حادثة زجاجة اللبن
حادثة زجاجة اللبن
(1) : فكرة جديدة
حكي أحد أصحاب الشركات الصناعية الكبيرة عن طفولته, فقال: عندما كنت صغيرا, أردت أن أكسب بعض المال, فطلبت من أصحاب محلات المرطبات المثلجة الثلاثة في بلدي, أن أعمل لديهم في أي عمل, لكنني لم أجد لديهم عملا ما.
غير أنني, بعد أسبوع, وجدت أن أحد هذه المجال قد استخدم ولدا جديدا, فاستجمعت شجاعتي, وسألت صاحب المحل عن سبب ذلك, فقال لي: لم يكن يدور في ذهني أن عندي عملا عندما سألتني, غير أن سمير جاءني بفكرة جديدة. فقد كانت عنده دراجة, فعرض فكرة حمل المرطبات للزبائن في بيوتهم, وكان علي استعداد أن يوزعها بدراجته. وكانت هذه فكرة جديدة في هذا البلد, ووجدت أنه سيكون لها نتائج كبيرة في المستقبل, فاستخدمته فورا.
وأضاف صاحب الشركة قائلا: لقد كانت عندي دراجة, لكن كان عند سمير شيء آخر لم يكن عندي, لقد كانت عنده فكرة جديدة, فاستطاع أن يبتكر لنفسه عملا.
(2) : حادثة زجاجة اللبن
ذات صباح, عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري, دخل مدرس الرياضيات إلي الفصل, ومعه زجاجة مملؤة باللبن, وضعها أمامه علي المكتب. وتعلقت أبصارنا أنا وزملائي بالزجاجة, ورحنا نسأل أنفسنا: ما علاقة اللبن بدروس الجبر والهندسة التي يلقيها علينا أستاذنا؟!.
وفجأة, أطاحت حركة من يد المدرس بالزجاجة, فوقعت وتحطمت, وسال ما بها علي الأرض. ولاحظ أتساذنا ما ظهر من أسف علي وجوهنا لما حدث, فوقف وتأمل وجوهنا لحظات, ثم قال: انظروا جيدا.. إنني أريد أن تذكروا هذا الدرس مدي حياتكم. لقد انتي أمر هذا اللبن, فمهما سمحنا للضيق والإحساس بالذنب أن يسيطرا علينا, فلن نستطيع أن نستعيد قطرة واحدة منه.
لقد كان يمكن بشيء من الحيطة والحذر أن نتجنب إراقة اللبن, ولكن فات الوقت الآن وكل ما نستطيعه, هو أن نمحو أثر هذا الحادث من نفوسنا, ثم نعود إلي عملنا بهمة ونشاط.
ولم أنس هذا الدرس أدا, فقد كنت شديد القلق في تلك الفترة المبكرة من حياتي. كنت أستعيد أخطائي, وأهتم بها اهتماما بالغا. فمثلا, إذا فرغت من أداء امتحان, أعود إلي البيت, وأستلقي علي فراشي أحصي أخطائي وأنا في أشد حالات القلق, خشية عدم الحصول علي أكبر الدرجات. كنت أعيش في الماضي فيما صنعته وما لم أصنعه, وأود لو أنني صنعت شيئا آخر. لكن منذ حادثة زجاجة اللبن, تعلمت جيدا أنه لا يجب البكاء علي ما فات..
(3) : في البيت والمزرعة
حكي تاجر عربي قال: عندما كنت أعمل في الفلبين, كنت أشتري البيض من رجل ريفي يعيش علي مبعدة ثمانية كيلومترات من المدينة. وكان يحضر لي البيض عادة في منزلي, إلا أنني كنت أزور مزرعته في بعض الأحيان, وأشتري كمية من البيض, وأتبادل معه الحديث. وقد وجدت أن ثمن البيض عندما أشتريه مباشرة من المزرعة كان يزيد دائما علي سعره عندما كان المزارع يجيء به إلي منزلي البعيد عن مزرعته. وذات يوم, سألت المزارع أن يفسر لي هذا الأمر, فقال: هذا بسيط, وله سببه يا سيدي.. إنك عندما تأتي إلي مزرعتي, فذلك معناه أنك في حاجة إلي البيض, لكن عندما أجيء أنا إلي منزلك, فذلك معناه أنني في حاجة إلي المال.
Email: [email protected]