قال حاكم قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن قطر تعرضت "لحملة غير مسبوقة" من الانتقادات بشأن الاستعدادات لاستضافة كأس العالم لكرة القدم.

وأضاف الأمير في كلمة متلفزة "منذ فوزنا بشرف استضافة كأس العالم، تعرضت قطر لحملة غير مسبوقة لم تشهدها أي دولة مضيفة، بلغ بعضها حد الافتراء".

ومنحت الفيفا كأس العالم لقطر في 2010، ومنذ ذلك الحين أنفقت عشرات المليارات من الدولارات على الاستعدادات.

لكن الدولة الخليجية الغنية بالطاقة واجهت تدقيقا مستمرا بشأن معاملتها للعمال الأجانب، وحقوق المرأة، وحقوق المثليين جنسيا.

وقال الأمير للمجلس التشريعي القطري "تعاملنا مع الأمر في البداية بحسن نية، بل اعتبرنا بعض الانتقادات إيجابية ومفيدة وتساعدنا على تطوير جوانب تحتاج إلى تطوير".

وأضاف: "لكن سرعان ما اتضح لنا أن الحملة مستمرة وتتوسع وتشمل التشهير والازدواجية في المعايير، حتى وصلت إلى قدر من الضراوة جعل الكثيرين يتساءلون للأسف عن الأسباب الحقيقية والدوافع وراء هذه الحملة".

وقال رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إن كأس العالم في قطر، وهي الأولى من نوعها في دولة عربية، ستكون "الأفضل على الإطلاق".

انتقادات

من بين الانتقادات التي وجهت إلى قطر اتهام منظمة هيومن رايتس ووتش الشرطة القطرية بـ"القبض تعسفيا" على عدد من المثليين و"إساءة معاملتهم".

ولكن قطر نفت القبض على أي شخص بسبب توجهه الجنسي.

وكانت المنظمة قد قالت إنها "وثقت ست حالات من الضرب المبرّح والمتكرر، وخمس حالات من التحرش الجنسي في أقسام الشرطة خلال الفترة بين عامَي 2019 و2022" في قطر.

وروت أربع نساء عابرات جنسيا، وامرأة ثنائية الميل الجنسي، ورجل مِثليّ كيف تعرضوا للاعتقال من جانب الأمن الوقائي بوزارة الداخلية القطرية.

ونقلت عنهم المنظمة قولهم: إنهم "احتجزوا في سجن تحت الأرض بالدوحة .. وتعرضوا لتحرشات لفظية وانتهاكات بدنية تتراوح بين الصفع إلى الركل واللكز حتى الإدماء".

وتقول هيومن رايتس ووتش: "في كل الحالات، أُجبر المعتقلون على فتح هواتفهم النقالة ومشاركة الشرطة معلومات تتعلق بأشخاص آخرين ينتمون لمجتمع المثليين".

وأعرب عدد من نجوم كرة القدم عن مخاوفهم بشأن حقوق المشجعين، لا سيما المثليين، الذين سيؤازرون منتخباتهم خلال المونديال في قطر.

وتجرّم قطر ممارسة الجنس خارج إطار الزواج، كما تجرّم المثلية الجنسية.

ويمكن لمرتكب هذه الجرائم، حسب القانون القطري، أن يواجه عقوبة تصل إلى السجن سبع سنوات.

ماذا تقول قطر؟

وصف مسؤول حكومي قطري ما جاء في بيان هيومن رايتس ووتش بأنه "محض ادعاءات غير صحيحة بشكل قاطع تماما".

وقال في بيان رسمي إن "قطر لا تتسامح مع ممارسة التمييز ضد أي شخص، وإن سياساتنا وما نتخذه من إجراءات قائمة على أساس من الالتزام والوفاء بحقوق الإنسان للجميع".

وأصرّ المسؤول على أنه لا توجد "مراكز تحويل" تعمل في قطر. وأشار إلى وجود مراكز إعادة تأهيل تدعم الأشخاص الذين يعانون اضطرابات سلوكية، كتلك الاضطرابات المتعلقة بتناول الطعام والاضطرابات المتعلقة بالصحة النفسية.

واتهم المسؤول القطري هيومن رايتس ووتش "بنشر بيان يحتوي على معلومات خاطئة بشكل واضح". وقال إن هذا "يقوّض تعهّدها المعلَن من جانبها بالتزام الحقيقة فيما تنشر".

وقدّمت الجهات المنظمة لكأس العالم في قطر تأكيدات خلال الأسابيع الأخيرة على أن كل المشجعين "مرحب بهم" في المونديال.

وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم إنه سوف يُسمح باستخدام أعلام قوس قزح الخاصة بمجتمع الميم في الملاعب التي تقام فيها المباريات وحولها.