ابنة الشهيد إبراهيم الرفاعى أيقونة الصاعقة المصرية ل “وطنى”: قاد و نفذ أصعب وأدق العمليات القتالية بحرب أكتوبر


أسطورة الصاعقة المصرية، المقاتل العنيد ، قائد الأشباح، هكذا كان يلقب، أنه الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى رئيس فرع العمليات الخاصة فى حرب أكتوبر ، قام بأدق العمليات وأصعبها أثناء حرب الاستنزاف، تحولت حياته الى قتال متواصل ، كان يذهب للعدو الى عقر داره ويلقنه درسا قاسيا ويكبده خسائر فادحة ، كان ماكينة أفكار لا تهدأ ويمتلك قدرة فائقة على كشف وتعرية قدرات العدو ليسهل بعد ذلك ضربه والانتقام منه ، .. التقت وطنى بالسيدة ليلى ابنة الشهيد إبراهيم الرفاعى التى آثرت عقولنا بحكاية بطلنا الشهيد الرفاعى نتحاكى بها للأجيال القادمة فإلى الحوار …

· نشأته والتحاقه بالعسكرية .. بفخر واعتزاز حدثتنا السيدة ليلى الرفاعي قائلة : عاش الرفاعى 42 عاما منذ خروجه للحياة عام 1931 وحتى استشهاده فى 19 أكتوبر 1973 ، ولد بحي العباسية بالقاهرة ، التحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1954 ، أهلته قدراته البدنية الفائقة من الالتحاق بأول فرقة للصاعقة عام 1955 في أبى عجيلة بسيناء ، وجاء ترتيبه الأول على الفرقة ، كانت أول عملية خاضها عام 1956 في مدينة بورسعيد وبدأ يتعرف في الصاعقه المصريه بعملياته القوية وبجراءته في العمليات العسكرية ، وكانت التقارير التي تكتب عنه أنه ضابط شجاع يعتمد عليه ، فى عام 1959 حصل على دورة استطلاع من الاتحاد السوفيتى عين بعدها مدرسا بوحدات الصاعقة وأصبح كبير معلمين الصاعقة واشتهر بتنفيذه أدق وأصعب العمليات الخاصة واستنباط فنون جديدة فى القتال ، كان الشهيد من أوائل الذين شاركوا فى حرب اليمن وأظهر فيها مهارة فائقة وقد أصيب خلالها بأول إصابة له فى العمليات الحربية نال بعدها على ترقية استثنائية تقديرا لجرأته وشجاعته ..، شارك فى حرب يونيو 1967 كضابط لفرع استطلاع إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع ، و كون المجموعه 39 قتال التي قادت أدق العمليات واعقدها في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر …

· وعن هزيمة 1967 وأثرها على الشهيد .. تقول : أصابه حزن الهزيمة بقرحة في المعدة سببت له نزيف حاد بالمعدة وهو ما استدعى سفره لإنجلترا لتلقي العلاج ، عندما عاد من هناك كون المجموعة (39 ) قتال عام 1969 ، التى اختار أفرادها بعناية فائقة من وحدات الصاعقة المصرية من ذوي المهارات القتالية الفائقة ، وقام بتسليحها بمعدات وأسلحة تتناسب مع ما تقوم به من عمليات خاصة ، كان الرفاعى يضع الخطة بنفسه يستطلع المكان و يصوره جيدا ، كانت مجموعته على أتم الاستعداد 24 ساعة للقيام بأي عملية قتالية فى أى لحظة ، كان لا يسمح بالخطأ و دائما يقول لرجاله ” لا أتهاون مع أى خطأ قد يعرض حياة إنسان واحد للخطر” ، وقد نفذ الرفاعى مع مجموعته 92 عملية خلف خطوط العدو الأمر الذى أذهل العدو وجعله في حالة ارتباك .

· أبرز العمليات التي قادها خلال حرب الاستنزاف .. بفخر وعزة قالت: بعد هزيمة 67 بأيام قلائل كلف الشهيد بتنفيذ عدة عمليات منها تفجير مخازن الذخائر التى تركتها القوات المسلحة المصرية خلال عملية الانسحاب في سيناء قبل أن تقع فى أيدى العدو ، وقام بالمهمة على أكمل وجه وظلت سيناء مضيئة بالنيران لمدة ثلاثة أيام كاملة ، وفي عام 1969 كانت عملية لسان التمساح والثأر للفريق عبد المنعم رياض، طبعا بابا هاجم الموقع الإسرائيلي وانزل العلم الإسرائيلي ، وأتذكر أنه أحضر لنا العلم الإسرائيلي في البيت وقال لنا دوسوا عليه بأرجلكم وأقوم بتصويركم ،

تستطرد قائلة: من أهم عملياته أيضا ضرب رصيف الكرنتينا في أغسطس عام 1969، الذى كان يشكل منطقة حيوية للعدو الإسرائيلي حيث كان يمد السفن الاسرائيلية العسكرية بالوقود والأسلحة والمؤن ، قام الشهيد ومجموعته بتحزيم الرصيف بالمتفجرات حتى تم نسفه بالكامل.

· عن طبيعة مهمته في حرب أكتوبر وأبرز عملياته .. تقول السيدة ليلى الرفاعي: كان رئيس فرع العمليات الخاصة التي تقوم بأصعب وأدق العمليات خلف خطوط العدو ، كان الرفاعى يشكل مصدر ذعر للعدو الإسرائيلي ، لم يكن يقاتلهم من الناحية المقابلة لهم بل كان يهاجمهم في عقر دارهم ، يضربهم ويكبلهم خسائر فادحة ويحصل على أسير منهم ، كان العدو يطلق على الرفاعي ومجموعته اسم الأشباح ، لأنهم يتفاجئون بهم أمام أعينهم ليلقنوهم دروسا قاسية ، و من أبرز العمليات التى قام بها الرفاعى في السادس من أكتوبر : نسف آبار البترول فى بلاعيم بثلاث طائرات هليكوبتر وظلت النيران مشتعلة فيها عدة أيام ، وغيرها من العمليات القتالية ..

