قال جان دوسيك، نائب وزير البيئة التشيكى، إن بلاده ودول الاتحاد الأوروبى تسعى إلى تحقيق نتائج متوازنة فى جميع القضايا المناخية الرئيسية، خلال فعاليات الدورة ٢٧ من مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP 27»، وعلى رأسها التخفيف والتكيف ووسائل التنفيذ من تمويل وبناء قدرات ونقل تكنولوجيا.

وشدد «دوسيك»، فى حواره مع «الدستور»، على أهمية عقد مؤتمر المناخ فى الوقت الحالى بالتزامن مع الظروف الجيوسياسية غير المسبوقة التى يمر بها العالم، وعلى رأسها الحرب الروسية- الأوكرانية، إلى جانب أزمة الطاقة، والتأثيرات السلبية الكبيرة لتغير المناخ.

وتحمل مشاركة جمهورية التشيك فى الدورة ٢٧ من مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP 27» أهمية كبرى، فى ظل رئاستها الاتحاد الأوروبى منذ يوليو الماضى، وتمثيلها- رفقة المفوضية الأوروبية- الكيان الأوروبى الكبير فى الحدث المنتظر.

- الظروف الجيوسياسية الحالية غير المسبوقة، وعلى رأسها «العدوان الروسى على أوكرانيا»، إلى جانب أزمات الطاقة، تمثل تحديات كبيرة على العالم، إلى جانب تأثيراتها على البيئة بشكل عام وتغير المناخ خاصة.

لذا يجب أن تسعى الأطراف المشاركة فى المؤتمر المنتظر بمدينة شرم الشيخ إلى إيجاد حلول طموحة ومناسبة من شأنها المساعدة فى التغلب على التحديات التى تسببها أزمة المناخ وتعانى منها جميع البلدان، خاصة الضعيفة منها.

■ كاتحاد أوروبى.. ما أهم النتائج التى تتوقعونها من المؤتمر؟

- فيما يتعلق بالتوقعات تجاه مؤتمر الأطراف السابع والعشرين، سيسعى الاتحاد الأوروبى والدول الأعضاء فيه إلى تحقيق نتائج متوازنة فى جميع القضايا المناخية الرئيسية، وهى: التخفيف، والتكيف، ووسائل التنفيذ التى تتضمن التمويل وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا، بما فى ذلك الخسائر والأضرار.

■ هل يمكن للعالم التخلص من الوقود الأحفورى بالفعل؟

- كما تم الاتفاق عليه خلال الدورة السادسة والعشرين فى جلاسكو، يتعين على جميع الأطراف التخلص بسرعة من دعم الفحم والوقود الأحفورى، من أجل الوصول إلى أهداف «اتفاقية باريس».

سيكون من الصعب بالتأكيد التخلص بسرعة من الكربون فى مجال إنتاج الطاقة، لكن هذا ضرورى، والحلول التقنية لهذه المشكلة متاحة حاليًا، والحكومة التشيكية تخطط للتخلص التدريجى من الفحم فى مزيج الطاقة بحلول ٢٠٣٣، ويظل هذا الهدف دون تغيير على الرغم من تحديات الطاقة الحالية التى نحتاج إلى معالجتها.

■ وماذا عن تأثير تغير المناخ على الأمن الغذائى؟

- لتغير المناخ العديد من التأثيرات المباشرة وغير المباشرة على الأمن الغذائى، فهو يؤثر على إنتاج الغذاء وتوافره، وعلى الوصول إلى الغذاء وتوزيعه، وكذلك جودة الغذاء والتغذية بشكل عام.

وأكثر التأثيرات وضوحًا هو التغيرات فى الغلال والمحاصيل، وآثار الجفاف والظروف المناخية القاسية الأخرى، الأمر الذى يتطلب حاجة ملحة للتكيف ومزيدًا من المرونة فى قطاع الزراعة، إلى جانب تقليل «البصمة الكربونية»، أو حتى المساعدة على عزل الكربون فى التربة خلال الإطار الزمنى المماثل.

■ ما رأيك فى مشروعات مصر بمجالات الطاقة الخضراء والمتجددة الآن؟

- نحن نقدر هدف مصر للوصول إلى ٤٢٪ من مصادر الطاقة المتجددة فى مزيج طاقتها بحلول عام ٢٠٣٠، ونرى أن هناك ظروفًا محلية جيدة فى هذا الإطار، خاصة لتطوير منشآت الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح.

■ كيف تساعد الدول الغنية البلدان الفقيرة على تقليل انبعاثات الكربون؟

- يعتبر الاتحاد الأوروبى والدول الأعضاء فيه أكبر مزود للتمويل العام للمناخ فى العالم، وجزء كبير من هذا الدعم مخصص لتدابير التخفيف والتكيف فى البلدان النامية، سواء من خلال القنوات الثنائية أو متعددة الأطراف، كما يشارك الاتحاد الأوروبى والدول الأعضاء فيه أيضًا فى العديد من مشاريع بناء القدرات ونقل التكنولوجيا فى جميع أنحاء العالم.

■ وماذا عن تمويل هذه البلدان لمواجهة تغير المناخ؟

- يتم الآن تقديم الدعم المالى للدول الفقيرة من مصادر مختلفة، سواء كانت عامة أو خاصة. وبالنسبة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، يتدفق الدعم المالى الرئيسى من «صندوق المناخ الأخضر» و«مرفق البيئة العالمى»، وصناديق الاتفاقية الأخرى، مثل «صندوق التكيف» و«صندوق تغير المناخ» و«صندوق أقل البلدان نموًا».

كما يتم توفير التمويل للتدابير المناخية من خلال القنوات الثنائية والإقليمية والمتعددة الأطراف، على سبيل المثال بنوك التنمية والاستثمار تقدم مساعدات بالتزامن مع مناقشة هدف جماعى كمى جديد بشأن تمويل المناخ يهدف إلى تقديم الدعم المالى للبلدان النامية بموجب «اتفاق باريس»، ويجب تحديده قبل ٢٠٢٥، ويخطط الاتحاد الأوروبى أيضًا للمساهمة فى أهداف «جلاسكو» لمضاعفة تمويل المناخ على وجه التحديد بشكل جيد بحلول العام ذاته.