بسبب الحرب والجفاف.. قتلت مجاعة 10 ملايين صيني


بداية من العام 1928، عاش شمال الصين على وقع مجاعة تزامنت مع تزايد حدة الجفاف وتراجع المحاصيل واستمرار الحرب الأهلية. فبنحو 300 محافظة، عانى الأهالي من نقص فادح في الطعام أثر على حياة ملايين الأشخاص وتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا بمقاطعات شاندونغ (Shandong) وهنان (Henan) وشانغسي (Shaanxi) وغانسو (Gansu). وعلى الرغم من توافد المساعدات الدولية نحو المناطق المنكوبة، عجزت الصين عن احتواء هذه المجاعة التي صنفت كواحدة من أسوأ الكوارث بتاريخ الصين الحديث.

حرب أهلية وجفاف

ما بين عامي 1926 و1927، شهدت مقاطعة شانغسي تراجعا كبيرا في حجم المحاصيل الزراعية مقارنة بالسنوات الماضية. وبسبب ذلك، تخوفت السلطات المحلية من إمكانية تفشي المجاعة والأمراض المرتبطة بسوء التغذية بالمنطقة. وبالتزامن مع ذلك، ساهم الجفاف في إفساد عشرات آلاف الكيلومترات من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة.

وإضافة لذلك، لعبت الأزمة السياسية والحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد الدور الأبرز في ظهور المجاعة. فخلال تلك الفترة، حرم المسؤولون العسكريون من الحبوب والعلف اللازم لإطعام الماشية حيث طالب هؤلاء المسؤولون والأمراء العسكريون، القوميون والشيوعيون، الأهالي بزراعة الأفيون بدلا من الحبوب أملا في جمع كميات أكبر من الأموال لتمويل برامجهم العسكرية.

ومع تحول معظم الأراضي نحو زراعة الأفيون، خسر أهالي الشمال الصيني جانبا هاما من الأراضي المعدة لإنتاج الحبوب وهو ما أدى فيما بعد لتزايد حدة المجاعة. وفي الأثناء، أهملت سلطات الجمهورية الصينية هذه المناطق الزراعية وركزت بدلا من ذلك على تمويل قواتها المسلحة مهملة بذلك عمليات تهيئة الأراضي الزراعية وتشييد السدود. فضلا عن ذلك، صودرت كميات كبيرة من المحاصيل الضئيلة من قبل أمراء الحرب الذين فضلوا إطعام جنودهم، أثناء الحرب الأهلية، تاركين سكان الشمال الصيني وحيدين في مواجهة المجاعة.

ملايين الضحايا

أثرت المجاعة والجفاف على حياة ملايين الصينيين القاطنين قرب نهر وي (Wei). وخلال العام 1928، شهدت المنطقة فرار الملايين نحو مقاطعات أخرى. وقد أحصت منشوريا لوحدها حينها قدوم نحو 4 ملايين نازح لجأ أغلبهم للتسول أملا في الحصول على ما يسد رمقهم.

بمقاطعة شانغسي لوحدها، أحصى المسؤولون الصينيون وفاة نحو 3 ملايين شخص بسبب المجاعة والأمراض ما بين عامي 1928 و1930. وبسبب عدم توفر الإحصائيات الكافية ببقية المناطق بسبب حالة الحرب، تحدث المؤرخون عن وفاة ما بين 5 و10 ملايين صيني بسبب هذه المجاعة ما بين عام 1928 ومطلع الثلاثينيات.

أثارت الأخبار المتناقلة حول هول المجاعة بشمال الصين ردود فعل محلية ودولية. فبداية من العام 1928، موّلت اللجنة الصينية-الدولية المناطق المتضررة بنحو 382 ألف دولار. فضلا عن ذلك، وفرت هذه اللجنة بذورا جديدة للفلاحين المتضررين واتجهت في الآن ذاته لإقامة مطاعم خيرية جماعية لتوفير وجبات غذاء يومية لأكبر عدد ممكن من النازحين.

إلى ذلك، وفرت هذه المساعدات حلا وقتيا للمناطق المتضررة. فخلال الثلاثينيات، تجددت المجاعة بشمال الصين وتسببت في سقوط مزيد من الضحايا.

تاريخ الخبر: 2022-11-03 09:18:22
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 75%
الأهمية: 91%

آخر الأخبار حول العالم

أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:07:34
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 88%

كييف تعترف بتفوق موسكو على الغرب في الإنتاج العسكري

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:06:53
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 91%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية