أعظم النقاد الذين ظهروا في عصره

صامويل تايلر كولريدج، شاعر ومفكر ناقد إنجليزي، والذي ولد في مثل هذا اليوم من العام 1772، يصفه مواطنه جورج سنتسبري، في موسوعته المعنونة بــ «تاريخ النقد والذوق الأدبي في أوروبا»، بأنه: «إن أعظم النقاد الذين ظهروا حتى عصره ثلاثة: أرسطو، ولونجينس، وكولريدج».

ويذهب المؤرخ الأدبي دكتور محمد مصطفي بدوي، إلى أن صامويل تايلر كولريدج لعب دورًا خطيرًا في تاريخ الفكر والأدب الإنجليزي، خاصة فيما يتعلق بمبدأ الوحدة العضوية للعمل الفني، لما كان لنقده بعدًا فلسفيًا.

ولد صامويل تايلر كولريدج في قرية أتري سينت ميري بمقاطعة ديفون بانجلترا، وكان والده قسيس هذه البلدة وناظر مدرستها، أما أمه فقد كانت على حد قول كولريدج لم يكن لها تأثير كبير في تكوين شخصيته.

في سن الـ 19 أتم دراسته الثانوية والتحق بجامعة كامبريدج ليدرس اللاهوت ويصبح قسيسًا كوالده، حيث درس الرياضيات والآداب الكلاسيكية، وعكف علي القراءة بنهم وشغف، وعرف عنه جدله ومناقشاته مع زملاءه.

خلال دراسته الجامعية أظهر صامويل تايلر كولريدج اهتمامًا بالسياسة، والتطورات السياسية في تلك الفترة العصيبة من تاريخ أوروبا ـ عصر الثورة الفرنسية ــ وكان كولريدج في ذلك الوقت ممن يناهضون فكرة إعلان الحرب على فرنسا.

صامويل تايلر كولريدج يصدر مجلة «الحارس»

في العام 1796، يصدر كولريدج مجلة ثقافية سياسية باسم «الحارس» كان يحرر جل أبوبها وموضوعاتها تقريبًا، لذا لم يصدر منها سوى عشرة أعداد، وخلال هذه الفترة من حياته تعرف على مواطنه الشاعر «وليم وردز روث» ونشأت بينهما علاقة صداقة وطيدة وعميقة، وفريدة من نوعها.

وخلال الفترة من عام 1797 وحتي 1798 كتب صامويل تايلر كولريدج، أجود أشعاره على الإطلاق، مثل قصائد: «كوبلاخان»، «الملاح العتيق»، «وكريستابل». 

وفي عام 1798 أصدر كولريدج بالتعاون مع صديقه الشاعر وليم وردز روث، ديوانهما المشهور المشترك «مقطوعات قصصية غنائية»، ذلك الديوان الذي لعب دورًا خطيرًا في تطور الشعر الإنجليزي، مع أنه لم يصب نجاحًا يذكر في بادئ الأمر، وأنما قوبل بالتهكم والسخرية، وكان الغرض المباشر من نشر هذا الديوان ــ مقطوعات قصصية غنائية ــ جمع ما يكفي من المال للذهاب في رحلة إلي ألمانيا، كما يذكر المؤرخ الأدبي دكتور محمد مصطفى بدوي.

صامويل تايلر كولريدج يلتحق بجامعة جوتنجن

رحل كولريدج إلى ألمانيا في عام 1798 ومعه صديقه الشاعر وليم وردز روث وشقيقته، بهدف تعلم اللغة الألمانية والأدب الألماني، فتوجه إلى مدينة جوتنجن والتحق بجامعتها وظل فيها عدة أشهر يدرس اللغويات، ويتردد على محاضرات عالم الفسيولوجي «بلومنباخ»، وفي الوقت نفسه عكف على دراسة أعمال الفيلسوف الألماني «كانط»، وكذلك بدأ في جمع مواد كتابه عن الأديب الفيلسوف «ليسنج»، ثم عاد إلي كامبريدج عام 1799 مثقلًا بالديون، بعد أن أنفق جل ماله في رحلته لألمانيا خاصة في شراء الكتب الفلسفية، وتفرغ تمامًا لدراسة الفلسفة، خاصة أعمال «سبينوزا». 

سمع كولريدج بأنباء عن مرض صديقه وليم وردز روث، فعاد ثانية إلى ألمانيا، وهناك يقابل في بيت وردز روث «سارة هاتشنشون»، وسرعان ما يقع في حبها، إلا أنه عاد إلى لندن ليعمل لبعض الوقت في الصحافة، والتي سرعان ما تركها، لينشر ترجمة مسرحية للشاعر الألماني «شيللر».

وفي العام 1800 تتدهور صحة كولريدج، نتيجة للبرد والصقيع، خاصة أن مناخ المنطقة الشمالية من لندن لم يكن ملائمًا لظروفه الصحية، فيعاني من آلام الروماتيزم، حتى تدهورت صحته تمامًا، وأصيب بالدونستاريا وتورمت ركبتاه وأصابعه، ولتخفيف آلامه بدأ في تعاطي الأفيون، إلا أنه ومع زيادة الآلام بدأ في زيادة جرعات الأفيون التي يتناولها، وبمضي الوقت صار مدمنًا له.

تاريخ الخبر: 2022-10-21 09:21:26
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

إسبانيا لمواطنيها: "تندوف منطقة خطيرة وجب تجنبها"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 15:26:29
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

جماعة البيضاء ترفع تسعيرة الترامواي من 8 إلى 9 دراهم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 15:26:34
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

جماعة البيضاء ترفع تسعيرة الترامواي من 8 إلى 9 دراهم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 15:26:32
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية