تحفظ موسيقيون سعوديون، إزاء ما أسموه تدني مخرجات بعض المعاهد الموسيقية الأهلية في السعودية، وتحول هدف بعضها من نشر الثقافة الموسيقية إلى الربح المالي، مؤكدين خلال أحاديثهم لـ«الوطن» على ضرورة وضع ضوابط «فنية» عالية على تلك المعاهد، وأن تكون تحت مقاييس مدروسة مسبقًا من أجل الخروج بمخرجات لها تأثير فني طويل الأمد، وجعل المقررات داخل المعاهد، وفق تخصصات عميقة ودقيقة في الطرح، بما يضمن الحصول على جيل واعد وفني ومثقف، بشكل يليق بالجميع.

الهدف المالي

شدد الموسيقي السعودي صابر المضحي، على ضرورة فرض رقابة على المعاهد الموسيقية في المملكة، والتأكد من على تنفيذ الخطط والأهداف المأمولة من المعهد وفق خطة زمنية مدروسة، ومن بعد ذلك تقييم أداء المعاهد من خلال جودة الأداء، مبينًا أن رؤية 2030، عمدت على تعزيز دور الموسيقى في الحراك الثقافي، وانطلقت المعاهد الموسيقية، تماشيًا لنشر الثقافة الموسيقية.

بيد أن المتابعين للشأن الموسيقي في السعودية، رصدوا حزمة ملاحظات على أداء بعض المعاهد، من بينها أن بعضها ركز على الهدف المالي، وأهمل الهدف الأساسي وهو نشر الثقافة الموسيقية بالطريقة الصحيحة، مستشهدًا في ذلك بالفارق الكبير بين الدراسة الموسيقية في مركز للفنون في إحدى دول الخليج المجاورة، إذ يحرص هذا المركز الخليجي على جلب متخصصين وأصحاب خبرة وشهادات عليا لتعليم الموسيقى، وتشتمل الدورة الواحدة على المكونات الدراسية التالية: «أساسيات قراءة النوتة، الفوكاليز، المقامات العربية، الإيقاعات، اختيار آلة للتعلم عليها»، وراعى هذا المركز المناهج المبسطة، مع التركيز على أهمية سلامة ما يطرح، ومدى كفاءة القائمين على تدريس المقررات فيه.

منافسة الدول

دعا المضحي، الجهات ذات العلاقة والمسؤولة عن المعاهد الموسيقية في المملكة، تشديد الرقابة، واختيار مفتشين ومراقبين يمتلكون خبرة واسعة بالمجال الموسيقي، وممن لهم بصمة واضحة في الحرص كل الحرص على إخراج المواهب السعودية بالمملكة، لمنافسة الدول الآخرى في المجال الموسيقي.

مخرجات عالية

بدوره، أكد الباحث والمتخصص في العلوم الموسيقية، المايسترو السعودي يحيى مساوى، على أهمية وجود رقابة على كل الأعمال الموسيقية، وكل ما له علاقة بالفن؛ لأن الرقابة تعمل على تصحيح المسار الفني، والبحث عن مخرجات عالية المستوى، وليس لقتل العمل الفني، كما يعتقد البعض، وخاصةً المعاهد الموسيقية التي تنتشر حاليًا في المملكة، موضحًا أن أغلب المعاهد الموسيقية هي معاهد تجارية، فإذا أخذنا بعين الاعتبار معاهد مادية، فالمخرجات لن تكون بجودة عالية، وذلك لما ألتمسه من خلال الطلبة الذين يحضرون إليه من تلك المعاهد التجارية، إذ أن المناهج غير واضحة، والعمل غير أكاديمي، وهي اجتهادات فقط.

8 معاهد

قال مساوى: إذا أردنا أن نعتلي القمة، خاصةً في مجال الموسيقى وبالأخص المعاهد، أولاً تبني وزارة الثقافة الإشراف على المعاهد وتوحيد المناهج الدراسية لكل المعاهد، وتنفيذ برامج موسيقية متدرجة تعمل على الرقي بالشاب والشابة في السعودية، لافتًا إلى أن عدد المعاهد الموسيقية في ازدياد، والمخرجات جدًا ضعيفة، لعدم وجود أكاديميين قائمين على تنفيذ برنامج أكاديمي متدرج وواضح، وأن عدد المعاهد حاليًا 8 معاهد.

أساسيات دورة تعلم الموسيقى أساسيات قراءة النوتة.

الفوكاليز.

المقامات العربية.

الإيقاعات.

اختيار آلة للتعلم عليها.