· عن علاقتها بوالدها .. قالت : كان عمري عشر سنوات عندما استشهد والدي ، كان يعاملنا أنا وأخي الصغير كأصدقاء يحكى معنا فى كل شىء وكان حريص أن يسجل كل أحاديثنا معه وذكرياتنا عام يتلوه عام بالريكوردر، كان يحكي لنا عن العمليات التي يقوم بها ، كان دائم الاطمئنان علينا فى دراستنا ، كان والدي دائما يشجعني انا واخويا على ممارسة الأنشطة الرياضية وكان لكل منا بندقية صيد العصافير وكان دائما يصطحبنا معه الى معسكر المجموعة 39 ، كان دائم الابتسام والضحك معنا ، علمنا أن الشهيد بطل ، واتذكر عندما تمكن من أسر جندى إسرائيلى كيف كانت فرحته وجاء يحكى لنا عن ذلك ، كان أب جميل جدا عطوف ، علمنا حب الحيوانات والعطف عليهم والاعتناء بهم ، كان يحب العصافير و وعندما اشترى لنا قفص عصافير كان يعتنى بهم ، علمنا أيضا كيف نتعامل برحمة واحترام لأى إنسان ، فقد كان إنسان لأبعد درجة..

· أبرز مواقفه الإنسانية تقول السيدة ليلى الرفاعى : حينما كان يصطحبني أنا وأخي الى معسكر مجموعته كنت أشاهد بنفسي كيف كان يتعامل مع الجميع ضباط وعساكر بتواضع شديد ومحبة ، كان يشاركهم ماتشات كرة القدم ، كان دائم الهزار والضحك معهم ، حريص أن يلتقط صور تذكارية معهم وراء كل عملية يقومون بها ، كان يشاركهم مناسباتهم الشخصية ، وهنا يحضرني مشهد عندما قام والدي بشراء ترابيزة صغيرة لها طراز خاص ليقدمها هدية الى أحد الجنود بمناسبة زواجه ، واصطحبني معه أنا وأخى لتقديم الهدية ، كانت فرحة الجندى بهذه الزيارة من قائده فرحة كبيرة مازالت اتذكرها ، كان لا يبخل عن مساعدة أحد ، كان أحدهم ينتقل من بيت لأخر فاخرج والدى كل ما فى جيبه وأعطاه لهذا الجندي وقال له “كمل اللى ناقصك فى بيتك ” ، وعندما علم أن والد أحد الجنود مريض جدا ولابد من نقله للمستشفى على الفور أرسل سيارة بسائق لتقوم بهذه المهمة .. ورغم صغر سنه إذ كان يبلغ الثلاثين من عمره ألا أنه كان بالنسبة لرجاله بمثابة الأب والقائد الذى يعلمهم كيف يكونوا رجالا ، والى الآن عندما اتقابل مع أحد من مجموعته يتذكرون كل ما كان يفعله معهم ..

· وعن قصة استشهاده .. قالت : فى 18 أكتوبر تم تكليفه من قبل الرئيس السادات بمهمة اختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول الى منطقة الدفرسوار لتدمير المعبر الذى أقامه العدو لعبور قواته ، وفى فجر 19 أكتوبر تحرك الرفاعي ومجموعته فى اتجاه تلك المنطقة ، لكنه كلف بالتوجه الى مكان أخر لمواجهة العدو ، وكان هذا المكان مفتوح ، و مكشوف للعدو ، وكان القتال بعنف وشدة رهيبة من قبل العدو خاصة عندما شاهدوا الرفاعى ، فقد وقف على تابة عالية للصواريخ ليستكشف الأمر وبدأ ينهال على طائرات العدو بقذائف ال ( آر بي جي ) ، وعندما عرفوا أنه الرفاعى انهالت المدفعية عليه بشدة لتسقط إحدى دانات مدفعية العدو بالقرب منه ، لتصيبه إحدى شظاياها فى قلبه فيسقط شهيدا في الحال ، وقد ظن رجاله أنه مازال حيا وصرخ أحدهم : ” يا فندم يا فندم ” ، ..

تستطرد قائلة : كان اليهود في حالة قتال هستيري عندما شاهدوا أن الرفاعى سقط على الأرض ، كانوا يريدون التخلص من كل أفراد مجموعته والحصول عليه بأية طريقة ، وعندما تم إبلاغ القيادة بسقوط الرفاعي كانت رسالة الرئيس السادات لهم: “لابد أن تعودوا بالرفاعي بأي ثمن” ، الرفاعى كان مطلوب بمبلغ خمسة مليون دولار في حرب الاستنزاف لمن يحضره حيا أو ميتا لإسرائيل ، خاصة بعد قيامه بضرب أحد مدن إسرائيل وكبلها خسائر فادحة .

لقد حظى الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى بالعديد من الأنواط والأوسمة التى تعبر عن ثراء مسيرته العسكرية وتعدد ميادين شجاعته وجرأته نذكر منها : نوط الشجاعة العسكرية عام 1960، وسام النجمة العسكرية عام 1968 وعام 1969 ، أيضا نوط الواجب العسكري عام 1971، وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى بعد استشهاده عام 1974 .

تاريخ الخبر: 2022-10-31 09:22:05
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

دوري أبطال أوروبا.. دياز يواجه مزراوي في ذهاب نصف نهائي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 15:27:21
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

دوري أبطال أوروبا.. دياز يواجه مزراوي في ذهاب نصف نهائي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 15:27:20
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية