جدلٌ واسع أثير خلال الساعات القليلة الماضية حول مقاعد مهرجان القاهرة الدولي في دورته الـ44 التي بسببها تم استبعاد مدير المركز الصحفي للمهرجان الكاتب الصحفي محمد عبدالرحمن من منصبه صباح اليوم الخميس.

قرار الإقالة أحدث ضجّة واسعة في الأوساط الفنية، خاصة أنه جاء في وقت حاسم، ليتبارى جمهور المهرجان في وضع تفسيرات ومبررات لهذا القرار السريع.

وسارع محمد عبدالرحمن بتوضيح كواليس ما جرى معه عبر حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك” الذي قال فيه: "إن المخرج أمير رمسيس قرر استبعاده من منصبه دون وجه حق، وأن القرار جاء بسبب تحفّظه على جلوس النقاد ورؤساء الأقسام على مقاعد لا تتناسب مع مكانتهم".

أضاف عبدالرحمن: "بذلت مجهودًا كبيرًا لمدة 5 أشهر، وحاولت تفادي العديد من القرارات الخاصة بالصحفيين، وكان من بينها عدم دعوة أسماء عربية بارزة لأسباب غير مهنية، وحرمان صحفيين مصريين من دعوة الافتتاح بسبب خلافات في وجهات النظر، وسحب الكثير من اختصاصات المركز الصحفي"، موضحًا أن المركز الصحفي تحول إلى حائط صد الأيام الماضية للحفاظ على سمعة المهرجان، إذ تأخر الإعلان عن جدول الفعاليات والكتالوج، الأمر الذي أغضب الصحفيين المكلفين بتغطية المهرجان، وبسبب الصوت الواحد، تم وضع المركز الصحفي في موقف حرج، وعندما حاول مناقشة كل هذه السلبيات تمت إقالته تليفونيا.

المدير السابق للمركز الصحفي للمهرجان أكد أنه سيقدم تقريرًا شاملاً عن المخالفات للجهات المعنية، وأن ما نشره عبر حسابه على "فيسبوك" بمثابة اعتذار لـ300 صحفي كان يتمنى استقبالهم في المهرجان.

في المقابل، قال أمير رمسيس، مدير الدورة الـ44 للمهرجان لـ"الدستور"، إنه مثل كل عام لدينا أزمة في عدد المقاعد، نظرًا لمحدودية المكان وهذه الدورة في ذاتها تواجه تحديدًا محاولة استيعاب العدد، بسبب زيادة الإقبال علي المهرجان دوليًا وعربيًا، والعام الماضي تم تخصيص 120 مقعدًا للصحفيين الذي تمت زيادته هذا العام ليصل لـ165 وخصصت للصحافة الدولية 25 دعوة وللعربيّة 40 دعوة والصحفيين أصحاب الدعوات يحضرون كضيوف داخل المسرح.

وأضاف رمسيس لـ"الدستور": “تم منح 20 دعوة من الفئة الزرقاء لمدير المركز الصحفي بصفته الذي طالب بزيادة عدد الدعوات واستجابة لمَطلبه تم منحه 5 دعوات، وطلبت مراجعة القوائم المتضمّنة أسماء الحاصلين على الدعوات معه، وهو ما لم يحدث".

وحول قرار فصل عبدالرحمن قال إنه جاء بعد مطالبته بـ30 دعوة زيادة، خاصة أنه أخبر الصحفيين بأنه لم يحصل على أي منها، وقررت مراجعة القوائم التي وجدت فيها عددا من الدعوات غير المستحقة، ولم يحدث توزيع عادل في هذه الدعوات.

من جانبه، قال محمد عبدالرحمن لـ"الدستور": “كل عام تكون هناك دعوات للجلوس في الصالة عددها يقع بين الـ40 والـ50 دعوة وباقي دعوات الصحفيين توزع على ”اللاونج" والبلكونة داخل المسرح، لهذا طالبت 30 دعوة زيادة، فلا يمكن أن يكون هناك 20 دعوة فقط موزعة بين كل رؤساء التحرير والنقاد الكبار ونقيبي الصحفيين والإعلاميين وعمرو الليثي وسهير جودة… إلخ.

وشدد عبدالرحمن على أنه لم يخبر الصحفيين بعدم وجود دعوات، بل أخبرهم بعدم توافرها داخل الصالة، وكل ما تم إرساله من الفئة الزرقاء وليست الذهبية أو الحمراء المخصصة للصالة.

أحد متلقي الدعوات الزرقاء كان الكاتب الصحفي محمد قناوي الذي قال لـ"الدستور": "حصلت على دعوة زرقاء بلكون، ولم تكن لدىّ النية حضور الافتتاح ولا تغطيته؛ لأني شعرت بأن تلك الدعوة لا تليق سواء باسمي كصحفي مهني أو بجريدتي، ولن أحضر إلا إذا تلقيت الدعوة التي أراها مناسبة لي".

ورد أمير رمسيس على هذا بأنه أكد منح عدد ٢٠ دعوة حمراء وذهبية لمحمد عبدالرحمن الذي منحها لغير المستحقين على حد قول "رمسيس"، وبالتالي منحت دعوات زرقاء للمستحقين للدعوات الحمراء.