روسيا وأوكرانيا: محادثات "صريحة" بين موسكو وواشنطن بشأن الأزمة الأوكرانية

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة،

تصافح الوزيران قبل بدء المحادثات

أجرى وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي ما وصفاه بمحادثات "صريحة" في محاولة لتقليل فرصة نشوب صراع أوسع في أوكرانيا.

وكرر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، نفي بلده اعتزامها استخدام قوة ضخمة حُشدت بالقرب من حدودها مع أوكرانيا لغزو الأخيرة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، إن الولايات المتحدة سترد بشدة على أي غزو.

ويسيطر متمردون موالون لروسيا على أجزاء كبيرة من شرقي أوكرانيا منذ اندلاع حرب شرسة قبل ما يقرب من 8 سنوات.

وقتل نحو 14 ألف شخص وفر مليونان على الأقل من منازلهم قبل التوصل إلى اتفاقات سلام هشة.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • روسيا وأوكرانيا: الرئيس الروسي بوتين يشرف على أول مناورات عسكرية نووية منذ غزو أوكرانيا
  • روسيا و أوكرانيا: إسرائيل في موقف صعب بعد هجمات "الكاميكازي"
  • روسيا وأوكرانيا: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلن التعبئة العسكرية الجزئية والغرب يستنكر
  • روسيا وأوكرانيا: بلينكن في زيارة مفاجئة لكييف وواشنطن تتعهد بتقديم مزيد من الدعم والأسلحة

قصص مقترحة نهاية

وهددت الولايات المتحدة وحلفاؤها بفرض عقوبات جديدة إذا تحرك الجيش الروسي.

ومن المتوقع أن توضح واشنطن موقفها كتابة الأسبوع المقبل، وبعد ذلك ستجرى مناقشات أخرى.

ومع انتشار ما يقدر بنحو 100 ألف جندي روسي بالقرب من أوكرانيا، أصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مطالب للغرب، يقول إنها تتعلق بأمن روسيا، تشمل منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ويريد بوتين من التحالف الدفاعي الغربي التخلي عن التدريبات العسكرية والتوقف عن إرسال الأسلحة إلى أوروبا الشرقية، معتبراً ذلك تهديداً مباشراً لأمن روسيا.

وقال بلينكن إن المحادثات كانت "صريحة وموضوعية"، بينما قال لافروف إنها كانت "صريحة" وشهدت توافقا على "إجراء حوار عقلاني".

وأضاف لافروف: "آمل أن تفتر المشاعر".

صدر الصورة، Getty Images

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

وحذر بلينكن نظيره الروسي من رد "موحد وسريع وشديد" في حالة حدوث غزو روسي.

وقال بلينكن بعد المحادثات إن الولايات المتحدة مستعدة لاتباع الوسائل الممكنة للتعامل مع المخاوف الروسية بروح المعاملة بالمثل.

وتكهن محللون بأن هذا قد يشمل مزيدا من الشفافية حول التدريبات العسكرية في المنطقة، أو إحياء فرض قيود على نشر الصواريخ في أوروبا. وكانت هذه القيود منصوص عليها سابقا في معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، وهي اتفاقية تعود إلى حقبة الحرب الباردة، ألغتها الولايات المتحدة في عام 2019، بعد اتهام روسيا بانتهاكها.

كما دعا بلينكن روسيا إلى وقف ما سماه عدوانها على أوكرانيا، قائلاً إن حشد القوات يمنحها القدرة على مهاجمة البلد من الجنوب والشرق والشمال.

وقال إن الولايات المتحدة تعلم من تجربتها أن موسكو، التي ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، لديها أيضا "دليل شامل" للطرق غير العسكرية لتعزيز مصالحها، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية.

وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل تسليم "المساعدة الأمنية" لأوكرانيا في الأسابيع المقبلة. وأرسلت الولايات المتحدة أنظمة صواريخ موجهة مضادة للدبابات إلى أوكرانيا العام الماضي، بالإضافة إلى أسلحة صغيرة وذخيرة.

وقال بلينكن إن المحادثات تطرقت أيضا إلى إيران والمفاوضات حول قدراتها النووية، التي وصفها بأنها مثال على كيفية عمل الولايات المتحدة وروسيا معًا في القضايا الأمنية.

من جهته، وصف لافروف المحادثات بأنها كانت مفتوحة ومفيدة لكنه اتهم الناتو بالعمل ضد روسيا. وكرر موقف موسكو بأنها "لم تهدد أبدًا الشعب الأوكراني" وليس لديها خطط لمهاجمة أوكرانيا.

كما اتهم الحكومة الأوكرانية باستخدام "إرهاب الدولة" ضد المتمردين في الشرق و"تخريب" اتفاقيات مينسك للسلام بشأن الصراع هناك.

وقال لافروف إن الولايات المتحدة سترسل "ردودًا مكتوبة" على جميع مقترحات روسيا الأسبوع المقبل، لكن بلينكن قال فقط إن الولايات المتحدة تأمل في مشاركة "مخاوفها وأفكارها بمزيد من التفصيل المكتوب الأسبوع المقبل".

وتأتي المحادثات بين الدبلوماسيين بعد يوم واحد فقط من كشف روسيا النقاب عن خطط لإجراء مناورات بحرية تشمل أكثر من 140 سفينة حربية وأكثر من 60 طائرة، في ما يُنظر إليه على أنه استعراض للقوة.

ويوم الخميس، قالت الولايات المتحدة إن ضباط المخابرات الروسية يجندون مسؤولين حاليين وسابقين في الحكومة الأوكرانية للتدخل كحكومة مؤقتة والتعاون مع قوة روسية محتلة في حالة الغزو.

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على عضوين أوكرانيين حاليين في البرلمان واثنين من المسؤولين الحكوميين السابقين بتهمة المشاركة في المؤامرة.

ووصل بلينكن إلى جنيف بعد رحلة إلى كييف لإظهار الدعم لأوكرانيا، وكذلك بعد إجراء محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في برلين.

وتحركت عدة دول أوروبية الآن لتعزيز الانتشار العسكري لحلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية. وقررت إسبانيا إرسال سفن حربية للانضمام إلى قوات الناتو البحرية في البحر المتوسط والبحر الأسود، وقالت الدنمارك أيضا إنها سترسل فرقاطة إلى بحر البلطيق.

وعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إرسال قوات إلى رومانيا.

وفي وقت سابق من الأسبوع، أعلنت بريطانيا أنها تزود أوكرانيا بقوات إضافية للتدريب والأسلحة الدفاعية.

وفي خطاب ألقته يوم الجمعة، دعت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، بوتين إلى "الكف عن أوكرانيا والتراجع قبل أن يرتكب خطأ استراتيجيًا جسيمًا" من شأنه أن يؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح.

وأثار الرئيس بايدن تساؤلات بشأن مدى اتساق النهج الأمريكي بشأن أوكرانيا يوم الأربعاء، عندما توقع بشكل قاتم أن روسيا "ستدخل" أوكرانيا، لكن بدا أنه يشير إلى أن "توغلا محدودا" قد يثير ردا أضعف من الولايات المتحدة وحلفائها.

واستفز ما قاله بايدن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي قال عبر موقع تويتر: "لا توجد عمليات توغل بسيطة. تماما كما لا تكون هناك خسائر طفيفة وحزن بسيط على فقدان الأحبة".

وسعى بايدن لاحقا إلى التوضيح بالقول إن أي تحرك للقوات الروسية عبر الحدود الأوكرانية سيُعتبر غزوا، وأن موسكو "ستدفع ثمناً باهظاً".