قضيتان غيّرتا المعادلة الانتخابية في ولايات أميركية


لم تصدر النتائج النهائية لانتخابات التجديد النصفي بعد، لكن البيانات الأولية كشفت عن توجّهات مفاجئة في الخريطة الانتخابية الأميركية.

فتاريخياً، غالباً ما تعرّض حزب الرئيس لهزيمة موجعة في الانتخابات النصفية. لكن للمرة الأولى منذ عقدين، كان أداء حزب تقلّ نسبة تأييد زعيمه عن 50 في المائة جيداً.

وعلى غرار الصورة العامة، جاءت نتائج بعض الولايات مفاجئة هي الأخرى، حيث كان أداء الجمهوريين جيداً بشكل استثنائي في بعض الولايات مثل فلوريدا ونيويورك، فيما تفوق الديمقراطيون في ولايات أخرى مثل ميشيغان وبنسلفانيا.

وساهم عاملان أساسيان في تغير توجهات الناخبين هذا العام، هما الديمقراطية والإجهاض. فعلى عكس الانتخابات النصفية المعتادة، حقق الحزب المعارض أهم نجاح سياسي خلال العامين الماضيين، وهو إلغاء الحق الدستوري في الإجهاض عبر التراجع عن حكم «رو ضد وايد». وإن نظرنا إلى الحملات الانتخابية النصفية الماضية، فسنجد أن حزب المعارضة ركّز جهوده على انتقاد أبرز سياسات ساكن البيت الأبيض، كإصلاح النظام الصحي كما حدث مع مشروع «أوباما كير» عام 2010، أو مبادرة كلينتون للرعاية الصحية في عام 1994.

إلى ذلك، اختلفت طبيعة القضايا التي صوت الناخبون على أساسها باختلاف الولاية والمرشح. فقد لا يُنظر إلى حقوق الإجهاض على أنها مهددة بشكل مباشر في العديد من الولايات الزرقاء (المحسوبة على الحزب الديمقراطي). وقد لا يبدو احتمال أن يصوت حاكم جمهوري لصالح إبطال فوز الحزب الديمقراطي في نيويورك أمراً واقعياً. لكن المسألتين كانتا ذات صلة مباشرة في ولايات أخرى، سواء من خلال الاستفتاءات حول حقوق الإجهاض، أو اتخاذ المرشحين مواقف مشككة في نتيجة الانتخابات الرئاسية الماضية.

على سبيل المثال، تفوق الديمقراطيون في ولاية بنسلفانيا، حيث نافس أداؤهم أداء بايدن في عام 2020. واكتسحوا كل المقاعد التنافسية في مجلس النواب، وفاز جون فيترمان بسباق مجلس الشيوخ بهامش أوسع من فوز بايدن بالولاية، وفاز جوش شابيرو المرشح الديمقراطي لمنصب الحاكم، بأغلبية ساحقة.

وركز الديمقراطيون جهودهم في هذه الولاية على إزاحة دوغ ماستريانو، مرشح الجمهوريين لمنصب الحاكم، وهو سياسي دعمه ترمب وكان محورياً في الجهود المبذولة لمحاولة إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية. وخشي الديمقراطيون من أن فوز ماستريانو قد يتسبب في أزمة دستورية وتهديد للحكومة الديمقراطية، فضلاً عن كون ماستريانو معارضاً قوياً للإجهاض.

في المقابل، حقق الجمهوريون في نيويورك انتصاراً كبيراً، وكان أداء مرشحيهم للكونغرس أفضل بكثير من أداء ترمب في عام 2020، وأحياناً بفارق وصل إلى 20 نقطة. وفاز الجمهوريون في جميع مقاطعات الكونغرس السبعة التنافسية، باستثناء مقاطعة واحدة. وكان السباق على مقعد الحاكم في الولاية الزرقاء متقارباً إلى حد ما، على الرغم من أن شاغلة المنصب الديمقراطية كاثي هوكول تصدت لمنافسها الجمهوري لي زيلدن.

وكانت قضيتا الإجهاض والديمقراطية أقل أهمية في نيويورك، إذ لم تظهر أي حركة في عام 2020 لإبطال انتصار بايدن في هذه الولاية.

كانت نيويورك وبنسلفانيا جزءاً من نمط ساد في جميع أنحاء البلاد، رغم بعض استثناءات مثل سيطرة الديمقراطيين على كولورادو، وسيطرة الجمهوريين على تكساس.

*خدمة صحيفة «نيويورك تايمز»


تاريخ الخبر: 2022-11-12 00:24:05
المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 88%
الأهمية: 95%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية