على وقع استمرار الانقسام في ليبيا بين حكومتي عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا، أكد السفير الأميركي ريتشارد نورلاند، أن حل أزمة الصراع على السلطة لا يمكن أن يأتي إلا عبر الانتخابات.
وأوضح في مؤتمر صحافي، اليوم الخميس، بالعاصمة طرابلس، أن تركيز القادة الليبيين يجب أن يكون على إعداد القاعدة الدستورية وقوانين الانتخابات، لأنّها أولى من الاهتمام بالمرحلة الانتقالية.
ماذا عن النفط؟
أما في ما يتعلق بإيرادات النفط، التي تشكلّ أيضاً مصدر خلاف وصراع بين القوى الليبية، فدعا نورلاند، إلى وضع آلية لمساءلة ومراقبة إنفاق هذه العوائد من أجل تعزيز الشفافية، وضمان عدم استخدام الأموال لأغراض سياسية وغير مناسبة لليبيين.
وجدّد التأكيد على دعم بلاده لمغادرة المرتزقة والقوات الأجنبية للأراضي الليبية، وتوحيد الجيش ومساندة عمل اللجنة العسكرية المشتركة 5+5.
تعثر الانتخابات
يذكر أن الانتخابات في ليبيا، كانت تعثرت منذ ديسمبر الماضي (2021) وحتى الآن، بسبب عدم توافق الأطراف السياسية على الأساس الدستوري لهذه العملية الانتخابية، نتيجة خلافات حول شروط الترشح للرئاسة.
ففيما يرفض معسكر الغرب الليبي ترشح العسكريين وأصحاب الجنسية المزدوجة، يطالب معسكر الشرق بإتاحة الفرصة للجميع، هذا إلى جانب وجود حكومتين تتنازعان على السلطة.
وحتى اليوم، لا توجد أي بوادر لإمكانية التوصل إلى اتفاق قويّ في المدى القريب، يتيح إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تنهي المرحلة الانتقالية وتقود البلاد إلى الاستقرار، وتفتح الباب أمام توحيد المؤسسات.
على الرغم من أن الأطراف الدولية على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، تبذل جهودا كبيرة وتمارس ضغوطا قويّة على القوى الليبية الفاعلة، من أجل إيجاد مخرج للأزمة الراهنة والتوصل إلى اتفاق بشأن قوانين الانتخاب والترتيبات الدستورية، والدفع من أجل إجراء انتخابات، خاصة بعد ظهور مؤشرات على إمكانية اندلاع نزاع مسلّح في البلاد، مع تسجيل تحرّكات واستعراضات عسكرية من الجانبين، خلال الفترة الماضية.