تجتمع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 ، اليوم الخميس، في مدينة سرت وسط البلاد، في محاولة لإحياء المسار الأمني المتعثّر، وذلك بعد أشهر من تعطلّ أعمالها بسبب الخلافات بين الأطراف السياسية وانقسام السلطة التنفيذية.
ويشارك المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، لأول مرة منذ تعيينه، في اجتماعات اللجنة العسكرية، وذلك للإشراف على استكمال تنفيذ ما تم التوافق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين أطراف الصراع في خريف 2020، وأساسا ملفات تفكيك الميليشيات وسبل دمج عناصرها في المؤسسات الأمنية الرسمية وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، إلى جانب جمع السلاح.
خلافات عميقة
هذه الملفات تمثل قلقا أساسيا لليبيين وكذلك للمجتمع الدولي، خاصة بعد التطورات السياسية الأخيرة التي شهدتها ليبيا، عقب تفجرّ قتال ونزاع على السلطة بين حكومتي فتحي باشاغا المكلفة من البرلمان وعبد الحميد الدبيبة، يمكن أن يتكرّر في أيّ لحظة، وبروز خلافات عميقة بين القوى السياسية المحليّة والدولية عن كيفية تخطّي الأزمة الراهنة في ليبيا.
وأثرّ هذا الصراع الحكومي على تماسك اللجنة العسكرية وعلى مسار عملها، بعدما قادت البلاد لوقف إطلاق النار، ونجحت في تحقيق عدة توافقات بين طرفي النزاع المسلّح خلال العامين الأخيرين، أبرزها فتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب وإعادة الرحلات الجوية، إضافة إلى تبادل المحتجزين والأسرى، إلى جانب إحرازها تقدما هاما في ملف إخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية.
لا إجراءات ملموسة
والمبعوث الأممي عبدالله باتيلي بدا متشائما بشأن مستقبل الوضع في ليبيا، بعد مشاورات أجراها مع كلّ الأطراف السياسية في شرق وغرب ليبيا.
فقد أكدّ في اول إحاطة له أمام مجلس الأمن يوم الاثنين الماضي، أنه لا توجد أي إجراءات ملموسة أو رغبة لتنظيم الانتخابات والخروج من وضع الجمود السياسي الذي تعيش فيه ليبيا.