أسعار الوقود في الإمارات هي الأعلى خليجياً

  • نسرين حاطوم
  • مراسلة بي بي سي لشؤون الخليج

صدر الصورة، PA Media

التعليق على الصورة،

كانت حكومة الإمارات داعمة للمواد النفطية في البلاد، لكنها قرّرت في آب/ أغسطس 2015 تحرير أسعار النفط وربطها بأسعار الأسواق العالمية.

كيف لبلد نفطي كبير كالإمارات أن يعاني مواطنوه وسكانه من ارتفاع أسعار الوقود ولاسيما مادة البنزين؟

سؤال يستغربه كثيرون ممن يتابعون ارتفاع أسعار النفط العالمية وتأثيراتها على حياتهم اليومية وعلى خياراتهم التي تبدّلت في الحياة بسبب هذه الارتفاعات، فقد ارتفعت اسعار الوقود بأكثر من 80 في المئة منذ بداية العام الجاري.

ولكن، لماذا ارتفعت أسعار الوقود في الإمارات؟

كانت حكومة الإمارات داعمة للمواد النفطية في البلاد، لكنها قرّرت في آب/ أغسطس 2015 أن تحرّر أسعار النفط وأن تربطها بأسعار الأسواق العالمية. السبب وراء ذلك، بحسب الحكومة الإماراتية، هو المساعدة في ترشيد الاستهلاك وتشجيع استخدام وسائل النقل العام، إضافة إلى تحفيز استخدام أنواع الوقود البديلة.

وبالتالي فإن ارتفاع الأسعار العالمية للنفط يؤدي إلى ارتفاع أسعاره محليًا، بسبب ربطه بالأسعار العالمية، إلا أن أسعار الوقود في الإمارات شهدت ارتفاعات متعددة وقياسية منذ شهر يناير/ كانون الثاني بلغت نحو 80% تقريبًا. معظم هذه الارتفاعات حصلت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار النفط والغاز حول العالم.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • أسعار الوقود: زيادة تكلفة المحروقات أججت مظاهرات في أكثر من 90 بلدا
  • أوبك بلس: لماذا أثار قرار خفض إنتاج النفط غضب واشنطن؟
  • أسعار الطاقة: تحذيرات من ارتفاع أسعار الوقود بعد خفض أوبك إنتاجها
  • ارتفاع تكاليف المعيشة: كيف تتعامل الحكومات العربية مع أزمة غلاء المعيشة؟

قصص مقترحة نهاية

وبالتالي، فإن وزارة الطاقة في حكومة الإمارات تلجأ إلى تعديل أسعار الوقود في الأسبوع الأخير من كلّ شهر وتقوم الشركات النفطية هناك، مثل "أدنوك" و"إينوك" و"إمارات"، بتطبيق أسعار جديدة اعتبارًا من الأول من كلّ شهر.

وقد سجلت أسعار الوقود في الإمارات، لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، أول زيادة بعد 3 أشهر من التراجع.

مجموعة السبع تضع سقفاً لأسعار النفط الروسي

ما الذي يمكن أن تفعله السعودية والإمارات للمساعدة في خفض أسعار النفط؟

هل يستطيع العالم الاستغناء عن النفط والغاز الروسي؟

ارتفاع أسعار النفط خوفا من قلة الإمدادات بعد قرارات بوتين

أسعار الوقود في الإمارات الأعلى خليجيًا

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

في السابق كان سعر لتر مياه الشرب المعبّأة في الإمارات أغلى بكثير من سعر ليتر الوقود، ولطالما تفاخر المواطنون الإماراتيون والمقيمون هناك بهذا الأمر. لكن كلّ ذلك أصبح اليوم من الماضي، فقد أصبحت الإمارات الأغلى من بين جاراتها في الخليج من ناحية أسعار الوقود.

وبحسب موقع globalpetrolprices فإن سعر لتر البنزين بدرجة 95 أوكتان سجّل في بداية سبتمبر/ أيلول0.898 دولاراً أمريكيًا، أي أكثر بمرتين ونصف المرة من سعره في الكويت الذي سجّل0.340 دولاراً أمريكيًا.

