في كأس العالم، كل أربع سنوات، تُتاح لك فرص من أجل كتابة تاريخ جديد، وسرد قصص تكاد تكون خيالية عند سماعها للوهلة الأولي .

ستبقى رأسية هيكتور كاسترو الخالدة التي أهدت أوروجواي أول ألقاب كأس العالم FIFA في التاريخ، ﻻعب الأوروجواي الذي أحرز مونديال 1930 بذراع واحدة فقط ، من اساطير مونديال 1930.

من أغرب قصص لاعبي كأس العالم علي مر التاريخ هي قصه اللاعب هيكتور كاسترو ، لاعب بذراع واحده فاز بكأس العالم.

فقد ذراعه في سن الثالثة عشر، سخر منه الخصوم، لكنه انتزع حبهم، حين قاد بلده الأوروجواي للفوز بلقب كأس العالم 1930، أنه أسطورة كرة القدم هيكتور كاسترو، نجم نهائي 1930 الشهير بالـ”المانكو” الذي صنع هدفين في النهائي وسجل هدف بمجهود فردي وهو يلعب بيد واحده بينما الاخرى كانت مبتورة .

في عام 1904 ، ولد هيكتور كاسترو لاعب منتخب اوروجواي في العاصمة مونتفيديو ، وحينما بلغ الثالثة عشر من عمره أًصيب في حادث بتر فيه ذراعه الأيسر .

كاسترو المراهق أطلق عليه لقب “المانكو” وتعني تلك الكلمة صاحب اليد الواحدة.

اسودت الدنيا في وجهه ، وفي وجه اسرته التي لم تمض على فرحتها بقدوم هيكتور الكثير ، وقد تم إعتبار ان مستقبل الطفل الصغير قد أنتهى ، فلا يوجد عمل له ولا يستطيع الدراسة وبالتالي فأنه سيقضي حياته بهذا الشكل حتى الممات.

هيكتور لم يأبه لكل ذلك ، وأصر على أن يقهر المستحيل والصعب ، وفي عام 1921 قرر أنه سيكون لاعب كرة قدم وأنضم إلى نادي اتلتيك ليتو كلاعب شاب ، قبل أن يجذب انصار ناسيونال النادي الأقوى في اوروجواي .

بدأ مسيرته الرياضية في سن التاسعة عشر في عام 1923 مع نادي مدينته “ناسيونال مونتيفيديو” ونال معه بطولة دوري الدرجة الممتازة في أعوام 1924 ، 1933 ، 1934.

اما بالنسبة لمسيرته الدولية فقد بدأت في أول مباراة له مع منتخب بلاده في نوفمبر من عام 1923، وانتهت في آخر مباراة له مع الاوروجواي في أغسطس عام 1935.. وما بين عامي 1923 و 1935 قد حصل مع منتخب بلاده على الميدالية الذهبية في بطولة الألعاب الأولمبية 1928 التي أقيمت في أمستردام.

‏ نال بطولة كأس أمريكا الجنوبية 1926 التي أقيمت في تشيلي وحصل عليها مرة أخرى وهذه المرة في بيرو عام 1935 .

أنضم كاسترو لنادي ناسينوال وشغل مركز المهاجم وكان يقدم مستويات مميزة، والحلم مستمر لا ينتهي، يريد كاسترو تمثيل منتخبه الأوروجواي..وقد كان فقد تم استدعائه للإنضمام الي المنتخب في عام 1923.

يدخل السيليستي منافسات الكوبا أمريكا في عام 1926 وكاسترو هو مهاجم الفريق، يكتسح منتخب الاوروجواي الجميع ويفوز باللقب، وبالطبع نجمه كاسترو يسجل 6 أهداف، ثم يذهب مع منتخب السيليستي الي دورة الالعاب الاولمبية عام 1928 ويحصد ذهبية الدورة في تألق كبير من “المانكو”.

كاسترو كان صاحب أول هدف لمنتخب السيليستي في منافسات كأس العالم في أول مباراة أمام منتخب البيرو، ويكمل الاداء المميز في نهائي البطولة أمام الأرجنتين ويسجل آخر أهداف المنتخب حيث سجل الهدف الرابع وساهم في فوز منتخبه برباعية علي منتخب التانجو.

‏ وعن الإنجاز الأكبر في مسيرته.. حصوله على لقب كأس العالم عام 1930 التي أقيمت في أرض بلاده بالمناسبة، انها اول نسخة من البطولة، كما أنه يعتبر أول لاعب يسجل لصالح الأوروجواي في بطولات كأس العالم.

عاماً بعد عام زادت شهرة هيكتور كاسترو ، لينضم إلى منتخب اوروجواي ، ويحقق معه لقب كأس امريكا الجنوبية “كوبا امريكا حالياً” 1926 ، ثم يحقق الميدالية الذهبية لكرة القدم في دورة الالعاب الأوليمبية في امستردام 1928 .

ويظل هدفه في الدقيقة 89 من المباراة النهائية لكأس العالم 1930 امام الارجنتين هو الاهم في تاريخه ، ليثبت أن الأزمات والصعاب لا تهدم الطموحات والأماني ويصبح واحداً من أهم علامات كرة القدم في تاريخ اوروجواي .

فى عام 1930 حققت الاروجواي لقب كأس العالم بفضل قائدها هيكتور كاسترو والذي سجل هدفا وصنع هدفين بذراع واحدة .

اللاعب الأوروجواياني هيكتور كاسترو ، لعب كأس العالم عام 1930 م، وكان مركزه الهجوم ، الغريب أنه يده اليسار مقطوعه ، وحقق بطولة كأس العالم مع منتخب بلاده، وهو صاحب هدف الفوز في البطولة على حساب الارجنتين في المباراة النهائية.

هيكتو كاسترو إعتزل لعب كرة القدم سنة 1935، مسجلاً 18 هدفاً في 25 مباراة دولية مع منتخب الأوروجواي.

‏عاد كاسترو لناديه “ناسيونال مونتيفيديو” وهذه المرة كمدرب، هذا “المانكو” قاد فريقه للتتويج بدوري الدرجة الممتازة في 5 مناسبات، في عام 1940، 1941، 1942، 1943، 1952.

‏ انتهت حياته في سنة 1960 بسبب أزمة قلبية عن عمر ناهز 55 سنة، توفي لكنه ترك أثراً جميلاً، قصة يحتذى بها، مثالاً للاستمرار في الحياة.. الاستمرار بروح قوية وقلب ينبض بالأمل.. مثالاً أعلى لكل من لديه حلم..

‏ الطفل الذي فقد ذراعه ولم يعد قادراً على الركض بشكل صحيح، اي افتقد جسمه للتوازن.. وممارسته لكرة القدم باتت مستحيلة.. ولكنه تدرب حتى صار قادراً على الحفاظ على توازن جسده، حقق حلمه ونال مراده وسجل اسمه بلائحة التاريخ.

توج متتخب الأوروجواي بلقب كأس العالم، وحمل الكأس صاحب اليد الواحدة “المانكو” هيكتور كاسترو، وتذكر عندما بتر يده كيف كان شعوره ؟ كيف كان محبط من مستقبل مظلم ينتظره ؟ لكنه لم يتخلي عن حلمه..وكان مؤمن أن الكأس يمكن أن تحملها يد واحدة”