كوثر حفيظي… الوجه المشرق لعالمة فيزياء مغربية في بلاد العم سام


الدار ـ خاص

تنحدر من حي شعبي ومن أسرة متواضعة ماديا، خريجة المدرسة العمومية، عشقت العلوم الفيزيائية، رغم أنها كانت تتمنى أن تصبح عالمة في الرياضيات، لكن قدرها أن تصير عالمة فيزيائية تشغل منصبا مرموقا ببلدها الثاني، أمريكا، حيث عهد إليها إدارة قسم الفيزياء النووية في مختبر “أرغون”، وهو من أشهر مختبرات الطاقة النووية بالولايات المتحدة الأمريكية، إنها كوثر حفيظي، أول سيدة تشغل هذا المنصب منذ سنة 2017، وهو مختبر تابع لوزارة الطاقة الأمريكية.

رأت حفيظي النور بمدينة الرباط سنة 1973، ودرست بمدرسة باب مراكش ، ثم إعدادية عبد السلام السايح بالمدينة العتيقة بالرباط، وبعدها ثانوية مولاي يوسف، لتحصل على إجازة في الرياضيات والفيزياء سنة 1995 من جامعة محمد الخامس، وهي السنة التي تم فيها إلغاء سلك الدكتوراه بالجامعة، لتقرر السفر إلى فرنسا لمواكبة دراستها في تخصص الفيزياء النظرية، وخلال اشتغالها على أطروحتها، تمكنت من المكوث بالولايات المتحدة الأمريكية لمدة قاربت التسعة أشهر بمختبر جيفيرسون.

بعد حصولها على الدكتوراه سنة 1999 من جامعة باريس الجنوبية في مجال الطاقة الذرية، قررت كوثر لانضمام إلى المختبر الأميركي للبحث والتطوير، وبعد ثلاث سنوات تمت ترقيتها إلى منصب عالمة فيزياء مساعدة التي ظلت به لحدود سنة 2006، لتتم ترقيتها بعد ذلك إلى عالمة فيزياء.

وخلال سنتي 2013 و2014عملت حفيظي كعالمة بوزارة الطاقة، لتصير بعد ذلك مساعدة لرئيس العلماء خلال سنتي 2015 و2016.

تقوم عالمة الفيزياء بتطوير مجالات جديدة لدراسة الذرة عبر القيام ببحوث في مختبر “أرغون”، ومن بينها إنتاج النظائر الطبية التي تساعد في علاج السرطان تستعمل فيها تقنيات مسرع الفيزياء، والفيزياء النووية، والكيمياء الإشعاعية.

لا تتردد كوثر في تصريحاتها الإعلامية في الثناء على من ساعدها في بداياتها وعلى رأسهم عمتها التي باعت مجوهراتها من أجل تأمين مصاريف إتمام دراستها في فرنسا، ثم زوجها الذي رافقها إلى أمريكا من أجل مساعدتها على تحقيق حلمها، فهي ترى أن المرأة تستطيع أن تصل إلى مناصب مرموقة شرط أن تجد من يسندها وأن تتخلى على حصر مهمتها في الدور التقليدي المرتبط بشؤون البيت.

وتصف حفيظي زوجها التونسي “إبراهيم” ، في تصريحاتها الإعلامية، بـ”العظيم”، لكونه ترك مساره العلمي في فرنسا ورافقها إلى أمريكا، حيث يعمل إلى جانبها بالمركز، وهو الذي لم يتوقف أبدا على مساندتها طيلة 25 سنة، فضلا على مؤازرتها له وقيامها بمسؤولية تربية ابنها البالغ من العمر 17 سنة، في غيابها بسبب عملها التي يتطلب أسفار عديدة.

رغم انتقادها لواقع البحث العلمي بالمغرب، لم تقف عالمة الفيزياء عند هذا الحد كما يفعل الكثيرون، بل اتخذت مبادرة برهنت من خلالها على أنها سيدة معطاءة، وذلك عبر تأسيسها لجمعية تحمل اسم “كوثر حفيظي للنهوض بالعلوم والتكنولوجيا” بتنسيق مع جامعة محمد الأول بمدينة وجدة، هدفها تقديم منح للطلبة المتفوقين الفقراء للاستفادة من تكوينات في مجالات التكنولوجيات، إضافة إلى مساعدتهم على الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل متابعة دراستهم في التطبيقي، كما تسعى الجمعية إلى مساعدة المتفوقين من الطلبة على فتح شركات متخصصة في مجال التكنولوجيا.

ولكوثر ذكريات في وطنها الأم مع رياضة عشقتها وهي كرة القدم، حيث كانت ضمن فريق اتحاد تواركة لكرة القدم في الرباط، وقد قالت في إحدى تصريحاتها الإعلامية ” أنا مولعة بكرة القدم، أحببتها وأمارسها حتى في الوقت الحاضر، كانوا يلقبونني بـ مارادونا، لو بقيت في المغرب لانضممت للفريق الوطني النسوي”.

لم تتخل حفيظي عن أسرتها الصغيرة بعد هجرتها نحو الخارج، فبعد وفاة والدها كانت السند الحقيقي لأمها وإخوتها التي يصغرونها.

حفيظي برهنت على أن المرأة المغربية قادرة على تحدي كل الصعاب وتحقيق أحلامها، والوصول إلى أعلى مراتب المسؤولية في الخارج، فهي صورة مشرقة شرفت وطنها الأم، المغرب، فرفعت رايته عاليا بعلمها وتفوقها.

تاريخ الخبر: 2022-11-10 12:25:15
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

العربية للطيران ترفع عدد رحلاتها بين مدينتي أكادير والرباط

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 03:25:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية