فى ذكرى ميلاده الـ125.. بول جوبلز مهندس الصورة الذهنية عن التفوق العرقى للألمان
فى ذكرى ميلاده الـ125.. بول جوبلز مهندس الصورة الذهنية عن التفوق العرقى للألمان
تمر اليوم الذكرى الـ125 لميلاد مهندس إعلام النازية بول يوزف جوبلز،والذي ولد في مثل هذا اليوم الموافق 29 أكتوبر 1897، وهو سياسي نازي ألماني ووزير الدعاية في ألمانيا النازية من عام 1933 إلى عام 1945.
قد كان جوبلز هو ألمع وأشهر وأبرز رجال الزعيم النازي هتلر أثناء نشوب الحرب العالمية الثانية لما له من دور بارز وخطير بوصفه وزير الدعاية الألماني، والذي كان له أكبر الأثر في حشد الجماهير بهتافات كانت من صنعه لبناء المجد الهتلري.
عاش جوبلز حياته في خدمة هتلر وأفكاره، وفي الترويج للنازية عبر كل الطرق والوسائل، وقد عرف بمقته الشديد للثقافة، وبالذات الذين يعملون بها وقد اشتهر بمقولته المأثورة: "ما إن أسمع كلمة ثقافة حتى أتحسس على الفور مسدسي"، وهو أيضًا صاحب المقولة التي ذاعت وشاعت أثناء الحرب العالمية الثانية: "أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى تصدق نفسك فيصدقك الآخرين".
تولى جوبلز في العهد النازي عدة مناصب، كان فيها دائما البارز فقد عهد إليه في مطلع أمره، بأن يكون منظمًا في إقليم صغير هو إقليم البرفيلد فكان بفضل ذكائة المفرط، ودأبه على العمل، وبراعته في التنظيم واندفاعه في المعارك العقائدية خير منظم عرفه الحزب النازي في مطلع عهده، وتمكن من أن يجعل من منطقة نفوذه الصغيرة مثلًا في دقة النظام وغزارة الإنتاج ، احتذاه غيره في المناطق والأقاليم.
كان جوبلز ضعيف البنية ومشوه بدنيًا، ورغم ذلك أصبح أبرز زعماء النازي فتولي منصب وزارة الإعلام والدعاية في عهد الرايخ الثالث، ودار حوله الاهتمام العالم مالم يستأثر به هتلر نفسه.
كانت وصية هتلر الأخيرة باختياره رئيسًا للوزراء في العهد الذي سيخلفه،.ولكن لان جويلز كان مثيرًا وغريبًا حتى أخر لحظات حياته فقد اختار الانتحار بجانب هتلر، وذلك بعد أن قتل زوجته وأولاده الستة لئلا تعيش ويعيشون في نظام غير النظام الذي كرس له حياته وآمن به.
يقول ألان بولوك في مقدمة لكتاب "يوميات جوبلز" ترجمة خيري حماد "وضع أسلوبًا جديدًا للحملات السياسية، يجعل من الصراعات التي خاضها حالات كلاسكية رائعة تستحق يدرسها كل من يود دراسة طبيعة السياسات الجماهيرية في القرن العشرين، وقد تمكن من هذا كله، دون أن تعينه فيه أية شبكات إذاعية أو تليفزيونية، ومع أن هاتين الوسيلتين كانتا في مستهل وجودهما فإن جوبلز استغلهما إلى أقصى حد".
ومن آخر النصوص التي كتبها جوزيف جوبلز وتعود لتاريخ 28 مارس 1945 يتحدث عما يسميه بـ«أجواء نهاية العالم»، وحيث لم تعد آنذاك حديقة مقر الرايخ الثالث «سوى كومة من الحطام»، وحيث كان اهتمام الجميع عندها هو «تعزيز منشآت ملجأ الفوهرر الذي كان مصرّا تمامًا على البقاء في برلين رغم أن الوضع كان يزداد سوءا»، وهنا يصف جوبلز الأجواء المحيطة بهتلر بأنها كانت تنبئ بـ«نوع من نهاية العالم» ثم يضيف: «هذا يقدم البرهان على أن الفوهرر لم يجمع حوله سوى أصحاب الشخصيات الضعيفة الذين لا يمكن الاعتماد عليهم في الأحوال الصعب».