بالتزامن مع تقديم مشروع قانون لمالية لسنة 2023، اليوم الخميس في قبة البرلمان، يحظى موضوع مأسسة وتمكين اللغة الأمازيغية، بعناية من الحكومة ورئيسها شخصيا، إذ خصص مشروع القانون المالي، وطبقا للالتزامات الواردة في البرنامج الحكومي، 300 مليون درهم لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، في أفق بلوغ مليار درهم سنة 2026.
ويندرج التنصيص على الميزانية الخاصة بورش الأمازيغية، في إطار مواصلة الحكومة لمجهوداتها المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وإدماجها في مختلف مناحي الحياة العمومية، من خلال برنامج العمل 2023-2026 الهادف إلى إدماج الأمازيغية في منظومة العدالة، والإدارة والمرافق العامة، ومجالات التعليم والتكوين المهني، والتواصل السمعي البصري، والثقافة والفن.
وبشأن تعزيز استعمال اللغة الأمازيغية في الإدارات العمومية، بلورت حكومة عزيز أخنوش، عبر الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، برامج عمل مشتركة بين الوزارة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، تهدف تعزيز ودعم استعمال اللغة الأمازيغية وإدماجها في الإدارة. بالإضافة إلى توفير 300 عون يُعهد إليهم مهمة استقبال وتوجيه المرتفقين الناطقين فقط باللغة الأمازيغية، ووضعهم رهن إشارة كل من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة العدل. كما تواكب الحكومة إنجاز المخطط الإجرائي المتعلق بكيفية ومراحل إدماج اللغة الأمازيغية بوزارة الاقتصاد والمالية، وذلك من خلال إدراج وتعزيز اللغة الأمازيغية ضمن المواقع الالكترونية التابعة للوزارة، وإصدار وترجمة التقارير المصاحبة لمشروع قانون المالية إلى اللغة الأمازيغية، وإصدار وترجمة “ميزانية المواطن” إلى اللغة ذاتها.
على الصعيد الثقافي، عززت الحكومة في السنة الأولى من ولايتها، أنشطتها الثقافية التي تندرج في إطار النهوض باللغة والثقافة الأمازيغية، من أبرزها الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2972 على المستوى المركزي والجهوي، وتنظيم مهرجانات ذات طابع أمازيغي، مع إحداث جائزتين جديدتين ضمن جائزة المغرب للكتاب، وهما جائزة المغرب التشجيعية للإبداع الأمازيغي، وجائزة المغرب التشجيعية للدراسات في مجال الثقافات الأمازيغية، فضلا عن تخصيص دعم سنوي منتظم للكتاب الأمازيغي، واستفادة الجمعيات الثقافية الأمازيغية من الدعم المخصص للمشاريع. علاوة على تغطية فعاليات المعرض الدولي للكتاب باللغة الأمازيغية.
وانسجاما مع نهجها التشاركي، دشنت الحكومة خلال الأسبوع الجاري، سلسلة لقاءات تعتزم عقدها رفقة فعاليات الشأن الأمازيغي، بغية التباحث بخصوص استراتيجية الحكومة في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في الحياة العامة، والاستماع إلى وجهات نظر هذه الفعاليات فيما يخص مأسسة وتمكين اللغة الأمازيغية.
وكان رئيس الحكومة قد شدد في تصريحات سابقة، على أن تمكين اللغة الأمازيغية، وجعلها تتبوأ المكانة التي تليق بها في مجالات الحياة العامة هو “قناعة شخصية وإرادة سياسية من الحكومة ورئيسها”.