الدار/ خاص
منذ استرجاع الصحراء المغربية، بعد المسيرة الخضراء المظفرة في 1975، تجسدت الأولوية الأولى في تعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي للأقاليم الجنوبية في كل ربوع الوطن.
وهكذا، تم إطلاق استثمارات مهمة من أجل تحقيق تقارب سريع على مستوى التنمية الاقتصادية للأقاليم الجنوبية ورفاهية اجتماعية على غرار باقي جهات المملكة.
ثمار هذه الدينامية التنموية التي جعلت من الأقاليم الجنوبية للمملكة ورشا مفتوحا للإنجازات النهضوية، تجلت من خلال مجموعة من المشاريع المهمة التي عززت الجاذبية الاقتصادية للصحراء المغربية، ومن بين هذه المشاريع المهمة مشروع الطريق السريع “تزنيت – الداخلة”.
ويعتبر إنجاز هذا مشروع الطموح، الذي وصل مراحل متقدمة بمثابة تغيير للوجه الاقتصادي للصحراء المغربية، حيث سيلعب دورا كبيرا في الحركة التجارية .
وحسب ما كشفت عنه المديرية المؤقتة للطريق السريع تزنيت الداخلة بالعيون فقد تجاوزت نسبة تقدم الأشغال في مشروع إنجاز الطريق السريع تزنيت الداخلة،80 في المائة ، ويُرتقب أن يتم الانتهاء من هذا المشروع، الذي سيكون له وقع مباشر على ساكنة الجهات الجنوبية للمملكة، نهاية سنة 2023.
وهو يندرج في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء، ويهدف إلى هيكلة الطريق الوطنية رقم 1 على طول 1055 كيلومترا.
وقد شكل هذا المشروع موضوع اتفاقية شراكة وقعت شهر فبراير 2015 بين ثلاث وزارات هي وزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء فضلا عن أربع جهات، وذلك بمبلغ إجمالي يناهز 8.5 مليار درهم.
ويتم إنجاز المشروع على جزئين منفصلين، حيث يتصف كل جزء منهما بخاصيات تقنية وطبيعية وسوسيو-اقتصادية مختلفة، ويتضمن المشروع إنجاز 13 منشأة فنية وتثنية ثلاث منشآت فنية وإنجاز مدارات للمدن التي ستعبرها الطريق السريع (تزنيت وكلميم وطانطان والوطية والعيون).
ويروم هذا المشروع المهيكل إلى تزويد الأقاليم الجنوبية للمملكة بمحور طرقي يتصف بأعلى المعايير الدولية ودرجة عالية من السلامة.
كما تهدف هذه الطريق السريعة إلى تقليص مدة التنقل، وتجنب الانقطاعات على مستوى الطرق بسبب الفيضانات وزحف الرمال وتسهيل نقل البضائع من وإلى مدن الجنوب مع تحسين الربط مع أهم المراكز الوطنية للإنتاج والتوزيع فضلا عن خلق باحات استراحة ومواقف للشاحنات.
هذه الطريق، ستكون بمثابة رافعة هامة للاستثمارات، وستمكن من التأثير بشكل إيجابي ومباشر على ساكنة المنطقة التي يقدر عددها ب 2،2 مليون نسمة موزعة على 10 أقاليم، كما ستساهم في تطوير التنمية الاجتماعية والاقتصادية لأربع جهات من المملكة: منطقة سوس ماسة وكلميم وادي نون والعيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب.
ويهم هذا الورش، الذي بلغت كلفته 10 مليارات درهم، تثنية الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين تزنيت والعيون على امتداد 555 كيلومتر، وتوسعة الطريق الرابطة بين العيون والداخلة بـ9 أمتار على طول 500 كيلومتر.
