أن تحكمنا حركة العدل والمساواة فقط نريد أن تتخلّص الحركة من شكلها العسكري وتعود حركة شعبية سودانية ببرنامجها السياسي ومذهبيتها و”الحشاش يملا شبكتو” بلا تهديدات عسكرية وقبيل قال الثوار: (يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور) وأرضاً سلاح وحباب الديمقراطية!!..

eisay1947@gmail.com