تفتح الإستراتيجية الوطنية للصناعة مزيدا من الآفاق لتطوير القطاع الصناعي وعمليات التصنيع التي تتعدد وتتنوع بما يخدم الاقتصاد الوطني ويجعله يستوعب كثيرا من الصناعات، ومن خلال جهود وزارة الصناعة والثروة المعدنية إلى جانب الشركات والهيئات والمراكز الداعمة للصناعة يمكن أن يحدث تحول كبير في صناعتنا الوطنية خلال المستقبل المنظور.
خلال الفترة الماضية برزت مدينة رأس الخير الصناعية كوجهة للعديد من المبادرات والمشاريع العملاقة، حيث دشنت أرامكو السعودية أعمال الشركة العربية لصناعة الحفارات (ARM)، التي تهدف إلى تصنيع أجهزة الحفر ومعداتها، وتقديم خدمات ما بعد البيع بما يدعم توطين قطاع تصنيع أجهزة الحفر، وتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، وتطوير القدرات المحلية بما يتوافق مع رؤية المملكة. وهو مشروع مشترك بين أرامكو السعودية وشركة (NOV)، يعمل على وضع المملكة كمركز مرموق ليس فقط لإمدادات الطاقة العالمية.
تواصلت تلك الأعمال المهمة بإعلان أرامكو السعودية أيضا عن تعاون مع شركة الإنشاءات البترولية الوطنية (NPCC) وشركة ماكديرموت العالمية (McDermott) لإنشاء منطقتي تصنيع بحريتين لتصنيع وتجميع المنصات والهياكل البحرية في رأس الخير وفقا للمعايير الدولية.
وستكون رأس الخير أيضا موقعا لمصنع ومركز لوجستي لمعالجة وإنتاج كريات الحديد عالية الجودة، وذلك لتطويره بموجب مذكرة تفاهم بين المركز الوطني للتنمية الصناعية وشركة فالي البرازيلية، وهو أحد مخرجات الإستراتيجية الوطنية للصناعة، وباكورة مبادرة تأمين سلاسل الإمداد لقطاع الحديد، ويعمل على تعزيز استدامة ونمو قطاع صناعة الصلب في المملكة.
هذه المشاريع النوعية الضخمة تعكس التحول الصناعي الكبير الذي تمضي المملكة في طريقه تماشيا مع مستهدفات الرؤية والنهوض بالاقتصاد الوطني وتحقيق التنوع فيه، فضلا عن توطين التقنيات وتأهيل أبناء الوطن للعمل في مرافق ومنشآت بهذا الحجم يتوقع أن تصنع الفارق التنافسي الذي نحتاجه لصناعتنا وهي تتقدم باتجاه الأسواق الإقليمية والدولية بخطى ثابتة وواثقة تدعمها الجودة والكفاءة ومواكبة تقنيات التصنيع.
هذه الجهود ينبغي أن تستمر مع أكبر عدد من الشركاء الدوليين، فذلك يحقق عدة مكاسب أهمها تنويع الخبرات من مختلف أنحاء العالم، وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية والرساميل التي تعمل في نطاق الاقتصاد الوطني، ونقل التقنيات، وتطوير قدرات مواردنا البشرية، وتوليد فرص العمل، وتحقيق القيمة في اقتصادنا.