حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن العالم "ربما يواجه أخطر عقد" في تاريخه منذ الحرب العالمية الثانية. وحاول بوتين، في خطاب موسع الخميس، أن يبرر حربه على أوكرانيا وغزو أراضيها، الأمر الذي ترك بلاده في عزلة دولية. واتهم بوتين الغرب بممارسة الابتزاز النووي ضد روسيا لإجبار حلفائها على الابتعاد عنها. وكان الغرب قد استنكر التهديدات النووية المبطنة التي صدرت عن الكرملين. واستنكر حلف شمال الأطلسي "الناتو" مطلع الأسبوع الجاري الاتهامات التي وجهتها روسيا لأوكرانيا، بالسعي لاستخدام "القنبلة القذرة"، وهي قنبلة تصدر إشعاعا كثيفا يتسبب في قتل البشر والكائنات الحية. وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبيرغ، إن أعضاء الحلف "يرفضون هذه الاتهامات"، وإن "روسيا يجب ألا تستخدم ذلك كمبرر للتصعيد". زيلينسكي يتهم روسيا باتباع أساليب "جنونية" على الجبهة الشرقية حرب روسيا في أوكرانيا بالخرائط وكان بوتين يلقي خطابه في منتدى فالداي السنوي، بعد عدة هزائم عسكرية في أوكرانيا، وتزايد الغضب الشعبي الداخلي، بسبب تجنيد نحو 300 ألف شاب من الاحتياط لدعم الجهد العسكري في أوكرانيا. وكان بوتين قد شهد قبل يوم واحد المناورات النووية الروتينية، التي تضمنت ضربة نووية مفترضة للرد على هجوم نووي كثيف من قوات العدو. وقال بوتين "لم نستبق بقول شيء عن احتمالية استخدام روسيا السلاح النووي، لكننا فقط لمحنا ضمن الرد على تعليقات صدرت عن قادة الدول الغربية". وعلق بوتين على حديث رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، ليز تراس، عندما قالت في كلمة ضمن حملتها الشهر الماضي إنها مستعدة للضغط على الزر النووي، إذا تطلب الأمر ذلك. وقال بوتين إنه فوجيء بأن حلفاء بريطانيا لم يعترضوا على ذلك. وكان بوتين بنفسه قد حذر أكثر من مرة من أنه سوف يستخدم "كل السبل المتاحة" لحماية بلاده فيما اعتبر على نطاق واسع تهديدا نوويا واضحا. وكرر بوتين هجومه على الغرب وما وصفه "بلعبته الدموية القذرة" بحرمان الدول من استقلالها، ووحدتها، قائلا إن "السيطرة غير المشروطة" للغرب على العالم، تقترب من النهاية حاليا. وأضاف "نحن على جبهة خطرة، وأمامنا ربما أمور أكثر خطورة، وغير متوقعة، وهو العقد الأكثر أهمية منذ الحرب العالمية الثانية". وأكد بوتين أن الغرب لم يعد بمقدوره الاستمرار في السيطرة، لكنه "يحاول بكل الأشكال"، أن يستمر، مضيفا أن "النظام العالمي الجديد يتم تأسيسه الآن، أمام أعيننا". كما اتهم الغرب بقيادة الولايات المتحدة بمحاولة تدمير روسيا، لكنه لم يقدم أي دليل على هذه الاتهامات. لا ندم في عالم بوتين تحليل ستيف روزينبيرغ - محرر الشؤون الروسية ما رأيناه وسمعناه الخميس كان العالم من وجهة نظر بوتين، عالم فيه روسيا طاهرة، والغرب هو المسؤول عن كل الأمور من الحرب في أوكرانيا إلى أزمة الغذاء العالمية. لقد رأينا قائد الكرملين الذي لا يعرف عالمه الندم على أي شيء فعله، أو على الأقل ليس مستعدا للاعتراف بهذا الندم علنا، لو كان موجودا. وبذلك أوضح بوتين لنا عالمه الموازي، وما يجري فيه. فوجه اللوم للغرب على "إشعال" الحرب في أوكرانيا. وأصر على أن النظام العالمي الجديد يجب أن يتم تأسيسه على "العدالة والقانون"، ويصدر ذلك من رئيس شن قبل أشهر غزوا واسع النطاق، لدولة ذات سيادة وأمة مستقلة. وزعم بوتين أن روسيا تعرضت لاتهامات خاطئة بالتهديد باستخدام الأسلحة النووية. ومنذ بداية الحرب كرر بوتين تلميحه عدة مرات إلى أنه جاهز ومستعد لاستخدام كل الأسلحة المتاحة في الترسانة الروسية، خلال هذا الصراع. وبالنسبة لي شخصيا، فإن أبرز تصريح لبوتين هو ما يخص الاعتراف "بالخسائر"، التي عانت منها روسيا في "العملية العسكرية الخاصة". وقال بوتين "أنا أفكر دوما في الخسائر البشرية". لكنه انتقل سريعا إلى "الفوائد الهائلة" التي جنتها بلاده، من وجهة نظره، وأولها "نعزيز استقلالية روسيا". لكن لا توجد أي إشارة للحسرة أو الندم أو إشارة على تغيير موقفه.