في مباراته الثانية على رأس الإدارة الفنية لمنتخب بلاده، نجح سحر سونغ مرة أخرى في الدور الفاصل المؤهل إلى مونديال قطر، بهدف من كارل توكو إيكامبي ليهزم الجزائر (2-1 بعد التمديد) التي كانت سجلت للتو هدف التعادل، فعوّضت الكاميرون الخسارة صفر-1 ذهاباً ولحقت بركب المتأهلين إلى العرس العالمي.
"غران مانيان" (التي تعني "الأخ الأكبر" بلغته الأم) أنقذ البلد مرة أخرى.
يشرح مدربه المساعد الفرنسي سيباستيان مينييه لوكالة فرانس برس قائلا "+ريغو+ هو رمز القائد"، مضيفا "في الكاميرون، إنه +الخالد+ بعد ما حدث له".
عندما أصيب المدافع العملاق بسكتة دماغية عام 2016، تجمعت دولة بأكملها من أجل الصلاة له فاستعاد عافيته. اليوم، في سن السادسة والأربعين، هو الشخصية الرائدة في حملات صحة القلب في بلده.
كما يتم نشر صورته وضفائر شعره ووزراته الملونة في جميع أنواع الإعلانات في شوارع ياوندي أو دوالا. باختصار، القائد السابق للمنتخب هو مؤسسة.
يتمتع ريغوبير سونغ باهاناغ، بالإضافة إلى ألقابه (في التسمية) الكثيرة، بشعبية جارفة والعديد من الأرقام القياسية في كرة القدم الكاميرونية وحتى الإفريقية.
أرقام قياسية
يحمل سونغ الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية مع الأسود غير المروضة (137 مباراة)، وهو أيضًا اللاعب الوحيد الذي شارك في ثماني نهائيات لكأس الأمم الإفريقية (فاز مرتين في عامي 2000 و2002)، ولم يلعب أي شخص في القارة السمراء أكبر عدد ممكن من المباريات في العرس القاري: 36 مباراة.
مدافع قوي وقتالي، كما أنه اللاعب الأوّل الذي طُرد مرتين في نهائيات كأس العالم قبل ان ينضم اليه الفرنسي زين الدين زيدان. بعد رؤيته للون الأحمر ضد البرازيل في سن السابعة عشرة في مونديال الولايات المتحدة عام 1994، في مباراته الثانية، حصل على بطاقتين صفراوين في المباراة ضد تشيلي في الجولة الثالثة الاخيرة من الدور الاول لمونديال فرنسا عام 1998.
أخيرًا، هو الإفريقي الوحيد مع مواطنيه وزميليه السابقين صامويل إيتو (أصبح رئيسًا له، على رأس الاتحاد الكاميروني للعبة) وجاك سونغو شاركوا أربع مرات في العرس العالمي (1994 و1998 و2002 و2010).
روى لموقع الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) على الإنترنت في عام 2020 "مشاركتي في أربع نسخ لكأس العالم يجعلني أشعر بالفخر أكثر".
وأضاف "أعرف العديد من اللاعبين أصحاب السمعة الجيدة الذين يرغبون في تقديم كل شيء من أجل اللعب في نسخة واحدة".
بفضل قوة الشخصية على الطريقة الكاميرونية، زرع سونغ رغبته في الانتصار من طفولة صعبة.
لم يعرف والده بول سونغ الذي توفي بعد بضعة أشهر من ولادته في الأول من تموز/يوليو 1976 في قريته نكينغليكوك، وتكلفت والدته برناديت بتربيته.
"أكلت الحجر"
قال لموقع "كاميلون" الكاميروني "لقد كانت فترة صعبة، كنا كثيرين نعيش في غرفة واحدة، ولكي أدفع ثمن إيجاري للغرفة كان يتعين علي ملء برميل ماء بسعة 200 لتر كل صباح".
كبُر في حي إيسوس في العاصمة ياوندي. وهو صغير كان قائدا للبرازيل، فريق من هذه المنطقة، يلعب على أرض المدرسة الثانوية ثنائية اللغة الفرنسية والإنكليزية.
ستخرجه كرة القدم من حالة عدم الأمان، عندما انضم إلى مدرسة كرة القدم الشهيرة في مصانع الكاميرون والتي تخرج منها إيتو وجيريمي نجيتاب وبيار ووميه أيضًا.
منذ سن الخامسة عشرة، انضم إلى فريق ريد ستار بانغو في الدرجة الثانية، لكسب بعض المال ومساعدة والدته، في تجربة صعبة.
شرح سونغ وضعه وقتها "أكلت الحجر". مكنته هذه المرحلة من تقويته. أوضح مدربه في متز ولنس الفرنسيين جويل مولر أن "صفته الأولى هي شجاعته. إنه قوي جدا نفسياً".
في سن السادسة عشرة، انضم إلى تونير ياوندي، أحد أكبر الأندية في البلاد، واكتشف المنتخب الوطني، وكأس العالم 1994، وهو في سن السابعة عشرة فقط.
كان ظاهرة منذ مبارياته الأولى وكان مفاجأة التشكيلة التي استدعاها المدرب الفرنسي هنري ميشال للمشاركة في نهائيات كأس العالم 1994، وعلق قائلا "تمثيل منتخب بلدي فخر كبير".
لخص مشواره قائلا "أحب الكاميرون. عندما أرى رمزًا يمثل الأمة، أرتجف ليس من الخوف، ولكن من القوة".
دافع لمدة 17 عاما عن الألوان الخضراء لمنتخب بلاده والتي يخدمها الآن بطريقة مختلفة، للدخول أكثر في أسطورتها ومحاولة الانضمام إلى أبطال مونديال 1990، حول روجيه ميلا، أول منتخب إفريقي يبلغ الدور ربع النهائي في العرس العالمي.
ايبا/م م/جأش
© 2022 AFP