وأظهر رسم بياني لموقع globalpetrolprices أن الكويت هي الأرخص خليجيًا في أسعار البنزين بدرجة 95 أوكتان تليها البحرين ومن ثم قطر ومن بعدها السعودية وصولًا إلى سلطنة عمان وأخيرًا الإمارات.

غير أن الإمارات، وفي خطوة تتماشى مع الأسعار العالمية للنفط، قامت بخفض أسعار البنزين لشهر سبتمبر/ أيلول بنسبة 16 في المئة، أي بنحو ستين فلسًا إماراتيًا للتر الواحد، وهو التخفيض الثاني خلال العام الجاري بعد تخفيض في شهر آب/ أغسطس.

ولكن على الرغم من الانخفاضين المتتاليين، إلّا أن أسعار الوقود ما زالت مرتفعة في الإمارات مقارنة مع الدول الخليجية الأخرى، لكنها تُعتبر أقل من أسعار الوقود في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

سائقو سيارات الأجرة يرفعون أسعارهم وبعضهم يتخلون عن سياراتهم

نتيجة لارتفاع أسعار الوقود ارتفعت أسعار سيارات الأجرة والحافلات في الإمارات وتحديداً في إمارتي دبي والشارقة.

الكثير من الإماراتيين أبدوا امتعاضهم لارتفاع أسعار الوقود إذ إنهم يعتبرون أن الوقود الرخيص هو حق مكتسب لهم كإماراتيين. تجلّى هذا التذمّر في تغريدات عدة عبّر من خلالها مواطنون إماراتيون عن استيائهم لارتفاع أسعار الوقود في بلدهم الذي يعتبر من أكبر مصدري النفط في العالم.

لكن في الواقع من يدفع ثمن هذا الارتفاع هم المقيمون الذين لا يتلقون إعانات مادية من الحكومة الإماراتية كونهم غير مواطنين، وبالتالي فإن كلفة الحياة لديهم باتت أغلى بكثير، ذلك أن الارتفاع في أسعار الوقود ينعكس ارتفاعًا في أسعار السلع والمواد الغذائية والخدمات الأخرى بسبب كلفة النقل التي زادت مع زيادة أسعار الوقود.

التعليق على الصورة،

رافي عبد اللطيف - مقيم في الإمارات اضطر لبيع سيارته بسبب ارتفاع أسعار الوقود

يقيم رافي عبد اللطيف، وهو سوري يبلغ من العمر 52 عامًا، في الإمارات منذ أكثر من 25 سنة ويعمل في مجال الخدمات الإعلامية.

وقال في مقابلة مع بي بي سي نيوز عربي إنه اضطر لبيع سيارته السريعة ذات الـ 8 اسطوانات لأنه لم يعد قادرًا على تحمّل أعباء مصاريف البنزين الخاصة بها.

وأشار رافي إلى أنه يرفض شراء سيارة أقل فخامة من تلك التي كان يمتلكها لأن أسعار السيارات باتت مرتفعة، فهو لا يريد إنفاق مبلغ كبير من المال على سيارة لا ترضي شغفه في السيارات ولا تحقّق طموحاته.

وفي هذا السياق، يقول رافي إنه لجأ إلى خيارين، إما استئجار سيارة للتنقل وهو خيار لا يحبذّه ولا يعتمده إلا نادرًا لأنه مكلف من ناحية التأمينات التي تفرضها شركات تأجير السيارات، وإما استعارة سيارة من أحد أصدقائه برغم أن كثيراً منهم اضطروا إلى بيع سياراتهم بسبب عدم قدرتهم على تحمّل أعباء البنزين.

ويوضح رافي في حديثه إلى بي بي سي نيوز عربي أنه كان يملي خزّان وقود سيارته بـ 130 درهمًا إماراتيًا، لكن الأمر بات في غير مقدوره حينما أصبح ملء خزان الوقود يكلّف في حدود 280 درهمًا إماراتيًا.