بوريطة: 84 بالمائة من دول العالم لا تعترف بـ”الكيان الوهمي”


الدار- خديجة عليموسى

قال إن : الصحراء المغربية هي المعیار في تمييز المواقف الضبابية من الواضحة

قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن “العالم أصبح اليوم أمام براديغمات جديدة في القضايا الدولية، تغيرت فيها الأولويات وغابت عنها المفاهيم التقليدية”، مضيفا أن “هنالك تحولا متسارعا في مفهوم القوة وتوزيعها على المستوى العالمي، تحول في طبيعة الفاعلين في السياسة الدولية؛ وفي أنماط تفاعلهم، وكذا تحول في القيم المؤطرة لهاته التفاعلات”.

بوريطة، وضمن عرض قدمه أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني والمغاربة المقيمين بالخارج، بمجلس النواب، بمناسبة دراسة الميزانية الفرعية لوزارة الخارجية، لفت إلى تنامي “أصناف أخرى من القوة وتعاظم تأثيرها”. وتابع بالقول “توقف القوة العسكرية عن أن تكون هي الفيصل الحاسم، وأصبحنا نتعامل مع أشكال جديدة في السياسة كما في الحرب. نحن إذن أمام نظام دولي يحتضر وآخر في طور التشكل”.

وزاد “بالتوازي مع هذه التحولات، تزايد الزخم التكنولوجي ليمس كل مناحي الحياة لاسيما مجالي التواصل والاتصال، بما يساهم في تشکیل البيئة المناسبة لإعادة صياغة وترتيب الأولويات، مع المساهمة أيضا في إفراز نزعات شتی كنزعتي الحمائية والوطنية، وإفساح المجال أمام إذكاء الانكفاء عوض التعاون والعمل المشترك”.

وسجل رئيس الدبلوماسية المغربية أن هاته التحولات أرخت بـ”ظلال ثقيلة عل قارتنا الإفريقية، التي وبالكاد تجاهد للخروج بكل آثارها البليغة البنيات الاقتصادية والاجتماعية الديموغرافية. حيث وجدت نفسها مرة أخرى في مرمى التنافسات الدولية، وفي ملتقى طرق استراتيجيات التموقع وإعادة التموقع التي تنهجها الأقطاب الدولية، ما زاد من تحديات القارة ومشاكلها التي تتناسل بوتيرة سريعة”.

ووطنيا، قال بوريطة إنه “بفضل الرؤية الاستشرافية والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك السادس، تمكنت الدبلوماسية المغربية، في خضم كل هذه التحولات، من رسم الأفق الإستراتيجي للعمل وتحديد المفاهيم والأولويات، بما يقتضيه ذلك من ضرورة الجمع بين روح المبادرة ومقومات الصمود، من أجل انتهاج دبلوماسية فاعلة متزنة واضحة وطموحة تكون كفيلة برفع التحديات غير المسبوقة والتقليل من مخاطرها وآثارها، بهدف اقتناص الفرص الكامنة في طياتها وترجمتها إلى إنجازات تروم تعزیز مكانة المغرب والدفاع عن مصالحه العليا”.

واسترسل المتحدث ذاته، في عرضه المضمن في تقرير لجنة الخارجية المتعلق بالميزانيات الفرعية، والذي اطلع موقع “الدار” على نسخة منه، أن “تلك التحولات كانت أيضا، اختبارا تبين في ضوءه أن جهازنا الدبلوماسي هو جهاز يتمتع بقدر ليس بالهين من المرونة، ويتوفر على جاهزية عالية مكنته من تكييف آليات وطرق اشتغاله ومن ملاءمة خططه التكتيكية والاستراتيجية بصورة ديناميكية استباقية لتحقيق الأهداف المسطرة”.

وفيما يخص القضية الوطنية، قال بوريطة إنه وسط هذه “الظروف الدولية المتغيرة”، تظل الصحراء المغربية، هي البوصلة التي تحدد الاتجاه وترسم خط السير، مذكرا في هذا الصدد بما جاء في مضمون الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 2022.

وأضاف بوريطة أن “جلالة الملك وضع في هذا الخطاب وبكيفية حازمة، المنهج الدقيق لتدبير مختلف قضايا سیاستنا الخارجية، انطلاقا من قضية الصحراء المغربية، وذلك على خلفية المحددات الأساسية المرسومة سلفا ووفق مقاربة تنهل من البراغماتية والواقعية، وبعيدا عن سرديات الحرب الباردة وما قبل سقوط جدار برلين، التي تنضح بها خطابات الخصوم والتي نبذها المنتظم الدولي منذ أكثر من عشرين سنة”.

وتابع “اليوم، الصحراء المغربية هي معیارنا في تمييز المواقف الضبابية من الواضحة، وهي وسيلتنا في تحديد مدى عمق الصداقات وصدقيتها، وهي العامل الحاسم في تثمين الشراكات وتطويرها”، قبل أن يستدرك قائلا إن “لصحراء المغربية هي باختصار، القضية التي يميز فيها المغرب ما بين المواقف الصادقة والجدية وغيرها”.

ووفق المسؤول الحكومي، أبان هذا التحول عن وجاهته، وذلك بالنظر إلى التغيير الوازن والواضح في الموقف الإسباني، باعتبارها دولة محورية في هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، و”هو الموقف الذي عبرت عنه في الرسالة الموجهة من طرف رئيس الحكومة الإسبانية إلى صاحب الجلالة الملك السادس ، تلاه بعد ذلك الموقف الألماني المعبر عنه كذلك في الرسالة الموجهة إلى جلالته”، يقول بوريطة.

وعلى هذا الأساس، يردف بوريطة، “تواصل الدبلوماسية ترسيخ هذا المنعطف الحاسم”، مشيرا إلى أن هذه السنة تميزت بتطورات هامة شملت خمس مستويات، وأبان فيها المغرب عن قدرته في الحفاظ على مكتسباته ووتحقيق تطورات هامة.

ومن بين هذه المكتسبات، بحسب بوريطة، “توسع دائرة الدعم الصريح لمبادرة الحكم الذاتي، في كل الجهات والقارات، بما في ذلك دول لها تأثير كبير وعلى دراية واسعة بالملف”، و”افتتاح 3 دول (السورينام، التوغو وجمهورية الرأس الأخضر) بالإضافة الى منظمة دول شرق البحر الكاريبي خلال سنة 2022، لقنصليات لها بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وإعلان 3 دول أخرى عن عزمها افتتاح قنصليات لها في الشهور القادمة (التشاد، الصومال وغواتيمالا).

وكشف بوريطة عن استمرار تراجع الاعترافات الصورية بالكيان الوهمي سنة 2022، إذ أصبح 84 في المائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لا يعترفون بميليشات “البوليساريو ” الانفصالية، مشيرا إلى أن الدول المعترفة بهذا الكيان المصطنع تبقى أقلية على المستوى الدولي، منها بلدان لها مواقف موروثة، وفي بعض الأحيان دوغمائية وإيديولوجية.

تاريخ الخبر: 2022-11-12 00:25:12
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

العثور على باندا عملاقة نادرة في شمال غرب الصين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:25:50
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

لطيفة رأفت أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:26:04
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

العثور على باندا عملاقة نادرة في شمال غرب الصين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:25:55
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

لطيفة رأفت أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:26:10
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية