أعلنت موسكو أنها بدأت الانسحاب من خيرسون بجنوب أوكرانيا فيما أكدت كييف أنها استعادت نحو عشر قرى في هذه المنطقة الاستراتيجية المطلة على البحر الأسود.

وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن وحدات من قواتها تجري إعادة تموضع في "موقع معدّ لها على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو، بما يتوافق بشكل صارم مع الخطة المقررة".

لكن السلطات الأوكرانية بدت مشككة بعد الإعلان الروسي الذي سيمثل، في حال تأكده، انتكاسة كبيرة لموسكو في المنطقة التي ضمتها إلى أراضيها.

وقال الجنرال الأوكراني فاليري زالوجني على وسائل التواصل الاجتماعي إن قواته استعادت ست قرى بعد معارك قرب جبهة بيتروبافليفكا-نوفورايسك.

وأضاف أن الجيش الأوكراني استعاد ست قرى أخرى في اتجاه بيرفومايسكي-خيرسون، وسيطر على أراض تتجاوز مساحتها 200 كيلومتر مربع.

أسبوع للانسحاب

إلى ذلك، قال وزير الدفاع الأوكراني يوم الخميس إن سحب روسيا قواتها من مدينة خيرسون الجنوبية سيستغرق أسبوعاً على الأقل، وإن الشتاء سيبطئ العمليات في ساحة المعركة، مما يمنح الجانبين فرصة لإعادة تنظيم صفوفهما.

وفي مقابلة في كييف، قال أوليكسي ريزنيكوف إن روسيا لديها 40 ألف جندي في منطقة خيرسون ولا تزال لديها قوات في المدينة وحولها، وعلى الضفة اليمنى لنهر دنيبرو.

وقال لرويترز "ليس من السهل سحب هذه القوات من خيرسون في يوم أو يومين. (سيستغرق) الأمر أسبوعاً على الأقل"، معترفاً بصعوبة التنبؤ بأفعال روسيا.

وقال ريزنيكوف إن هذا الانسحاب سيسمح لقوات الجانبين بالتفرغ للقتال في أماكن أخرى.

وأضاف أن أوكرانيا لديها قوة أمنية ودفاعية قوامها مليون فرد لحراسة حدود "غير صديقة" بطول 2500 كيلومتر مع بيلاروس وروسيا والمناطق الأوكرانية المحتلة.

هجوم نووي روسي

وهون ريزنيكوف من شأن التهديد بشن هجوم نووي روسي في بلده، واستبعد احتمال تفجير موسكو سد كاخوفكا الجنوبي الكبير في أثناء انسحابها واصفاً الفكرة بأنها "جنون".

وقال إن هذه الخطوة ستؤدي إلى غرق مناطق تسيطر عليها موسكو وتمنع أيضاً وصولها إلى إمدادات المياه العذبة عبر قناة من دنيبرو إلى شبه جزيرة القرم.

وتابع قائلاً "الضفة الغربية هي أرض مرتفعة والضفة الشرقية منخفضة. وهذا يعني أن المياه ستتدفق شرقي هذه الضفة وسيكون هناك خطر على قواتهم".

وفي وقت متأخر الأربعاء، أعلن كبار مسؤولي الدفاع الروس المكلفين الملفَّ الأوكراني في اجتماع متلفز أنهم اتخذوا "القرار الصعب" بالانسحاب من خيرسون وإقامة خطوط دفاعية في مناطق أبعد.

من جهته اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا يمكن أن تكون بصدد إجراء مناورة استراتيجية. وتكرر التحذير على لسان مسؤولين عسكريين في كييف الخميس.

خسارة روسيا منطقة خيرسون تعني استعادة أوكرانيا منفذاً مهماً على بحر آزوف، وستُضعف حصيلة بوتين في الحملة التي حوّلته مسؤولاً منبوذاً في عيون الغرب.

وسيؤدي الانسحاب إلى الضغط على القوات الروسية في بقية منطقة خيرسون التي تشكل جسراً برّياً من روسيا إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

TRT عربي - وكالات