رغم أن التعليمين الفنلندي والسنغافوري يعتبران الأفضل في العالم إلا أن الملاحظ ندرة المنجزين والحائزين على جائزة نوبل من خريجي معاهد هذين البلدين، ومثل ذلك عدم إنجاز أغلب الحائزين على نسب 99?99% في القسم العلمي بالثانوية العامة في الكويت ومصر حيث إنهم يختفون لاحقاً في دروب الحياة، وقد يكون السبب هو الانفصام والانفصال الشديد بين مستلزمات النجاح في الحياة وبين ما تقدمه المدارس والجامعات من مناهج بالية...
***
نشتكي في الكويت والأوطان العربية وحتى العالمية من إشكالات واختلالات خطيرة في مجتمعاتنا إلا أن أحداً لا يفكر في تضمينها في المناهج الدراسية التي يشتمل كثير منها على حشو وقضايا من التاريخ السحيق لا قيمة لها ولا معنى هذه الأيام، لذا يقوم الطلبة بتمزيق كتب المناهج الدراسية مع انتهاء الامتحانات وقد أعادت دولة خليجية الامتحانات لأوائل المدارس من الطلاب بعد أشهر قليلة فاكتشفت أنهم بالكاد يذكرون القليل منها في وقت نترك قضايا الحياة والموت خارج أسوار المدارس والمعاهد...
***
من ذلك أرجو أن تتضمن المناهج في الكويت وغيرها من دول العالم أموراً يعاني من فقدها الشباب ويدفعون الأرواح والدماء ثمن جهلهم بها ومنها:
1- الوحدة الوطنية وكيفية تطبيقها والخطورة الشديدة لعدم الالتزام بها، فما أحرق الأوطان وأشعل الحروب الأهلية بها إلا الجهل وقلة الوعي بمتطلباتها.
2- ضرورة تعلم قواعد المرور وخطورة الاستهتار واستخدام الهاتف.. إلخ.
3- ضرر المخدرات وحيل إيقاع الشباب بها.
4- خطورة التطرف الديني وحيل إيقاع الشباب به من قِبَلِ مَنْ يبقون أبناءهم في أحضانهم.
5- تدريس أصول الديموقراطية وقواعد الحوار والقبول بالرأي والرأي الآخر ونصوص وروح الدساتير.
6- خطورة الاستخدام الخطأ للسوشيال ميديا الذي يؤدي للسجون والاغتراب والغرامات الباهظة.
7- تدريس تقنية المعلومات وعلوم المستقبل وكيفية الاستعداد للثورة المعلوماتية القادمة.
8- متطلبات التنمية المستدامة وكيفية الحفاظ على الثروات للمستقبل وللأجيال القادمة.
***
آخر محطة:
دون تضمين المناهج تلك الأمور والقضايا المهمة، سنبقى نعاني من الارتدادات والآثار الخطيرة للجهل بها.
*نقلاً عن "النهار"
