قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الأسباب المطروحة لمقاطعة كأس العالم لكرة القدم الذي تستضيفه بلاده في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري: "ليست صائبة".

جاء ذلك في حوار أجراه الوزير القطري مع صحيفة لومند الفرنسية أمس الخميس رداً على الانتقادات التي تستهدف الدوحة قبل أسبوعين من انطلاق المونديال.

وقال آل ثاني: "الأسباب المقدمة لمقاطعة كأس العالم ليست صائبة. يوجد كثير من النفاق في هذه الهجمات التي تتجاهل كل ما حققناه".

وأضاف: "يجري الترويج لهذه الادعاءات من عدد قليل جداً من الناس في عشرة بلدان على الأكثر، والتي لا تمثل على الإطلاق بقية العالم.. حقيقة إنه أمر مؤسف".

ولفت إلى أن "العالم يتطلع إلى هذا الحدث، وقد بيع أكثر من 97% من التذاكر. ومن بين الدول العشر الأولى التي اشترت أكبر عدد من التذاكر دول أوروبية مثل فرنسا".

وفي معرض رده على سؤال: لماذا انتظرت قطر حتى عام 2020 لإلغاء قانون الكفالة (النظام الذي يربط العمال برؤسائهم) رغم أنها منحت حق تنظيم كأس العالم في 2010، قال الوزير القطري: "لقد أدركنا القضايا المتعلقة برعاية العمال حتى إننا دعونا المنظمات غير الحكومية للحضور ومراقبة نظامنا".

وتابع: "لقد قطعنا شوطاً طويلاً لإصلاح تشريعاتنا. هذه الإصلاحات تستغرق وقتاً. وهذا ينطبق على أي بلد حول العالم، وليس فريداً بالنسبة إلى قطر".

وأكد أنه "لا تزال عيوب، ونحن مصممون على إصلاحها".

واستدرك آل ثاني متسائلاً: "ولكن لماذا يجري إلقاء اللوم بشكل منهجي في هذه المشكلات على عاتق حكومتنا، بينما في أوروبا وفي أصغر حادثة يجري إلقاء اللوم على الشركة؟ لماذا هذا الكيل بمكيالين؟".

وأردف قائلاً: "أعتقد أن بعض الناس لا يقبلون أن تستضيف دولة صغيرة في الشرق الأوسط مثل هذا الحدث العالمي".

وفيما يتعلق بالادعاءات حول إخفاء الدوحة العدد الحقيقي للعمال الذي توفوا أثناء أعمال الاستعداد لكأس العالم قال وزير الخارجية القطري: "كل موت مأساة. في قطر، نجمع وننشر أرقام الوفيات كل عام، مع الفروق حسب العمر والجنس وسبب الوفاة ونوع العمل".

وأضاف: "بالطبع غالبية هذه الوفيات ليست مرتبطة بالعمل. إنها تعكس الصورة الديموغرافية لقطر التي تضم مجموعة سكانية متنوعة للغاية. نحن بصدد مراجعة هذه البيانات للحصول على العدد الدقيق لوفيات العمل. والواضح أن الأرقام التي نقلتها وسائل الإعلام كاذبة أو مضللة".

والثلاثاء قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن بلاده تعرضت لحملة غير مسبوقة منذ أن نالت شرف استضافة كأس العالم، لم يتعرض لها أي بلد مضيف.

وشدد على أنه هذه الحملة "تتضمن افتراءات وازدواجية معايير حتى بلغت من الضراوة مبلغاً جعل كثيرين يتساءلون للأسف عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وراء هذه الحملة".

وتستضيف قطر نهائيات كأس العالم لكرة القدم (مونديال 2022) بين 20 نوفمبر/تشرين الثاني و18 ديسمبر/كانون الأول المقبلَين بمشاركة 32 منتخباً.

وهذه أول مرة تستضيف فيها دولة في الشرق الأوسط والعالم العربي البطولة الأكبر والأشهر في عالم كرة القدم.

TRT عربي - وكالات