من سيخلف ليز تراس في رئاسة وزراء بريطانيا؟


لم تكد ترجع رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس إلى مكتبها لجمع أغراضها، عقب إعلانها استقالتها اليوم الخميس، حتى بدأ الحديث عمن سيخلفها في المنصب، فيما أكد حزب المحافظين البريطاني أن 3 مرشحين فقط يمكنهم خوض السباق لرئاسة الحزب خلفا لتراس، مشيرا إلى أنه في حال وجود مرشح واحد لرئاسة الحزب سنعلن عنه الاثنين.

وأعلنت رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس، الخميس، أنها ستستقيل بعد ستة أسابيع فقط من توليها المنصب وذلك بسبب برنامج اقتصادي أشاع الفوضى في الأسواق المالية ورفع تكلفة المعيشة وأثار غضب كثيرين من أعضاء حزب المحافظين الذي تتزعمه.

ومن المتوقع أن يخوض المنافسة على المنصب وزير المالية السابق ريشي سوناك، ووزيرة الدفاع السابقة بيني موردونت، لكن السباق قد يشهد أيضا عودة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون الذي تمت الإطاحة به في يوليو عندما استقال وزراؤه بصورة جماعية لإجباره على التنحي.

ويتمتع حزب المحافظين بأغلبية كبيرة في البرلمان ولا يحتاج للدعوة لانتخابات عامة قبل عامين إضافيين، وسينتخب الحزب زعيما جديدا بحلول 28 أكتوبر.

وتجدر الإشارة إلى أنه وفق قواعد حزب المحافظين، يتوجب على لجنة 1922 أن تجتمع لتغيير القاعدة التي تمنع تغيير زعيمه قبل مرور عام على انتخابه.

ويسلط رحيل شخصية أخرى تولت رئاسة الوزراء بسبب تراجع التأييد، الضوء على درجة الاضطراب في المشهد السياسي البريطاني منذ تصويت عام 2016 على الخروج من الاتحاد الأوروبي، إذ أثار ذلك معركة لتوجيه دفة البلاد.

ومن بين الشخصيات التي يتوقع أن تخوض سباق الزعامة سوناك، الذي ما زال لا يحظى بشعبية في بعض دوائر حزب المحافظين بعد أن ساعد في إطلاق شرارة تمرد في الحزب ضد جونسون.

ويمكن أيضا لوزيرة الدفاع السابقة موردونت خوض السباق وكذلك وزيرة الداخلية سويلا برافرمان التي استقالت يوم الأربعاء.

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون - رويترز

وربما يترشح أيضا جونسون الذي لا يزال يواجه تحقيقا عما إذا كان قد ضلل البرلمان بعد أن أقام هو وموظفوه سلسلة من الحفلات والتجمعات خلال فترة إغلاق لمكافحة كوفيد-19.

وجونسون هو واجهة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2016، وظهر بشكل قوي على الساحة السياسية منذ أن أصبح رئيس بلدية لندن في 2008، ثم قاد حزبه لفوز انتخابي كاسح في 2019 لكن زملاءه أطاحوا به في يوليو بعد استيائهم من سلوكه في المنصب.

ولأعضاء الحزب والنواب المحافظين رأي في التصويت، وأظهر استطلاع هذا الأسبوع أن أغلب الأعضاء يريدون عودة جونسون لكن الاحتمالات تشير إلى أن سوناك هو الأوفر حظا متفوقا على موردونت ووزير الدفاع بن والاس وعلى جونسون أيضا.

أما تراس، فستدخل كتب التاريخ بصفتها رئيسة الوزراء التي تولت المنصب لأقصر فترة بعد أن حطمت الرقم القياسي الذي سجله رئيس الوزراء السابق جورج كانينج الذي شغل المنصب لمدة 119 يوما حين توفي عام 1827.

ودعا حزب العمال، الحزب المعارض الرئيسي في البلاد، وكثير من الناخبين، إلى إجراء انتخابات عامة.

ريشي سوناك

ريشي سوناك.. أصول هندية

ولد ريشي سوناك في ساوثهامبتون عام 1980 لأبوين من أصل هندي هاجرا من شرق إفريقيا إلى المملكة المتحدة. وكان والده طبيباً عاماً، فيما كانت والدته تدير صيدليتها الخاصة.

