تعيش أوروبا أسوأ موجة جفاف منذ ٥٠٠ عام وذلك بعد أن سجلت القارة العجوز درجات حرارة قياسية تسببت فى حدوث جفاف شديد قد يؤثر على العديد من البلدان الأوروبية، كما تسببت فى انخفاض مستوى عدد من الأنهار مما ينذر بفترات من البؤس والشقاء..
وقد يؤثر الجفاف غير المسبوق على ما يقرب من نصف أوروبا فبداية من الخزانات الجافة والمتشققة فى إسبانيا إلى انخفاض مستويات المياه فى الممرات المائية الرئيسية مثل نهر الدانوب والراين وبو، كما أنه قد يضر باقتصاديات المزارع.
ويفرض قيودًا على المياه، ويسبب الحرائق ويهدد الأنواع المائية، فمنذ ما يقرب من شهرين لم تهطل أمطار غزيرة فى المناطق الغربية والوسطى والجنوبية من القارة.. تسببت فترات الجفاف الشديد فى جفاف نهر بو» أطول نهر فى إيطاليا، والذى كان مركزاً حيوياً للنقل عبر التاريخ، حيث تراجع منسوب المياه فى النهر بمقدار 3 أمتار.
وقد أعلنت الحكومة الإيطالية حالة الطوارئ فى خمس مناطق بسبب الجفاف الذى وصف بأنه الأسوأ منذ 70 عاماً.. كما تشهد فرنسا أسوأ موجة جفاف وتم فرض قيود على المياه فى معظم أنحاء البلاد، وتوقعت وزارة الزراعة الفرنسية أن يكون محصول الذرة أقل بنسبة 20% مقارنةً بالعام الماضى.
ومن المتوقع أن يصل نهر الراين أكبر ممر مائى فى ألمانيا، إلى مستويات منخفضة حرجة فى الأيام المقبلة، مما يجعل نقل البضائع - بما فى ذلك الفحم والبنزين - صعبًا بشكل متزايد.. حتى فى دول مثل إسبانيا والبرتغال.
والتى اعتادت على العمل لفترات طويلة دون هطول أمطار هناك عواقب وخيمة للجفاف، ففى منطقة الأندلس الإسبانية، اضطر بعض مزارعى الأفوكادو للتضحية بمئات الأشجار لإنقاذ الآخرين من الذبول.. وكشف نظام المعلومات عن الجفاف التابع للحكومة الأمريكية أن أكثر من 43% من أراضى البلاد تعانى الجفاف.
وأكثر من 130 مليون شخص يتأثرون حالياً بالجفاف، إضافة إلى 229 مليون فدان من المحاصيل، ووفقا للأم المتحدة فقد خسر الاقتصاد الأمريكى ما يقدر ب ٢٤٩ مليون استرليني، بسبب الجفاف وما يرتبط به من فساد المحاصيل.
ونشر مكتب الإحصاء الأوروبى (يوروستات) بيانات عن الآثار الاقتصادية لتغير المناخ فى دول الاتحاد الأوروبى، وأكد فى تقرير له أن الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى تكبدت خسائر اقتصادية تجاوزت 145 مليار يورو بسبب الظروف الجوية السيئة الناجمة عن تغير المناخ خلال العقد الماضي.
وبالتالى، على الرغم من أن تغير المناخ يتسبب فى سوء الأحوال الجوية،فإن هذا الوضع أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة، حيث تسببت الظروف الجوية السيئة بسبب تغير المناخ، بما فى ذلك موجات الحرارة والفيضانات والعواصف، فى خسائر اقتصادية تجاوزت 145 مليار يورو بين عامى 2011 و2020.
من ناحية أخرى، بلغ متوسط الخسارة الاقتصادية المرتبطة بالمناخ للفرد فى دول الاتحاد الأوروبى 27 يورو فى عام 2020، خلال هذه الفترة، تم تسجيل أكبر الخسائر الاقتصادية للفرد فيما يتعلق بتغير المناخ فى اليونان.
ويبلغ نصيب الفرد من الخسائر الاقتصادية 90.6 يورو فى اليونان، 62.05 يورو فى فرنسا، 42.16 يورو فى أيرلندا، 41.45 يورو فى إيطاليا، 32.68 يورو فى بلجيكا، 21.68 يورو فى لوكسمبورج وفى ألمانيا 20.73 يورو.
