تعود قضية صحة مرشد إيران علي خامنئي إلى الضوء مجدداً، بعدما كشف دبلوماسي غربي أنه "يحتضر"، لافتاً إلى صعوبة اختيار خليفة له.

وأضاف أن نزعة "الأفكار البالية" للنظام الذي في صراع مع الشباب، "تنذر بنهاية حكم المرشد، بحسب ما نقلت مجلة "نوفيل أوبسرفاتور" الأسبوعية الفرنسية.

نظام آيل للسقوط

إلى ذلك، أكدت المجلة الفرنسية في مقال تحت عنوان "الحرية ضد الملالي" أن "الحكم الديني الآيل للسقوط" يواجه شبابا لم يعودوا خائفين من أن يتحدوا النظام، على الرغم من القمع الذي يمارسه والذي أدى إلى مقتل أكثر من 230 شابا وشابة.

ووفقا للمجلة، فإن الاحتجاجات الحالية تستهدف النظام الشمولي الذي حكم إيران بعد الثورة عام 1979، على عكس الاحتجاجات السابقة، من الحركة الخضراء في 2009 التي اندلعت على خلفية تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية حتى احتجاجات نوفمبر 2019 ضد ارتفاع أسعار الوقود.

كذلك أضافت أن الاحتجاجات الحالية تظهر فشل النظام في حرمان الشعب الإيراني من الحقوق والحريات الأساسية، لذلك فقد أصبح البحث عن الحرية والكرامة الإنسانية المطلب الرئيسي للحراك الذي يمثل النساء أول ضحاياه.

لا علاقة لرجال الدين

وأشارت المجلة الفرنسية إلى أن من أهم سمات الانتفاضة الحالية للشعب الإيراني أنها لا علاقة لها برجال الدين، وأن المتظاهرين في شوارع إيران اليوم يعتبرون جميع رجال الدين، من مؤيدي الحكومة وحتى منتقديها الصامتين، شخصيات تمنح الشرعية للحكومة الدينية في إيران.

انتهاء الخوف من النظام

كما أن السمات المهمة الأخرى للانتفاضة الحالية في إيران هو انهيار جدار الخوف لدى الشعب حيث توصل المحتجون إلى استنتاج مفاده أن النظام قد وصل إلى نهايته.

واستهدف شبان إيرانيون المرشد بشكل مباشر عبر شعارات غير مسبوقة، فرغم شتى أنواع القمع والجرائم التي ارتكبها كل من الباسيج والحرس الثوري طيلة العقد الماضي، إلا أن ذلك لم يفت في عضد الشباب الإيراني بل حولهم لأبطالا ليس لديهم ما يخسرونه.

شعلة الاحتجاجات

يشار إلى أنه منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما) في 16 سبتمبر، بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق أثناء زيارة لها إلى طهران مع شقيقها الأصغر، بزعم انتهاكها قواعد اللباس الصارمة المفروضة، والتظاهرات لم تهدأ في البلاد.

فقد أشعل موتها احتجاجات غير مسبوقة في إيران منذ ثلاث سنوات، تقدمها في معظم الأحيان شبان وشابات وطالبات في رسالة سياسية وتحد للسلطات، وتأكيد على أن الشريحة الشابة في واد والسلطات في واد آخر، بحسب ما أكد العديد من المحللين والمراقبين على مدى الأسابيع الستة الماضية.