القاهرة تتسلم رئاسة COP27 رسميا.. مصر تحمل راية مواجهة تحديات التغيرات المناخية أمام العالم - تحقيقات وملفات


سلم رئيس قمة «جلاسكو COP26»، ألوك شارما، رئاسة مؤتمر المناخ «COP27» لمصر، خلال الجلسة الإجرائية لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للمناخ «COP27» فى شرم الشيخ اليوم.

ورحّب السفير سامح شكرى، وزير الخارجية، بالحضور فى مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، قائلاً: «أهلاً ومرحباً بكم فى الدورة الـ27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ».

وقال «شكرى» إنَّ الرئيس عبدالفتاح السيسى سيحضرغدا الجلسة الافتتاحية لقمة التنفيذ فى مجال العمل المناخى فى شرم الشيخ، إضافة إلى أنطونيو جوتيريش، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وباقى رؤساء الدول والحكومات، الذين سيدلون بالبيانات الوطنية أو البيانات نيابة عن مجموعات التفاوض فى الاتفاقية.

وأضاف «سامح» أنَّ الاجتماع رفيع المستوى سيتواصل يومى الثلاثاء والأربعاء 15 و16 نوفمبر، وسنواصل الاستماع إلى البيانات الوطنية من الأطراف، بحضور رؤساء الدول والحكومات الذين لم يأخذوا الكلمة فى الجزء الأول. وأشار إلى أنَّه يوم 16 نوفمبر، وبعد الانتهاء من البيانات الوطنية سيتمّ الاستماع إلى بيانات كبار ممثلى المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، ويوم الخميس 17 والجمعة 18 نوفمبر سنعاود الاجتماع لدراسة القرارات والاستنتاجات لاعتمادها.

مهمة نبيلة

أعمال القمة ليست تفاوضية ومنفصلة عن الواقع «مهمتنا جميعاً أكثر نبلاً من ذلك، تمتد آثارها إلى حياة ومصالح الملايين من البشر حول العالم، ممن يعانون من واقع حى تتفاقم وطأته مع كل يوم فيه نقصر فى عملنا».

و«ليس هناك مجال لأن نهدر مستقبل الأجيال القادمة من أبنائنا وأحفادنا، فهى مسئولية فى أعناقنا، وأنا على ثقة كاملة أنّكم تدركون حجم التحدى، وأن لديكم العزم والعزيمة للتعامل مع هذا التحدى بالكفاءة وبروح التفاهم اللازم، وحان الوقت للعمل والتنفيذ».

ورغم كل الأمنيات الطيبة والجهود المبذولة، تؤكّد الدراسات العلمية من خلال أحدث التقارير الصادرة على مدار العام، وفى مقدمتها تقرير اللجنة الحكومية المعنية بتغير المناخ أننا لا نزال نواجه فجوات تتّسع بشكل مقلق، سواء فى ما يخص الهدف الحرارى لاتفاق باريس، أو التكيُّف مع الآثار السلبية لتغير المناخ أو توفير التمويل اللازم لتمكين الدول النامية من القيام بدورها فى هذا الجُهد.

عبرة وعظة

«لعل ما شهده العالم، على مدار العام، من أحداث مؤلمة فى باكستان والقارة الأفريقية وفى أنحاء متفرقة من أوروبا وأمريكا، وما خلّفته من دمار تمثل عبرة وعظة وصوت نذير يتردّد فى شتى أنحاء كوكبنا يدعونا إلى اليقظة والحرص والتحرك العاجل لاتخاذ كل التدابير اللازمة، وفاءً بالتزاماتنا وتنفيذاً لتعهداتنا». وتابع: «مؤتمرنا هذا العام ينعقد فى خضم توترات سياسية تركت آثارها البالغة على دولنا جميعاً، وتترتب عليها أزمات فى إمدادات الطاقة والغذاء، وإذا ظن البعض أنَّ هذه التحديات من شأنها تعطيل العمل الجماعى لمكافحة تغير المناخ، فإنّه من المحتم علينا جميعاً هنا فى شرم الشيخ، أن نثبت عكس ذلك، لذا فأنا أدعوكم جميعاً إلى التأكّيد للعالم بأننا ندرك حجم التحدى ونمتلك الإرادة السياسية للتصدى له».

