"الغناء بالقبائلية التزام بحد ذاته"... الفنان الجزائري لونيس آيت منقلات يجدد اللقاء مع جمهوره في باريس


إعلان

غنى للحب والحياة والوطن، معتمدا على كلمات من إبداعه الخاص انطلاقا من تجاربه في الحياة أو بناء على الموروث الشفهي الأمازيغي في منطقة القبائل الجزائرية تحديدا. وفي كل مرة يقف فيها أمام الجمهور بقيثارته التي لا تفارقه في هذه المناسبات، حتى أنها صارت جزءا من كينونته الفنية، يبهر فيها عشاق أغانيه.

إنه  (72 عاما) الذي سيجدد اللقاء مع جمهوره الباريسي في 26 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بـ"أكور أرينا" في بيرسي بالعاصمة الفرنسية، وهي من أكبر القاعات الفنية في مدينة الأنوار وبإمكانها أن تستوعب أكثر من 20 ألف شخص. وسيكون الحفل الأول لمغني قبائلي في هذا الفضاء، والذي كرس أكثر من نصف قرن من عمره في خدمة الأغنية الأمازيغية.

واستعدادا لهذه المناسبة، عقد مؤتمرا صحفيا الثلاثاء في باريس، تحدث فيه بتلقائيته المعهودة عن مسيرته الفنية وعلاقته المشيمية مع الكلمة الأمازيغية وكذا الموسيقى. مؤتمر "لم أُحضر له"، لا سيما و"أنني معتاد للدخول إلى المنصات لأغني وليس لعقد المؤتمرات"، يستهل آيت منقلات لقاءه مع الصحافة بابتسامة خجولة.

وكان صاحب أغنية "فرار" أول فنان قبائلي يغني في القاعة الباريسية الشهيرة "أولمبيا" في 1978، كما غنى في "الزينيت" وهي من أشهر الفضاءات الفنية الباريسية أيضا. ورغم ما لهذه القاعات من قيمة معنوية في مسار أي فنان في حال الوقوف بها أمام الجمهور، يظل آيت منقلات متواضعا كما عادته، ولا فرق بين هذا الفضاء وذاك بالنسبة له: "اقترح علي الغناء في أكور أرينا وقبلت بذلك".

المغني الجزائري لونيس آيت منقلات أثناء الندوة الصحفية © بوعلام غبشي

الشاعر والموسيقي والمغني

عندما نستمع إلى أغاني آيت منقلات، قد تقفز إلى أذهاننا أسماء لمغنيين أوروبيين كبار، رسخوا تجاربهم في مسار الأغنية الغربية بقوة الكلمة خاصة، كما هو شأن المغني الفرنسي ذي الأصول الأرمينية شارل أزنافور، مواطنه رونو، المغني البلجيكي الشهير جاك بريل وغيرهم.

فالفنان القبائلي يجمع بين الكلمة، كشاعر معترف به في الأوساط الأدبية الأمازيغية وغيرها، نظرا لما تحمله من صور شعرية ورمزية البعض منها تستدعي من المتلقي أن يبذل جهدا لفهم معانيها. ثم الغناء كصوت دافئ يعطي للكلمات شحنتها، كما أنه موسيقي أمازيغي من طراز خاص، اختار مصاحبة القيثارة منذ سن مبكر من العمر، ما يساعده على منح قصائده إيقاعات طروبة وراقصة، تشنف مسامع حتى غير الناطقين باللغة الأمازيغية.

فهو الشاعر والموسيقي والمغني، بل أن البعض يعتبرونه فيلسوفا، وهي "أوصاف مدحية" بحسبه، "ليس له مشكلة معها"، ويبدو أنه لا يتوقف عندها، ويترك للمتلقيين والمراقبين تبنيها، فيما يواصل هو عمله الإبداعي وإنتاج ما يستطيبه محبوه من أعمال.

وسيكتفي في لقائه المقبل في "أكور أرينا" بعرض أغانيه القديمة، إلا أن الجمهور سيكون له شرف الاستمتاع بأغاني كتب كلماتها في مراحل الشباب. كاشفا أنه كتب أول أغنية له في 16 من العمر. وأغاني آيت منقلات لم تكتب بنفس النفس والعمق، بل نضجت مع توالي سنوات العمر كما يفضل أن يقول.

جانب من الحضور في الندوة الصحفية للمغني الجزائري لونيس آيت منغلات © بوعلام غبشي

"لم أكن أرغب في أن أصبح يوما مغنيا"

"لم أكن أبدا أرغب يوما في أن أصبح مغنيا، وصرت مطربا بالصدفة"، يكشف آيت منقلات للصحافيين خطواته الأولى في الأغنية الأمازيغية، وساهم في ذلك أحد أقاربه الذي دفعه يوما في بداياته إلى المشاركة في برنامج فني. "كانت لي قيثارة أعزف عليها وأغني لنفسي مستلذا بتلك اللحظات".

لكن الشهرة سرقته من نفسه، وصار آيت منقلات، أو بالأحرى أعماله، ملكا لعشاق الأغنية القبائلية، تردد في بيوتهم، وفي هذه المناسبة أو تلك. "هو يجسد الإرث الفني والثقافي القبائلي"، تقول إحدى الصحافيات أثناء تدخلها في المؤتمر الصحفي. كما أنه "أسطورة تستحق أن تغني في أكور أرينا" حسب أحد المنظمين.

وخلال عقود من العطاء الفني، تشكلت علاقة حب بينه وبين عشاق أغانيه: "في كل مرة أجدد فيها اللقاء مع الجمهور أشعر بنفس النشوة" بغض النظر عن المكان الذي يحتضن حفله الموسيقي. ولا يتردد في الدفاع عن أسلوبه في الكتابة خاصة عندما ينظر له البعض بأنه "متحفظ".

"عندما أكتب قصيدة، لا أقول لنفسي حذاري...حذاري...لكل شاعر طريقته في الكتابة.. فقط أكتب بكلمات أراها مناسبة... ولا أعتقد أني أكتب بنوع من التحفظ... هي طريقة للتعبير"، يوضح الشاعر الأمازيغي بنبرة حازمة، قبل أن يتابع حول مفهوم المغني الملتزم: "مغني ملتزم... ما الذي نقصده بملتزم... في الوقت الحالي الموضة هي البيئة... عندما نغني بالقبائلية هو التزام في حد ذاته".

ولآيت منقلات أغنية من كلماته، تؤكد التزام هذا الفنان بقضايا الإنسان الأمازيغي، تحمل عنوان "نشيد الحرية"، تقول إحدى مقاطعها: "... إذا قلتم اصمتوا، صرخنا بأعلى صوتنا... لن نقبل أن يموت صوتنا، سنوصله إلى السماء... حتى ولو ضربتم صدورنا... سننزع الكمامة... وسنتكلم... سنتكلم... سنتكلم... لو حاولتم إبعادنا... سنتقدم إلى الأمام أكثر...".

 

بوعلام غبشي

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

تاريخ الخبر: 2022-11-09 18:16:43
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 79%
الأهمية: 88%

آخر الأخبار حول العالم

تحديات الذكاء الإصطناعي.. وآليات التوجيه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:25:45
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 50%

جلالة الملك يوجه خطابا إلى القمة الـ 15 لمنظمة التعاون الإسلامي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:25:03
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 60%

تحديات الذكاء الإصطناعي.. وآليات التوجيه

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:25:37
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

فرنسا.. قتيل وجريح في حادث إطلاق نار في تولوز

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:25:08
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

سمرقند تستضيف قرعة كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة يوم 26 ماي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-04 18:25:05
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية