الصحافة والحقوق المجاورة تحت المجهر بمراكش ومجاهد يدّق صافرة الإنذار


 

سومية ألوكي

 

بعد جلستين سابقتين عن تقنين الأسواق وتقنين الخدمات على هامش الندوة الدولية التي التأمت اليوم الأربعاء بمراكش وتستمر على مدى يومين حول موضوع “التحول الرقمي ما بين التقنين والتنافسية”، ناقش مسؤولون بمجال الصحافة والنشر، تيمة الصحافة والحقوق المجاورة بعد أن قدّم بونوا كوري، رئيس هيئة المنافسة بفرنسا كلمة تقديمية قبل أن يفتح المجال أمام المتدخلين، من بينهم يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة ومحمد زواك، مستشار رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، المسؤول عن الصحافة الإلكترونية بعد أن تخلف محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة عن الحضور في هذه الجلسة لأسباب مهنية وتخلّف قبله رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة عن الحضور في الجلسة الأولى المتعلقة بتقنين الأسواق لالتزامات ترتبط بمهنته.

 

وبهذا الخصوص، أكد يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة في معرض مداخلته بالقول إنّ الحديث عن مسألة التقنين في البيت الصحافي يجب ألا يُغيّب مجموعة من الاعتبارات، وهو يتقاسم قيام نقابة الصحافة مع مختلف الفاعلين بالدفاع عن المهنة والسعي نحو تطويرها قبل أن يقرّ:”إننا في المغرب لا نحترم مسألة حقوق المؤلف وهناك فوضى في هذا المجال”.

 

وعرج على خلق وإنشاء شركات في مجال الصحافة الإلكترونية مع إشارته إلى الفوضى التي يعرفها المطبخ الداخلي للصحافة، وهو يبسط مثالا على ذلك بعبارة تُبرز واحدة من بين المشاكل التي يئن القطاع تحت وطأتها من خلال قوله: “قد نجد 50 في المائة من الشركات في مجال الصحافة الإلكترونية، مملوكة لشخص واحد”، وكأنه بذلك يطرق باب اللاهثين وراء الأموال في هذا الميدان مع ما يستتبع ذلك من تأثير على جودة المحتوى والضرب عرض الحائط عنصري المهنية والمصداقية.

 

مجاهد وإن حاول رفع صافرة الإنذار في وجه من دخلوا المجال بدون استئذان وداسوا بـ “الجزمة” على قوانين بذاتها، فإنّه في المقابل أبرز أنّ موضوع الصحافة والحقوق المجاورة لطالما شغل المهتمين قبل أن يضيء وجود قوانين في المغرب يجب العمل على تطبيقها مع إثارته الانتباه إلى بعض المبادرات المتخذة سابقا من طرف وزارة الاتصال قبل أن تتوالى وزارات وتتبخّر الأحلام، حسب قوله.

 

وشدّد على إلزامية التفاوض وبشكل جماعي من أجل حماية مهنة الصحافة وإعادة تنظيم القطاع، معتبرا أنّ النقاش يتجاوز المستوى المحلي ويتجاوز المغرب، قائلا: “سوف نبدأ وسنواصل ودور الدولة هنا مهم جدا، ففي سنة 2010 أجرينا دراسة حول مستقبل مهنة الصحافة على الصعيد العالمي، وهذا لم يرق بعض الليبيراليين ولهذا لابد من التدخل ولا يجب ترك الأمور تسير في هذا الاتجاه”.

 

وعن تطفل بعض المؤثرين بوسائل التواصل الاجتماعي وتحقيقهم أرباح مهمة، أبان أنه توازيا مع ذلك لا مناص من تطوير مهنة الصحافة بالاستناد إلى التواصل والاعتماد على ما هو تكنولوجي.

 

ويبقى السؤال المهم الذي يُطرح في المغرب على حد تعبيره هو مشكل التكوين في إحالة منه على وجود كم هائل من المدارس التي تشرف على تدريس الصحافة والإعلام، وكأنه يضع خطا عريضا على جودة التكوين وعلى مؤسسات ليس بينها وبين الصحافة والإعلام إلا الخير والإحسان.

