قال الدكتور جاسم خلفان، الكاتب والمحلل السياسى الإماراتى، إنّ الرئيس عبدالفتاح السيسى كان له الدور الأهم والأبرز، منذ اليوم الأول لتوليه الحكم، فى تطوير العلاقات المصرية الإماراتية. وأكد فى حواره لـ«الوطن» بمناسبة مرور 50 عاماً على العلاقات المصرية الإماراتية، أنّ العلاقات بين البلدين كانت وما زالت قوية ومتينة.. وإلى نص الحوار:

كيف نشأت العلاقات المصرية الإماراتية؟

- العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، بنيت قبل قيام دولة الإمارات، حيث كانت هناك علاقات متميزة بدأت فى عهد مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ثم بطل الحرب والسلام الرئيس محمد أنور السادات، مروراً بالرئيس محمد حسنى مبارك ووصولاً إلى الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى، ورغم اختلاف الحكام، ومرور السنوات، إلاّ أنّ تلك العلاقات تميزت بتطور وترابط مستمر، بفضل بنيتها المتينة، المعتمدة على التفاهم والتكامل، والود والمحبة.

محلل إماراتي: السيسي صاحب الدور الأبرز في تطوير العلاقات

ما أوجه التعاون وشكل العلاقات بين البلدين قبل قيام دولة الإمارات؟

- أوجه التعاون عديدة ومتشعبة، إذ كان هناك تواصل مستمر بين القيادات الإماراتية والمصرية قبل توحيد الدولة تحت راية واحدة وقيام الاتحاد، إذ كان لكل إمارة حاكم مستقل، وحول تفاصيل ذلك التواصل فقد وقفت الإمارات إلى جانب الحكومة والشعب المصرى خلال حرب عام 1973، وعلى الرغم من الإمكانيات الإماراتية المحدودة حينها إلا أنّها كانت تقدم أوجهاً مختلفة من الدعم المتواصل لمصر، لاستعادة أراضيها، وفرض سيادتها من جديد، من خلال الانتصار فى الحرب بقيادة الرئيس محمد أنور السادات، وهو الأمر الذى كان يثنى عليه الرئيس الراحل دائماً.

ما أوجه الدعم الإماراتى لمصر خلال حرب 1973؟

- يتلخص الدعم الإماراتى لمصر خلال الحرب فى شراء الأسلحة والإمداد بالمال، بالإضافة إلى إقامة المستشفيات الميدانية فى ساحة الحرب، لتقديم الخدمات الطبية اللازمة للمصابين، الأمر الذى أسهم بشكل كبير فى متانة وعمق العلاقات، وتعد هذه الحرب نقطة تحول ذهبية فى العلاقات المصرية الإماراتية، لتواصل الدولتان مسيرة عطرة من الازدهار والتعاون المختلف فى شتّى المجالات.

العلاقات بين الدولتين

تشهد العلاقات الحالية نمواً كبيراً، خاصة فى ظل تلقى جيل كبير من أبناء الإمارات تعليمهم فى مصر، حيث كانت هى الوجهة الأساسية لهم دوناً عن غيرها من الدول الأخرى، ويعود ذلك إلى كون الشعب المصرى غنياً بمكوناته، إذ يتميز المصريون بالثروة البشرية التى تتنوع بين الكفاءات والخبرات، الأمر الذى استفادت منه الإمارات على مدار سنوات طويلة.