مكافحة التغيرات المناخية

مصر عازمة على مواصلة مسيرة مكافحة التغيرات المناخية، ولنجعل من مؤتمرنا هذا نقطة فارقة وعلامة مميزة على طريق طويل، لا يزال أمامنا الكثير من الجهد والعمل لنضمن وصوله إلى وجهته النهائية.

و«نجدّد العهد، ونرفع الطموح، وننتقل بجدية نحو التنفيذ وتعزيز العمل الجماعى متعدّد الأطراف، من خلال التعامل الفعّال مع أكبر تحدٍّ يواجه البشرية فى الوقت الحالى».

توافد قادة العالم

قمة شرم الشيخ تبدأ اليوم لتنفيذ تعهدات المناخ أعمالها، حيث يتوافد قادة العالم للإعراب عن التزامهم الراسخ لجهود مواجهة تغير المناخ وأولوية العمل من أجل مستقبل نتمكن فيه من العيش دون خطر وجودى يهددنا.

«وعلى بُعد خطوات من تجمّع قادتنا نبدأ نحن أسبوعين من المفاوضات والمشاورات المهمة والحيوية التى يجب أن نجتهد لتكون ميسّرة ومنتجة، أدعوكم جميعاً للاستماع جيداً لما سيُعبر عنه قادتنا وأطلب منكم الالتزام بتنفيذ توجيهاتهم وترجمة الالتزام السياسى الذى سيتردّد صداه غداً وبعد غد فى جميع أورقة هذا المكان إلى توافقات وتفاهمات على النصوص والقرارات التى نعلم جميعاً مدى أهمية التوصل إليها من خلال هذا المؤتمر».

وقد حان الوقت حان للانتقال من المفاوضات والتعهدات إلى مرحلة يحظى فيها التنفيذ بالأولوية، وحتمية التعجيل بتنفيذ ما تراضينا عليه فى الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، وعزّزناه فى اتفاق باريس وبرنامج العمل الخاص به، مع ضرورة رفع مستوى الطموح لكل الدول وفقاً لقدراتها المتباينة بطبيعتها.

و«يهمنى الإشادة بالدول التى قامت بتحديث مساهماتها المحدّدة وطنياً، ومن بينها مصر، وأثق أننى أتحدث نيابة عنكم جميعاً حينما أدعو سائر الدول لأن تحذو الحذو نفسه، لا سيما أن التقرير التقييمى الصادر مؤخراً حول مجمل وضع المساهمات المحدّدة وطنياً كشف أن مستوى الطموح الحالى لا يرقى للوصول إلى هدف باريس».

مشاركة أكثر فاعلية

من أجل التنفيذ الفعّال للتعهدات والوعود فإن هذه المرحلة من مسيرة عملنا المشترك تقتضى مشاركة أوسع وأكثر فاعلية لكل الأطراف المعنية من غير الدول التى أصبح دورها لا يقل أهمية عن دور الدول، وفى مقدّمتها القطاع الخاص والبنوك ومؤسسات التمويل الدولية والمجتمع المدنى ومجتمعات الشباب والسكان الأصليين وغيرها».

«وقد حرصت مصر خلال الإعداد لهذا المؤتمر على التشاور مع هذه الأطراف وإشراكهم فى كل الأنشطة والفعاليات، سواء فى ما يتعلق بمبادرات دولة الرئاسة أو الأيام الموضوعية المختلفة على مدار المؤتمر، بل وفى قمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ، التى تبدأ أعمالها غداً على مستوى رؤساء الدول والحكومات».

خطر يُهدد البشرية

الشواهد تؤكد أن تغيّر المناخ أصبح خطراً واقعاً يُهدد حياة البشر فى كل مكان وبالأشكال كافة، والعلم يؤكد بشكل قاطع أن نمط التنمية الذى سارت عليه البشرية منذ الثورة الصناعية وحتى وقت قريب لم يعد قابلاً للاستدامة، والاستمرار على هذا النحو دون تغيير جذرى سيؤدى إلى عواقب وخيمة تتحمّلها الأجيال القادمة بأكثر مما يتحملها جيلنا.

وأتقدم بالشكر لحكومة المملكة المتحدة، الرئيس السابق لمؤتمر الأطراف، على كل ما قدمته خلال فترة رئاستها، وما بذلته من جهد لدعم وتعزيز عمل المناخ العالمى من خلال الأداء المتميز لفريق الرئاسة البريطانى، لضمان انتقال سلس لرئاسة المؤتمر يبنى على ما تحقق من زخم سياسى فى جلاسكو العام الماضى، ويستكمل المسار نحو أهداف توافقية ونتائج لا بد من الوصول إليها.

وقفة للمصارحة

«أبدأ اليوم مسئوليتى كرئيس للمؤتمر، لا بد أن أدعوكم جميعاً إلى وقفة للمصارحة حول حقيقتين لا مناص إلى إنكارهما، وهما أن جهود تغيّر المناخ على مدى العقود الماضية اتّسمت بقدر ملحوظ من الاستقطاب، مما أفضى إلى إبطاء وتيرة التقدم فى عملية التفاوض، كما أن الحالة الراهنة لجهود الحشد وتوفير التمويل تثير الكثير من الشواغل، إذ إن تعهد توفير الـ100 مليار دولار سنوياً لم يجد سبيله إلى التنفيذ بعد، كما أن أغلب ما يتوافر من تمويل يؤدى بطبيعته إلى خفض الانبعاثات على حساب جهود التكيف، فضلاً عن اعتماد أغلب التمويل المتاح على القروض».

«وأظن أنكم تتفقون معى على أننا لا نملك ترف الاستمرار على هذا النحو، بل يتحتم علينا تغيير مقترباتنا من التعامل مع هذا التحدى الوجودى ويتعين علينا السعى بجد وإخلاص للاستماع والتعرّف على شواغل الأطراف الأخرى وتفهمها والعمل على الوصول إلى حلول توفيقية مقبولة. وشدد على أنه رغم التحديات، فإن البشرية لا تزال أمامها الفرصة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة إذا ما توافرت الإرادة السياسية لذلك، وإذا ما استطعنا العمل معاً بشكل متسق ومتناغم، وهناك الكثير من الشواهد على ذلك، فعلى سبيل المثال يشهد قطاع الطاقة المتجددة طفرة غير مسبوقة أسهمت فى انخفاض أسعارها، وتطورت تكنولوجيا التكيّف فى مجالات إدارة الموارد المائية والقطاع الزراعى بشكل ملحوظ، وشهدت السنوات القليلة الماضية تزايداً ملموساً فى وعى المجتمعات، لا سيما فى أوساط الشباب، بخطورة تغير المناخ مع عزم أكيد على التعامل مع القضية بشكل مبتكر وفعّال، والفرصة لا تزال سانحة لوقف هذا الخطر الداهم الذى يهدّد معاش وحياة الملايين فى مختلف بقاع الأرض.

رسالة إيجابية

أوجّه الشكر لكل الأطراف على أعمالهم المستمرة والتزامهم والمشاورات المكثّفة بشأن اعتماد بنود جدول الأعمال فى إطار مؤتمر الأطراف «COP27»، وبروتوكول كيوتو واتفاق باريس، مضيفاً: «أعين العالم تنصب على شرم الشيخ، ونُرسل رسالة إيجابية بأنّنا ملتزمون بمواجهة تغير المناخ، والكثير من الأطراف أعربوا عن القلق إزاء العدد الكبير من بنود جدول الأعمال المقترحة من الأطراف، فضلاً عن عبء العمل فى شرم الشيخ، كل هذه الموضوعات مهمة بالطبع، وفريقى وأنا أعطينا عناية كبيرة للاستماع إلى كل الآراء وإفساح المجال لها قدر الإمكان، وفى إطار المشاورات التى تمّت، أود أن أشير إلى التفاهم فى ما يتعلق ببنود جدول الأعمال لمؤتمر الأطراف، حيث تطرّق إلى تنظيم العمل لبعض الأحكام جدول الأعمال على أساس المشاورات التى تمّت وردود الفعل التى تمّت من قِبل الرئاسة».

 

 

تاريخ الخبر: 2022-11-06 21:20:14
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

أمريكا: أب يجبر طفله على الركض حتى وفاته - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

وفاة حسنة البشارية أيقونة «الجزائر جوهرة» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:06
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

الصين: مصرع 36 شخصا اثر انهيار طريق سريع جنوب البلد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:13
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

الصين تعتزم إطلاق المسبار القمري “تشانغ آه-6” في 3 ماي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:15
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية