أعادت تحذيرات أميركية عن «هجوم إرهابي» محتمل في أغنى ضواحي مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، يوم (السبت) المقبل، التذكير بموجة «العنف ضد الأجانب» قبل نحو 3 سنوات، التي هزت استقرار أحد أقوى القوى الاقتصادية في القارة الأفريقية.
ووفق معلومات نشرتها السفارة الأميركية في جنوب أفريقيا (الأربعاء)، فإن «إرهابيين قد يقدمون على تنفيذ هجوم يستهدف تجمعات كبيرة وموقعاً غير محدد في منطقة ساندتون الكبرى في جوهانسبرغ يوم السبت». ولم تشر إلى أي معلومات إضافية بشأن توقيت أو أسلوب أو هدف الهجوم المحتمل.
وتعد جوهانسبرغ هي المركز الاقتصادي لجنوب أفريقيا، في حين أن منطقة ساندتون هي مكان مقرات كبرى الشركات في البلاد وأحد أغنى ضواحيها.
ويرى رامي زهدي، خبير الشؤون الأفريقية في مركز «إيجيبشن إنتربرايز» للدراسات الاستراتيجية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن وجود معلومات أمنية لدى الولايات المتحدة، إحدى الدول الكبرى استخباراتياً في العالم، والتي تمتلك جهاز تنسيق وإدارة عسكرية وأمنية مخصصة للقارة الأفريقية تحت اسم «أفريكوم»، يعني أن احتمالية مصداقية هذه المعلومات كبير جداً، خاصة أن التاريخ محدد، والمنطقة المستهدفة محددة أيضاً.
لكن رغم مدلول هذا التحديد، فإنه وفقاً للخبير المصري، الذي عاش فترة في المدينة ذاتها، فإن زهدي يعتقد أن «دقة التحديد بهذا الشكل تثير الشك في جدية الجهة المتوقع تنفيذها لهذه العملية، خاصة أن منطقة ساندتون هي الأعلى تجهيزاً أمنياً في مدينة جوهانسبرغ وربما جنوب أفريقيا على الإطلاق، وربما عملياً ليس من الصعب إضافة مزيد من الحماية والدعم الأمني لها، خاصة أنها منطقة مغلقة وصغيرة». علماً بأنها المنطقة الأغنى في جنوب أفريقيا وعامرة بالشركات الكبرى والفنادق ومسكن لكبار رجال الأعمال والأثرياء.
ويضيف: «احتمالية وقوع هجوم إرهابي في حد ذاته أمر خطير، وتحسباً أن تكون بداية لحركات إرهابية ممنهجة، خاصة ضد الطبقات الأغنى في جنوب أفريقيا، في وقت يعاني السكان والطبقات العاملة من تراجع الدخل الشخصي والتضخم بالتزامن مع أزمات عالمية كبيرة تنعكس على المواطن في كل دول العالم ومنها جنوب أفريقيا».
وتشهد البلاد بين الحين والآخر أعمال عنف وشغب بحق أجانب، ولا سيما المهاجرين ذوي الأصول الأفريقية، تأججها تنامي الفقر والبطالة، آخرها في سبتمبر (أيلول) 2019، ما خلف عشرات القتلى والمصابين، وأثار غضباً وقلقاً في كثير من البلدان الأفريقية التي لديها كثير من المهاجرين في جنوب أفريقيا.
وقتل عشرات من سائقي الشاحنات منذ مارس (آذار) 2018 في هجمات استهدفت أجانب، بحسب تقرير نشرته منظمة «هيومن رايتس ووتش». وفي 2015، قتل 7 أشخاص خلال أعمال نهب استهدفت متاجر يملكها أجانب في جوهانسبرغ ودوربان (شرق).
وأحيطت حكومة جنوب أفريقيا بالتحذير الأميركي المتعلق بالإرهاب، وقالت في بيان لها إن «مسؤولية قوات الأمن في جنوب أفريقيا ضمان شعور الأشخاص داخل البلاد بالأمان». وأضافت: «يتم تقييم التهديدات بشكل مستمر، ويتم التعامل معها لضمان سلامة الجميع. ستكون حكومة جنوب أفريقيا أول من يبلغ الشعب بأي تهديد وشيك، إذا دعت الحاجة إلى ذلك».