 

ومن جهته، تحدث محمد زواك، مستشار رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، المسؤول عن الصحافة الإلكترونية و”غافام” المغرب عن موجة التحول الرقمي الحاصل، كما حاول تسليط الضوء على مشكل آخر مع وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مشكل ثالث يتعلق بأزمة وتداعيات الجائحة.. ثلاث مشاكل وقف عندها زواك، وهو يضع بين يدي الحاضرين مشاكل يعيشها قطاع الصحافة، أولها طوفان التحول الرقمي وثانيها وسائل التواصل الاجتماعي وثالثها أزمة “كوفيد”.

 

 

وأفصح أنّ “الفايسبوك” يعدّ مرادفا للأنترنيت لدى الشباب، وذلك بعد أن أضحوا يبحرون بالفضاء الأزرق، وهم يتجوّلون بين أروقة هذه الوسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي التي حوّلت العالم إلى قرية صغيرة.

 

ولم يستبعد تداعيات أزمة “كوفيد” وتأثيرها على الصحافة، خاصة الصحافة المكتوبة بل استحضرها إن على مستوى الطبع أو على مستوى النشر، وهو يعبّر بحرقة عن واقع حال مؤسسات تقاوم في مجال الصحافة المكتوبة بقوله: “مداخيل المقاولات في مجال الصحافة الورقية تدهورت وحتى الصحافة الإلكترونية لم يكتب لها أن تأخذ من الكعكة الرقمية سوى القليل في ظل التحول الرقمي السريع”.

 

مجارة هذا التحوُّل الرقمي المتسارع ليس بالأمر الهيّن في نظره على اعتبار أنّ المغرب وضع خطاه في وقت متأخر مقارنة مع دول أخرى وبعدها استعرض جملة من الأسباب التي ساهمت في تدهور الصحافة، كما رفع القبعة لما أسماه بهيئات الصحافة بفرنسا بعد أن قامت بتنظيم نفسها في إشارة منه إلى ضرورة الالتفاف وتكثيف الجهود لمواجهة كل ما يزعزع راحة الصحافة والحقوق المجاورة.
وسرد بلغة الأرقام، قيمة المداخيل التي تعود لمحرك البحث “غوغل” و”غافاس” التي تجمع شركات عملاقة، ويتعلق الأمر بشركة “غوغل” وشركة “آبّل” وشركة “فايسبوك” ثم شركة “آمازون” بتأكيده: ” ثمانون في المائة من المداخيل المالية، تعود إلى “غوغل” وغافاس” بعد أن ألقى حجرة في بركة شركات يتجمّع فيها المال وتعدّ في موقف قوة وسيطرة بادية للعيان.

 

وتقاسم عدم إمكانية الاحتفاظ على مستوى الصحافة مع ما يعيشه القطاع من تذبذب وتقلبات، منبّها إلى خطر اختفاء الصحافة المغربية إن لم يتم أخذ الأمور بجدية بعد أن وضع الأصبع على المقاولات الصحافية باعتبارها فاعلا صغيرا، وهو يطرح سؤالا وجيها عن كيفية قدرة تلك المقاولات على الجري في نفس الخط مع الشركات الكبرى، لأنّ ذلك لا يستقيم في ظل وجود فرق شاسع، وكأنّ نملة تحارب فيلا، يشرح بحسرة.

 

وحاول أن يبرز الخطوات اللازم اتخاذها في هذا الجانب، مؤكدا إنّ المحاولة الأولى في المغرب تتمثل في المفاوضات وفي استعداد الجهة المسؤولة للانخراط في هذه الخطوة، لأنه لا مناص من التعاقد بوجود سلطة قوية للتفاوض، يبوح المتحدث ذاته.

تاريخ الخبر: 2022-11-09 21:19:18
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 63%
الأهمية: 82%

آخر الأخبار حول العالم

أخنوش..الحكومة استطاعت تنفيذ جل التزاماتها قبل منتصف الولاية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

العالم يسجل ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة خلال أبريل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:57
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية