خرج إيرانيون جنوب شرقي البلاد المضطرب الجمعة في احتجاجات على حملة قمع نفذتها قوات الأمن في 30 سبتمبر/أيلول وعرفت باسم "الجمعة الدامية" في وقت استمرت فيه الاحتجاجات في أنحاء البلاد مطالبة بإنهاء "حكم رجال الدين".

وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت بشكل غير قانوني ما لا يقل عن 66 شخصاً بينهم أطفال، في ذاك اليوم بإطلاق الذخيرة الحية والخرطوش والغاز المسيل للدموع على المحتجين في زاهدان عاصمة إقليم سيستان-بلوشستان.

وتأجج الغضب الشعبي قبل إطلاق النار في 30 سبتمبر/أيلول بسبب مزاعم باغتصاب ضابط شرطة لفتاة في سن المراهقة. وقالت السلطات إن القضية قيد التحقيق.

واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سبتمبر/أيلول بعد وفاة مهسا أميني التي احتجزتها شرطة الأخلاق بسبب "انتهاكها لقواعد صارمة يفرضها النظام على ملابس النساء".

وشارك في الاحتجاجات طلاب وأطباء ومحامون وعمال ورياضيون.

وقالت الحكومة إن وفاة أميني سببها مشكلات صحية كانت تعانيها، وإن الاحتجاجات أذكاها أعداء إيران الأجانب ومن بينهم الولايات المتحدة. وتعهدت الحكومة بإعادة توطيد دعائم النظام.

وتتهم الحكومة مسلحين انفصاليين بارتكاب أعمال عنف والسعي لزعزعة استقرار البلاد.

وتجد القوات الأمنية صعوبة في السيطرة على الاحتجاجات رغم تحذيرات الحرس الثوري الإيراني وجهود الباسيج التي تقود حملة القمع.

وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن 330 محتجاً قتلوا في الاضطرابات حتى أمس الخميس، بينهم 50 قاصراً.

وأضافت أن 39 فرداً من قوات الأمن لقوا حتفهم أيضاً، واعتُقل نحو 15100 شخص.

وأفادت وكالة أنباء شبه رسمية في 31 أكتوبر/تشرين الأول أن القضاء الإيراني سيجري محاكمات علنية لنحو ألف شخص متهمين بالاضطرابات في طهران.

وهؤلاء الأشخاص متهمون بارتكاب أعمال تخريب أو اعتداء أو قتل أفراد من قوات الأمن أو إضرام النار في الممتلكات العامة.

وقال قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد باكبور أمام تجمع لشيوخ العشائر السنية والشيعية والزعماء الدينيين في زاهدان: "الطريق نحو الهدوء في المنطقة يتمثل في الوجود المسؤول للزعماء الدينيين".

ونقل التلفزيون الرسمي عن باكبور قوله: "على زعيمنا الروحي، سواء كان شيعياً أو سنياً أن ينتبه إلى ما يقول".

TRT عربي - وكالات