درس سوناك في "وينشيستر كوليدج" المرموقة، ثم التحق بجامعة "أكسفورد". وارتبط سوناك بزوجته أكشاتا مورثي خلال دراسته الماجستير في إدارة الأعمال بجامعة "ستانفورد"، التي التحق بها بفضل منحة "فولبرايت". وقدرت تقارير إعلامية ثروة زوجته، وهي ابنة الملياردير الهندي والمؤسس المشارك لشركة خدمات تكنولوجيا المعلومات العملاقة "Infosys" بـ500 مليون جنيه إسترليني.

ودخل سوناك المعترك السياسي في 2015، بعد مسيرة ناجحة في القطاع المالي. فقد عمل محللاً في بنك "غولدمان ساكس" منذ عام 2001 حتى عام 2004، ليصبح بعد ذلك شريكاً في صندوقي تحوط. وانتخب سوناك نائباً عن دائرة ريتشموند في يوركشاير في 2015، وشغل منصباً وزارياً في حكومة تيريزا ماي عام 2018، قبل أن تتم ترقيته إلى وزارة الخزانة التي أصبح يقودها في حكومة بوريس جونسون عام 2020.

بيني موردنت

بيني موردونت

أما بيني موردونت فولدت في مدينة توركلي بمقاطعة ديفون جنوب غرب إنجلترا 4 مارس 1973. حصلت على درجة الليسانس في الفلسفة من جامعة ريدينج في بيركشاير 1995. وبعد التخرج أصبحت رئيسة لشباب حزب المحافظين 1997.

كما أضحت عضوا في مجلس العموم البريطاني عن دائرة بورتسموث الشمالية من عام 2010، ثم عينت وزيرة لشؤون المرأة والمساواة في عهد رئيسة الوزراء تيريزا ماي.

يذكر أن ليز تراس، قالت اليوم الخميس، إنها ستقدم استقالتها من المنصب، كما أعلنت استقالتها من رئاسة حزب المحافظين، وذلك تحت ضغط برنامجها الاقتصادي الذي أثار صدمة في الأسواق وقسم حزب المحافظين بعد ستة أسابيع فقط من تعيينها. وبررت رئيسة الحكومة البريطانية استقالتها بأنها لا تستطيع متابعة مهامها.

وقالت تراس إنها اتفقت مع رئيس لجنة 1922 غراهام برايدي، أن تجرى انتخابات زعيم جديد الأسبوع المقبل، مما يعني وفق قواعد الحزب أنه سيصبح رئيس الحكومة الجديد.

وتولت تراس رئاسة الحكومة منذ 6 سبتمبر الماضي، وكانت آخر رئيسة وزراء في عهد الملكة الراحلة إليزابيث الثانية التي توفيت في 8 من الشهر ذاته.

والأربعاء، دافعت تراس عن نفسها داخل البرلمان وسط سيل من الانتقادات، بعدما اضطرت للتراجع عن برنامجها الاقتصادي، بينما أكدت أنها "محاربة وليست الشخص الذي ينسحب".

تراس التي تراجعت شعبيتها أكثر من أي وقت، واجهت اعتراضات من داخل غالبيتها، كانت صامتة بعد 6 أسابيع على دخولها إلى داونينغ ستريت، وخرجت عن صمتها فقط لكي تعتذر في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بعد تراجعها المذل عن خطة خفض الضرائب الموعودة.

وتعود الأزمة إلى تقديم "الموازنة المصغرة" في نهاية سبتمبر من قبل وزير ماليتها آنذاك كواسي كوارتينغ، والتي تتضمن خفض ضرائب بشكل كبير ودعما قويا لفواتير الطاقة، الأمر الذي أثار مخاوف من تراجع الحسابات العامة، حيث سجل الجنيه الإسترليني تراجعا إلى أدنى مستوياته، وارتفعت معدلات الاقتراض الحكومي الطويل الأجل، قبل أن يتدخل بنك إنجلترا لمنع الوضع من التحول إلى أزمة مالية.

تاريخ الخبر: 2022-10-20 21:17:18
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 86%
الأهمية: 88%

آخر الأخبار حول العالم

بوريطة يستقبل وفدا بيروفيا من حكومة بيورا الجهوية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-10 21:25:00
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية