من ضحايا الحرب العالمية الثانية إلى أحياء العالم: «احترسوا من الموت.. واحترموا الحياة».. تلك هى رسالة الأموات إلى الأحياء مدونة على مسلة فى صدر المقبرة الألمانية بمدينة العلمين، بالأمس استضافت مدينة العلمين ممثلين لدول أوروبا حضروا لإحياء الذكرى الثمانين للحرب العالمية الثانية والتى كانت العلمين مسرحاً لأشرس معاركها .
تحل هذه الأيام الذكرى الثمانين على نشوب أشرس معارك التاريخ فى العصر الحديث وهى الحرب العالمية الثانية والتى دارت رحاها على أرض مدينة العلمين بالساحل الشمالى، فى أكتوبر عام ١٩٣٩، واستمرت المعارك لمدة ست سنوات كاملة، وانتصرت فيها قوات المحور بقيادة الجنرال مونتجمرى على قوات الحلفاء بقيادة ثعلب الصحراء روميل ،. وشهدت مدينة العلمين أمس أكبر تجمع أوروبى داخل المعظمة الألمانية للاحتفال بالذكرى الثمانين لموقعة العلمين الشهيرة والتى عزفت فيها ترانيم السلام حدادًا على ضحايا الحرب العالمية الثانية من دول العالم.
وبعد أكثر من ثمانين عامًا تبقى مدينة العلمين شاهدة على مرارة الحروب وويلاتها، حيث توجد على أرضها 3 مقابر رئيسية هى مقابر الكومنولث التى تضم رفات ضحايا الحرب من جنود القوات البريطانية ونيوزيلندا وفرنسا وأستراليا والهند وجنوب أفريقيا، والمقبرة الألمانية التى يُطلق عليها المعظمة الألمانية وتقع بمنطقة تل العيس المطلة على ساحل البحر المتوسط، وتضم رفات وجثامين أكثر من 4200 جندى من القوات الألمانية.
وفى واجهة المقبرة توجد لوحة تحت عنوان هنا يرقد الجميع فى سلام، مدون عليها تاريخ بدء انطلاق الحرب ونهايتها، وصور منحوتة لثلاث سيدات تمثل «الأم والأخت والزوجة»، وكذلك ثلاثة رجال يمثلون «الأب والأخ والابن»، كرمز لمن فقدوا الرجال فى تلك المعركة، وتقف مسلة وسط المقبرة مدون عليها عبارة «احترسوا من الموت.. واحترموا الحياة «، فى دعوة عالمية لنبذ العنف ونشر السلام على وجه الأرض.
وقام اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، بوضع إكليل الزهور ممثلًا عن الحكومة المصرية على أرواح الضحايا بالمقبرة الألمانية، حيث شارك ممثلون عن دول ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا واليونان فى إحياء ذكرى معركة العلمين.
تستهدف احتفالات هذا العام التى تنظمها ألمانيا التذكير بأهوال الحرب العالمية الثانية والحث فى الوقت ذاته على الحفاظ على السلم والسلام،
وقال السفير الألمانى فرانك هارتمان إنه بعد مرور ثمانين عامًا، يقف أعداء الأمس معاً كأصدقاء وشركاء، وبعد ثمانين عامًا على معركة العلمين تعود الحرب مجددًا إلى أوروبا، حيث إن أوروبا والعالم مهددون بعواقب الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
