العيون الساهرة حافظوا حتى النفس الأخير على القسم الذي رددوه أثناء تخرجهم في كلية الشرطة بحماية الوطن والمواطنين حتى آخر نفس، تجلى ذلك في منطقة الأميرية بالقاهرة حيث ملحمة بطولية لأبطال الشرطة بتصديها لوكر إرهابي، خطط لارتكاب أعمال تخريبية في البلاد، تزامناً مع احتفالات أعياد الأقباط.

قوائم الشرف في وزارة الداخلية تحمل أسماء أبطال ضحوا بحياتهم من أجل تطهير البؤر الإرهابية ومن بين هؤلاء الشهيد البطل محمد الحوفي الذي حصل على الرتبة الأسمى بجهاز الشرطة "شهيد" بعد ارتقاء روحه لبارئها في مداهمات أمنية لمنطقة الأميرية في مداهمة وكر إرهابي.

ولد الشهيد محمد فوزي الحوفي عام 1984 بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، كان والده مديرا عاما للتأمين الاجتماعي، ووالدته السيدة وفاء محمد علي، موظفة بالمعاش بوزارة العدل، والتحق بكلية الشرطة عام 2000، وتخرج فيها عام 2004، وعمل في عدة قطاعات بوزارة الداخلية حتى عام 2006، وبعدها التحق بقطاع الأمن الوطني حتى استشهاده.

وتزوج الشهيد من السيدة أمنية ماهر مصطفى، عام 2011، ورُزق منها بطفلتين الأولى مريم المولدة عام 2013، والثانية خديجة المولدة عام 2016.

"الحوفي" ضابط من طراز خاص تخرج في كلية الشرطة في 2004 وعمل برتبة ملازم أول بوزارة الداخلية، والتحق بالأمن الوطني في الجيزة بمكافحة التطرف الديني، وأثبت كفاءة كبيرة في هذا الملف.

فقد سخّر “الحوفي” حياته لخدمة الوطن وملاحقة العناصر المتطرفة، عمل بعد ذلك في مكافحة التطرف الديني بالقليوبية، ثم عاد منها لمحافظة الجيزة مسئولاً عن قسمي الجيزة وبولاق الدكرور، حيث أثبت كفاءة كبيرة في عمله.

عرف "الحوفي" بين زملائه، بالشجاعة حيث سبق وأصيب عام 2016 في الوراق في مأمورية مداهمة لوكر إرهابي، إلا أن ذلك لم يمنعه عن مواصلة جهوده في مطاردة الإرهابين.

ففي أبريل 2020، وقع حادث تبادل إطلاق النار بين أجهزة الأمن وعناصر إرهابية كانت تتحصن داخل شقة بمنطقة الأميرية، وانتهت بمقتل 7 عناصر إرهابية داخل الشقة، لكن في هذا الحادث أيضا استشهد المقدم محمد الحوفي، الضابط بقطاع الأمن الوطني، وهي الاشباكات التي جرى نقلها على الهواء، واستمرت لعدة ساعات، قبل أن تتمكن الشرطة من القضاء على العناصر الإرهابية بالكامل.

وقالت وزارة الداخلية، في بيان لها، وقت الحادث إنه وردت معلومات لقطاع الأمن الوطنى عن وجود خلية إرهابية يعتنق عناصرها المفاهيم التكفيرية تستغل عدة أماكن للإيواء بشرق وجنوب القاهرة كنقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية بالتزامن مع أعياد أبناء الطائفة المسيحية، حيث تم رصد عناصر تلك الخلية والتعامل معها، مما أسفر عن مصرع سبعة عناصر إرهابية، عثر بحوزتهم على "6 بنادق آلية، 4 سلاح خرطوش، وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة، وأسفر التعامل عن استشهاد المقدم محمد الحوفى بقطاع الأمن الوطنى وإصابة ضابط آخر وفردين من قوات الشرطة.

وفى ذات الإطار، تم تحديد أحد مخازن الأسلحة والمتفجرات بمنطقة المطرية والتى كانوا يعتزمون استخدامها فى تنفيذ مخططهم الإرهابي وباستهدافه عثر على "4 بنادق آلية- كمية من الذخيرة" وتم تقنين الإجراءات.