الأسلحة الكيميائية: اعتقال رئيسة نقابة الأطباء التركية بتهمة "الدعاية للإرهاب"

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة،

رئيسة نقابة الأطباء التركية شيبنم كورور فنجانجي (يسار). صورة أرشيفية

قال ممثلو الادعاء العام في تركيا إن الشرطة ألقت القبض على رئيسة نقابة الأطباء التركية، الأربعاء، بعد أن دعت إلى فتح تحقيق في مزاعم استخدام الجيش للأسلحة الكيميائية ضد المسلحين الأكراد.

وقال مكتب المدعي العام إن "شيبنم كورور فنجانجي" محتجزة بتهمة "الدعاية للإرهاب".

ورفضت تركيا المزاعم، التي وردت في وسائل الإعلام المقربة من حزب العمال الكردستاني المحظور ، بأن جيشها يستخدم أسلحة كيميائية في عملياته ضد القواعد الخلفية للحزب في شمال العراق.

وقالت السيدة فنجانجي، رئيسة نقابة الأطباء الأتراك، إنها فحصت الفيديوهات التي حملت تلك المزاعم وقالت لوكالة فرانس برس، الأسبوع الماضي، إنها دعت فقط إلى "تحقيق فعال" في الادعاءات.

  • تركيا تمضي في "مسار خطير" بمجال حقوق الإنسان
  • رئيس وزراء تركيا للاتحاد الأوروبي: لا نهتم بخطوطكم الحمراء

وقال مكتب المدعي العام في أنقرة، في بيان يوم الأربعاء، إن فنجانجي اعتقلت بسبب "تصريحاتها لما يسمى بالجهاز الإعلامي لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية المسلحة".

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • عبداللطيف رشيد: البرلمان العراقي ينتخبه رئيساً جديداً للعراق
  • مظاهرات إيران: نشطاء يفيدون بقمع قوات الأمن للمحتجين في مدينة سنندج الكردية
  • مقتل 13 شخصا في كردستان العراق إثر هجوم إيراني عبر الحدود
  • سلمى الشهاب: الناشطة السعودية "زعمت تعرضها لسوء معاملة" أثناء احتجازها - الغارديان

قصص مقترحة نهاية

وتصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني على أنه جماعة إرهابية.

ودعا مكتب المدعي العام إلى تجريد فنجانجي من منصبها كرئيسة للنقابة، وانتخاب رئيس جديد.

وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد اتهم فنجانجي، يوم الإثنين، بـ "التحدث بلغة الإرهاب"، وقال إنها لا يمكنها البقاء على رأس نقابة الأطباء.

وقال بعد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء "إذا لزم الأمر، سوف نضمن تغيير هذا الاسم من خلال اللوائح القانونية".

"تخويف"

واصل حزب العمال الكردستاني تمردًا عنيفا من أجل الحكم الذاتي الكردي في جنوب شرق تركيا، منذ عام 1984.

ويشن الجيش التركي عمليات متتالية ضد القواعد الخلفية للجماعة المسلحة في شمال العراق، وهي شوكة مستمرة في علاقات أنقرة بحكومة بغداد.

وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، يوم الإثنين إن القوات المسلحة التركية "ليس لديها أسلحة كيميائية ". وأضاف "هذا غير وارد"، واصفا الادعاءات بانها "افتراء دنيء".

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

متظاهرون يحملون لافتات تطالب بإطلاق السيدة فنجانجي في اسطنبول الأربعاء

وشدد المسؤولون الأتراك قبضة الحكومة على وسائل الإعلام المعارضة قبل انتخابات حاسمة في يونيو/ حزيران المقبل، عندما سيسعى أردوغان لولاية ثالثة.

واعتقل ما لا يقل عن 20 متظاهرا وصحفي واحد في اسطنبول يوم الأربعاء، وفقا لفريق وكالة فرانس برس في مكان الحادث، بعد أن احتج عشرات الأشخاص على اعتقال فنجانجي.

واحتج البعض أيضا على اعتقال 11 صحفيا، في اليوم السابق، يعملون لحساب وسائل إعلام موالية للأكراد في اسطنبول ومدن أخرى، وذلك بتهمة نشر أخبار "تحرض الناس على الكراهية والعداء".

وفي مدينة ديار بكر جنوب شرقي البلاد، احتج عشرات الصحفيين في وقت سابق الأربعاء على الاعتقالات، وطالبوا بالإفراج عن زملائهم، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وندد حزب الشعوب الديمقراطي المعارض الموالي للأكراد بما وصفه بـ "هذا النهج العدواني واللاإنساني" من قبل الشرطة.

وأضاف الحزب "للأسف، يمكننا أن نتوقع تصاعد القمع ضد المؤسسات الديمقراطية المعارضة بشكل منهجي، مع اقتراب انتخابات عام 2023".

تغطية الإعلام التركي

وحظي اعتقال رئيسة نقابة الأطباء بتغطية قوية، لكن متباينة، في وسائل الإعلام التركية.

واتهمت صحيفة صباح الموالية للحكومة السيدة فنجانجي بـ "الافتراء"، وقالت إن المدعين يطالبون بعزلها من منصبها كرئيس لنقابة الأطباء.

ونشرت قناة "تي آر تي الإخبارية" التركية أمس لقطات من مداهمة الشرطة لمنزل فنجانجي، قائلة إنها عثرت على "رصاصات كلاشينكوف" و"كتيبات تنظيمية (غير قانونية)".

في المقابل، اعتبر عدد من المنافذ الإعلامية الموالية للمعارضة أن الاعتقال هو أحدث مثال على تصاعد ضغط الحكومة على المنتقدين، حيث سلطت قناة " هوك تي في" الإخبارية الضوء على بيان نقابة الأطباء الذي يتعهد بالتحدي.

ومع ذلك، فإن صحيفة " جمهورييت" العلمانية المعارضة لم تكتب عن اعتقال رئيسة نقابة الأطباء على صفحتها الأولى وكذلك الحال مع صحيفة " سوزجو" القومية المعارضة.