قال المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف، أن مصر تلعب دوراً مهماً على الصعيد الإقليمي والدولي حيث استضافت أكثر المباحثات والمشاورات تعقيدا على مختلف المستويات بين الوفود المختلفة وبين الأطراف المختلفة، لهذا من المنطقي أن تستضيف القاهرة اجتماعات اللجنة الاستشارية الروسية الأمريكية بشأن تمديد معاهدة «ستارت» للأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة.

وأوضح «أونتيكوف» في تصريحات لـ«الدستور»، أن اختيار القاهرة لاستضافة اللقاءات بين موسكو وواشنطن، لأن مصر تعلب دوراً كبيراً على المستوى العالمي، كما أن لديها علاقات صداقة مع واشنطن وموسكو فهذا ما يسمح لمصر أن تلعب دورا محايدا لروسيا وأمريكا وهذا مهم جدا في ضوء توتر العلاقات بين البلدين. 

وأضاف أن المشاورات يجب أن تكون ليس على تمديد معاهدة «ستارت» لكن على بدء المباحثات للتمديد وطبعاً المشاورات حول الاتفاق الجديد وأهمية ذلك ستكون واضحة تماماً خاصة بعد انسحاب أمريكا من معاهدة القوى النووية المتوسطة مع روسيا، ولهذا معاهدة ستارت لا تزال المعاهدة الأخيرة الباقية فيما يتعلق بالحفاظ على الاستقرار على المستوى الدولي، فالكل يدرك تماما أن لدى روسيا وامريكا الأسلحة النووية لتدمير العالم أجمع لذلك هذا الأمر وهذه المباحثات يجب أن تساهم في الحفاظ على الاستقرار على المستوى العالمي. 

وتابع أنه مع مرور الزمن بعد ما توصلت إليه روسيا الولايات المتحدة الأمريكية تطورت التقنيات والأسلحة والصواريخ وهناك كثير من الأسلحة النووية الاستراتيجية الجديدة لدى كل من روسيا وأمريكا أي بعد اتفاقية «ستارت»، لذا هناك واقع جديد ومستجدات جديدة يجب أن تؤخذ في الاعتبار مستجدات الاتفاق الجديد بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية خاصة وأن أمريكا انسحبت من معاهدة الدفاع الصاروخي وكذلك معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى واتفاق السماء المفتوحة.

وأضاف: «يجب أن نبذل كل جهودنا من أجل الحفاظ على اتفاق «ستارت» والأفضل تشكيل اتفاق جديد ويجب يكون هذا الاتفاق مبني المستجدات الجديدة». 

واختتم: «لذلك أعتقد أن المباحثات ستكون صعبة جدا وستوثر عليها الأزمة في أوكرانيا وتوتر العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ولكن النقطة الإيجابية وبغض النظر عن كل العوامل فإن المباحثات ستنعقد في مصر».

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي «سيرغي ريابكوف»، أمس، أن اجتماعات اللجنة الاستشارية الثنائية الروسية الأمريكية بشأن معاهدة «ستارت» ستعقد في القاهرة أواخر نوفمبر أو أوائل ديسمبر، وستستمر المفاوضات حوالي أسبوع، واستئناف عمليات التفتيش سيكون أحد الموضوعات المطروحة للمناقشات.

مسلم شعيتو: اختيار مصر يناسب الولايات المتحدة وروسيا

من جانبه، قال مسلم شعيتو رئيس المركز الثقافي «الروسي- العربي»، إن اختيار مصر لاستضافة اجتماعات اللجنة الاستشارية الروسية الأمريكية بشأن تمديد معاهدة «ستارت» للأسلحة النووية، يناسب واشنطن وموسكو.

وأكد «شعيتو» في تصريحات لـ«الدستور» أن روسيا تسعى لأن تكون مصر دولة مهمة في مسألة الشرق الأوسط بعيدا عن الدول الإقليمية الأخرى التي تتدخل في شؤون الداخلية لدول المنطقة لأن مصر هي جزء من النسيج الاجتماعي والثقافي والتاريخي العربي، أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية توافق على هذه الاستضافة لأنها تسعي جاهدة لإبعاد دول إقليمية التي برأيها بدأت تتقرب من روسيا.

وأوضح أن هذا المصالح التقت في مصر وأيضا لأن مصر تتبع موقف «الوسط» سواء بين روسيا أو أمريكا.

وأضاف المحلل السياسي الروسي أن مسألة تنفيذ بالعمل بمعاهدة «ستارت» ضروري لكافة الأطراف خاصة بعد الأزمة التي وصلت إلى الاتهامات السياسية والإعلامية، وكأن القنبلة النووية ستستخدم بالفعل وهذا خطر لأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون بمنأى عن هذه الحروب إن وقعت وهذا عكس كل الحروب التي وقعت خارج أراضيها، فهذه الحرب أن حدثت ستكون على الأراضي الأمريكية.