حفلت بطولة كأس العالم عبر تاريخها بالمواقف الطريفة داخل وخارج المستطيل الأخضر، ويرصد «الدستور» بعضًا من تلك المواقف على مدى أكثر من 60 حلقة حتى موعد انطلاق مونديال 2022 في قطر.

الحلقة الثانية من مونديال أمريكا 1994

سيناريو مأساوي يطيح بمنتخب فرنسا

في واحدة من أكبر وأغرب المفاجأت فشل منتخب فرنسا في التأهل لنهائيات كأس العالم 1994 في وقت لم يكن أحد داخل فرنسا وفي العالم كله يشك في تأهل منتخب الديوك، لكن ما حدث يدعو للعجب فعلا.

منتخب فرنسا كان قد فشل في التأهل لمونديال 1990 وتم إعداد فريق جديد وقوي بقيادة المدرب جيرار هولييه، وضم النجوم برنار لاما ومارسيل دوسايه وإيمانوبل بيتي وبيسنت ليزارازو وديديه ديشامب وجان بيير بابان وإيريك كانتونا.

وبالفعل سار الفريق بشكل جيد في التصفيات وكان يحتاج لنقطة واحدة من آخر مباراتين أمام منتخبى الكيان الصهيوني وبلغاريا، ليتأهل لنهائيات كأس العالم.

وفي مباراة الكيان الصهيوني الذي تقدم بهدف سجله رونين هارازي، رد منتخب فرنسا بهدفين سجلهما فرانك سوزي وديفيد جونيلا، وفي الشوط الثاني أهدرلاعبو فرنسا عددا من الفرص السهلة ونجح إيال بيركوفيتش في إدراك التعادل للضيوف في الدقيقة 83، وكانت النتيجة تؤهل منتخب فرنسا لنهائيات كأس العالم، لكن في الوقت بدل الضائع سجل رؤوفين أتار هدفا لتخسر فرنسا 2-3 وسط دهشة الجميع.

هزيمة عابرة والمنتخب قادر عل التأهل، كان هذا لسان حال الفرنسيين قبل مواجهة بلغاريا يوم 17 نوفمبر 1993 لكن الأمر تكرر بغرابة شديدة، حيث تقدم إيريك كانتونا لفرنسا في الدقيقة 32 وسرعان ما تعادل إيميل كوستادينوف في الدقيقة 37 وظل التعادل قائما حتى الدقيقة 90، وكانت الجماهير الفرنسية تحتفل في المدرجات وعندما كان الحكم ليزلي موترام يستعد لإطلاق صافرة النهاية، سدد كوستادينوف قذيفة من خارج منطقة الجزاء سجل منها هدف الفوز لبلغاريا ليفشل منتخب فرنسا في التأهل لنهائيات كأس العالم وسط غضب الجماهير التي قامت بسب اللاعبين ومن هول الصدمة، قال ديشامب الذى وصف ليلة مباراة بلغاريا بأنها الأسوأ في حياته: "نحن مجموعة من الحمير".

اعتقال كانتونا المشاغب 

بعد فشل منتخب فرنسا في التأهل للنهائيات كأس العالم سافر إيريك كانتونا، نجم منتخب الديوك، إلى الولايات المتحدة الأمريكية للتعليق على المباريات لصالح قناة تليفزيونية إنجليزية، وتوجه إلى ملعب روزباور في لوس أنجلوس للتعليق على مباراة البرازيل والسويد في الدور نصف النهائي، لكنه دخل إلى المدرجات في مكان غير مخصص للمعلقين، وعندما طاليه رجل الشرطة بمغادرة المدرج الذي لا يحق له الجلوس فيه، ثار كانتونا الذي اشتهر بالغرور وأهان رجل الشرطة الذي قام باستدعاء زملائه وقاموا باعتقال كانتونا ووضعول الأغلال الحديدة في يده وذهبوا به إلى إحدى الوحدات الأمنية لتضييع فرصة التعليق على المباراة.

عقوبة بعد فوات الأوان 

في مباراة إيطاليا وإسبانيا في الدور ربع النهائي تقدم المنتخب الإيطالي 2-1 وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني مرر جون جويكوتشيا لاعب إسبانيا كرة عرضية مرت خارج الملعب لكن أثناء وجود الكرة في الهواء قام ماورو تاسوتي مدافع إيطاليا بضرب لويس إنريكي الذي سقط على الأرض والدماء تغطي وجهه وتوقع الجميع أن يحتسب الحكم المجري ساندور بول ركلة جزاء، لكنه لم يحتسب شئيا وتجاهل اللعبة وهو ومساعدوه، وبعد يومين ولأول مرة في تاريخ المونديال قام الاتحاد الدولي بمراجعة شريط المباراة وقرر إيقاف تاسوتي 8 مباريات وتغريمه 20 ألف فرنك سويسري، وهى عقوبة رآها البعض مبالغ فيها فتحققت العدالة لمنتخب إسبانيا بعد فوات الأوان والغريب أن الاتحاد الدولي لم يعاقب الحكم الذي أدار المباراة النهائية بين البرازيل وإيطاليا.

رقم سلبي لمنتخب إنجلترا 

لم يكتف منتخب إنجلترا بالخروج من التصفيات، لكنه حقق رقما سلبيا عندما واجه منتخب سان مارينو الضعيف في المباراة التي أقيمت يوم 17 نوفمبر 1993 في مدينة بولونيا الإيطالية، حيث تقدم منتخب سان مارينو بهدف سجله جوالتيري بعد 8 ثوان فقط من بداية المباراة، ورغم فوز المنتخب الإنجليزي 7-1، إلا أن ظل الهدف دخل مرماه أسرع هدف في تاريخ تصفيات كأس العالم وأسرع هدف تهتز به شباك منتخب إنجلترا في كل المسابقات.