تبذل المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» جهودا واسعة في سبيل التحضر للأخضر، بالتزامن مع انطلاق مؤتمر المناخ COP 27، حيث أطلقت المؤسسة عددا من المبادرات المختلفة، تعمل على رفع الوعي البيئي لدى المواطنين في القرى والمحافظات، فضلا عن عملها على تحويل قرية فارس التابعة لمركز كوم أمبو في محافظة أسوان، إلى قرية خضراء صديقة للبيئة. 

غادة البهنساوي: نستهدف تعريف المواطن بمميزات البيئة

ومن جانبها، أوضحت غادة البهنساوي رئيس المركز الإعلامي لمؤسسة «حياة كريمة»، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن المبادرة تعمل على توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة، من الأدوار المهمة لاسيما في الفترة الأخيرة، قائلة: «عمل «حياة كريمة» على عقد الندوات التوعوية للشباب والمرأة والجامعات وجلسات الاستماع كذلك، من أهم الأدوار لاسيما في التوقيت الحالي». 

ولفتت رئيس المركز الإعلامي لمؤسسة «حياة كريمة»، إلى أن ندوات «حياة كريمة» لرفع الوعي البيئي، تعمل في الوقت الحالي بشكل أساسي على تعريف المواطنين بمميزات البيئة المحيطة بهم، وعواقب التغيرات المناخية الحالية. 

عقبات واجهت تجربة قرية فارس 

وأشارت إلى تجربة قرية فارس، التي تحولت بجهود المؤسسة إلى قرية خضراء، موضحة أن نجاح التجربة يكمن في توحيد الجهود بين جميع الشركاء من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، بالإضافة، للاستماع للمشاكل والمميزات داخل القرية، ومشاركة الأهالي في الحلول، فضلا عن مناقشة الأطراف المعنية والجهات لتشارك هي الأخرى بوضع الحلول.

وأضافت: «واجهنا عددا من العقبات في العمل على تحويل قرية فارس إلى قرية خضراء صديقة للبيئة، ولعل أبرز هذه العقبات هي مقاومة الأهالي للأعراف والتقاليد وأيضا تداعيات الأزمة الاقتصادية التي يراها العديد من الأهالي أحد العقبات الحقيقية في الطريق». 

كما أشارت إلى أنه بعد نجاح التجربة في قرية فارس، سيتم في الفترة المقبلة تعميم هذا النموذج على 175 قرية، قائلة: «بجانب استهدافنا لتعميم نموذج قرية فارس على 175 قرية أخرى، نحاول أيضا أن يتم تعميم التجربة مستقبلًا على جميع قرى حياة كريمة بأكملها».

استجابة الأهالي للتوعية البيئية 

ولم تكن استجابة الأهالي للتوعية البيئية سهلة، حيث قالت البهنساوي أنه في بداية الأمر كان هناك حالة من الرفض الكبير من قبلا الأهالي ولكن مع استمرار محاولات «حياة كريمة»، وبعد التركيز واستيعاب أن الحفاظ علي البيئة يخلق حياة سليمة من كافة النواحي وله العديد من الإيجابيات، منها خلق فرص عمل، أصبح هناك اهتمام ملحوظ من الأهالي بنجاح هذا المشروع.

وأوضحت البهنساوي أن أبرز الفئات المستهدفة برفع الوعي البيئي هم كبار السن؛ لأنهم يتبعون التقاليد والأعراف، بالتالي لابد من مخاطبتهم وإقناعهم بأن المستقبل لأولادهم وأحفادهم، أما استهداف الأطفال فهو أيضا مهم جدا، وذلك بسبب احتكاكهم المستمر بالكبار وتأثرهم بهم وبعادتهم.