تصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي جرت قبل أيام قليلة.

وتشير النتائج الجزئية لانتخابات الكنيست الخامسة خلال أربع سنوات والـ 25 منذ إقامة إسرائيل إلى فوز المعسكر اليميني بـ 65 مقعد.

ويضم هذا المعسكر أربعة أحزاب هي: حزب الليكود ( 32 مقعد) والصهيونية الدينية )14 مقعد ( وحزب شاس ( 11 مقعد) ويهدوت هتوراه (8 مقاعد مبدئياً).

سعى زعيم الليكود نتنياهو بعد جولة الانتخابات السابقة لاستعادة شعبيته في معاقل اليمين وتحديداً بين جمهور التيار الديني وعبر تعزيز التحالف اليميني لضمان عدم تشتيت أصوات اليمين التي كانت تتقاسمها عادة مجموعة من الأحزاب.

وقد أظهرت النتائج الأولية ارتفاع عدد الأصوات التي نالتها الأحزاب المحسوبة على نتنياهو.

كيف استطاع نتنياهو تحقيق الفوز؟

بعد أن نجح معسكر التغيير في الانتخابات الماضية في إسقاط حكومة نتنياهو اليمينية التي استمرت في الحكم ١٢ عاما، جلس نتنياهو للمرة الثانية في تاريخه على مقاعد المعارضة.

وسعى نتنيتاهو للعودة للحكم من خلال اتهام الحكومة بأنها يسارية أضعفت إسرائيل اقتصاديا وأمنيا.

أدى حرمان الأحزاب المتدينة من الحقائب الوزارية التي اعتادت على الحصول عليها وسن ميزانيات خاصة للمتدينين إلى إثارة موضوع يهودية الدولة مجدداً، الأمر الذي دفع الجمهور اليهودي المتدين للخروج بأعداد أكبر والتصويت لصالح أحزابه حتى تعود للحكم.

ما هي مفاجأة الانتخابات؟

لكن ارتفاع عدد مقاعد المتزمتين دينيا لا يعد العامل الحاسم في تفوق معسكر اليمين المؤيد لنتنياهو. فحزب الصهيونية الدينية المتشدد شكل مفاجأة بحصوله على أكثر من ضعف المقاعد التي حصل عليها العام الماضي.

ركز خطاب زعيمي الحزب بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير المتطرف على ضرورة إعادة العمل بسياسة القبضة الحديدية ضد الفلسطينيين.

واستغلا التوتر المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة لحث جمهور المستوطنين واليمين المتطرف على دعمهما.

تحالف حزب الصهيونية الدينية مع حزب عوتسماه يهوديت بزعامة ايتمار بن غفير وفاز في انتخابات اذار 2021 بستة مقاعد في الكنيست.

حزب الصهيونية الدينية هو تحالف تقني لثلاثة أحزاب يمينية توصف بالمتطرفة بمواقفها تجاه العرب والمثليين والتيارات الأخرى.

هذه الأحزاب تمثل التيار الديني الصهيوني المتطرف الذي يعمل على تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة والقدس.

ويضم جمهور الصهيونية الدينية قسماً من المتدينين المتزمتين الحريديم.

على ماذا يرتكز معسكر نتنياهو؟

حصد الحزبان المتدينان يهودت هتوراة وشاس سوية 20 مقعداً بحسب النتائج الأولية، وذلك بعد سنوات كان فيها الحزبان يقفان عند حدود 15 مقعد.

تعتبر الأحزاب المتدينة نفسها ممثلة لمصالح وأولويات جمهورها الأرثوذكسي اليومية وتعمل جاهدة لدخول الحكومة لتحقيق ذلك.

وقد سجلت هذه الانتخابات ارتفاعا كبيرا في عدد المصوتين للحزبين ويعود ذلك الى مخاوف جمهور الحزبين من عودة حكومة التغيير التي اعتبرتها الأحزاب المتدينة الحريدية مناهضة للدين.

الحزبان هما عبارة عن تحالف لمجموعة من أحزاب وفرق دينية من أصول أوروبية ذات توجهات متشددة في ممارساتها الدينية.

وتعتبر هذه الفرق المرجعية الدينية هي الأولى بينما تمثل الدولة ومؤسساتها اطارا ثانويا بالنسبة لها.

وشملت وعود المعسكر اليميني خلال هذه الانتخابات برامج اقتصادية عديدة منها خفض الضرائب المفروضة على المشروبات الغازية والادوات التي تستخدم لمرة واحدة، وزيادة ميزانية التعليم للمجتمع المتزمت والمعاهد الدينية اليهودية وتجميد ضريبة الأملاك، والكهرباء والمياه والوقود.

هل سيشكل نتنياهو حكومة يمينية متشددة؟

سيسعى نتنياهو لتشكيل ائتلافه الحكومي مع الأحزاب المتدينة والصهيونية الدينية المتشددة.

وهو مجبر على التعامل مع مطالب الحزب المتشدد بالحصول على حقائب وزارية هامة.

يشكل ذلك قلقا لدى مؤسسات الدولة والإدارة الأمريكية بعد أن أثار بن غفير وسموتريتش جدلا أثناء الاحداث التي شهدها حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.

وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية بأنها تأمل في حفاظ الوزراء في الحكومة الجديدة على ما وصفتها بالمعايير الديمقراطية.

موقع "والا" العبري نقل عن مسؤول أمريكي رفيع قوله إن الأمريكيين لن يتعاملوا مع بن غفير في حال توليه منصبا وزاريا.

وسيواجه نتنياهو ضغطا يمينيا متشددا بخصوص الملف الإيراني والقضية الفلسطينية.

وفي حال حصول الحزب المتشدد على حقيبتي الدفاع والأمن الداخلي فإن ذلك قد يزيد من حالة الاحتقان مع الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية.